هناك الكثير من الحالات الطبية الخطيرة التي تتطلب التصرف السريع إذ يصبح الوقت هو الحاكم هنا والمسيطر الأول. وعلى سبيل المثال سنحدثكم اليوم عن التهاب الزائدة الدودية أعراض وأسباب. كلنا سمعنا بالتهاب الزائدة من قبل أو شاهدنا مصابًا بها ولكن أغلبنا لا يعلم ما هي الزائدة أو أين تقع وما أسباب التهاباها. قبل كل شيء يجب أن تعلموا أن الزائدة عضو صغير يتصل بالأمعاء الغليظة قرب الأعور. وتقع ضمن الحوض في الجهة السفلية اليمنى (نسميها طبيًّا الحفرة الحرقفي اليمنى). قد تلتهب الزائدة وتسبب آلامًا وأوجاعًا مبرّحة تدفع صاحبها لمراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن. وهنا يجب على الطبيب أن يقدّر خطورة الموقف ويرسل مريضه لأقرب مشفى لاستئصال العضو المصاب في جسده وإنقاذه من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث.
أسباب التهاب الزائدة الدودية
لا يمكننا دائمًا معرفة السبب الكامن وراء التهاب الزائدة الدودية ولكن في غالبية الأحيان يكون السبب انسداد عنق الزائدة بسدادة غائطية أو ببذور الفاكهة المبتلعة، مما يخلق وسطًا ملائمًا لنمو الجراثيم وتكاثرها. أي أن أهم الأسباب هي:
- انسداد عنق الزائدة بالغائط: يعاني بعض المرضى من الإمساك المزمن (المستمر). وبالتالي توجد بقايا برازية قاسية ضمن أمعائهم. ويؤدي توضع هذه البقايا بالقرب من عنق الزائدة إلى انسدادها والتهابها. ومن الجدير بالذكر بأن هذا السبب هو الأشيع على الإطلاق.
- انسداد عنق الزائدة ببذور الفاكهة: كثيرًا ما نقوم بابتلاع بذور الفاكهة الصغيرة كالعنب والبرتقال ونعتقد بأنها لن تؤثر على جهازنا الهضمي وستنطرح بشكل تلقائي. ولكن هذا الكلام غير صحيح لأن هذه البذور قد تتجمع وتتكتل وتغلق عنق الزائدة وتسبب الكثير من المشاكل والآلام.
أعراض التهاب الزائدة
كما ذكرنا سابقًا إن التهاب الزائدة حالة خطيرة ومهددة للحياة في حال إغفالها ولحسن الحظ إن أعراضها الصارخة والشديدة تدفع المريض إلى مراجعة الجهات الطبية بسرعة وبدون أي تأخير. ومن أهم الأعراض نذكر:
- الألم الحاد في موقع الزائدة: يعاني المريض من ألم حاد ومفاجئ يبدأ أعلى البطن وحول السرة، ثم ينتقل إلى أسفل الجهة اليمنى من البطن، ويكون هذا الألم شديدًا ومستمرًا يجعل المريض يتلوى من الألم ويزداد عند القيام بأي حركة أو نشاط. يرتاح مريض الزائدة بوضعية واحدة فقط هي وضعية الإنحناء للأمام. ويعتبر ذلك نقطة هامة تساعد الأطباء على تشخيص التهاب الزائدة.
- الأعراض الهضمية كالغثيان والإقياء: يصاب المريض بالغثيان والإقياء بعد فترة من الألم المبرح أي أن الألم يبدأ أولًا يليه الإقياء. وهذا التتالي مهم جدًا لتفريق التهاب الزائدة عن غيرها من الأمراض الهضمية التي قد تسبب الأعراض ذاتها.
- فقدان الشهية للطعام: يعتبر هذا العرض مهمًا جدًا في كشف التهاب الزائدة الدودية أي أنه يمكننا استبعاد التشخيص السابق إذا كانت شهية المريض جيدة أو إذا كان يتقبل الطعام.
- الإمساك: يصاب غالبية المرضى بإمساك شديد يزيد ألمهم، ويؤدي إلى انزعاج في أمعائهم. ولكن الإمساك ليس القاعدة الوحيدة فهناك نسبة قليلة من المرضى يعانون من الإسهال وعسر الهضم أيضًا.
- ارتفاع خفيف في درجة الحرارة: لا تعتبر الحمى عرضًا أساسيًا من أعراض التهاب الزائدة الدودية، فقد تكون حرارة المريض طبيعية أو مرتفعة قليلًا. يمكن أن ترتفع بشكل كبير فقط في حال حدوث اختلاط مهم كالانثقاب أو الانفجار وهذا مؤشر مهم جدًا في تقييم الخطورة والإنذار.
تشخيص التهاب الزائدة الدودية
يعتمد تشخيص التهاب الزائدة على خبرة الطبيب وقدرته على المحاكمة الصحيحة والتفكير المنطقي والسريع. ومن أساسيات التشخيص نذكر ما يلي:
- السريريات: نقصد بذلك ما يلاحظ الطبيب عند فحص المريض كالألم البطني المميز الذي يحضر المريض بسببه، ويزداد عن جس البطن وفحصه والأعراض الهضمية الواضحة كالغثيان والإقياء وفقدان الشهية والإمساك.
- المخبريات: وهي نتائج فحص دم المريض، حيث نلاحظ ارتفاع الكريات البيض بشكل معتدل (إلا في حال الاختلاطات). كما تزداد جميع المشعرات المخبرية الدالة على وجود التهاب في الجسم كسرعة التثفل والبروتين الارتكاسي.
- الإيكو: يعتبر الإيكو إجراء سهلًا وبسيطًا ومفيدًا بشكل كبير في نفس الوقت. قد يلاحظ أخصائي الأشعة وجود الانسداد في عنق الزائدة كما يظهر ازدياد في ظل الزائدة نتيجة رشح السوائل حولها.
علاج التهاب الزائدة الدودية
يعتبر التهاب الزائدة الدودية من الحالات الجراحية المستعجلة، حيث ينبغي على الطبيب استئصالها فورًا لأن تركها في الجسم قد يؤدي إلى نتائج خطيرة وغير مرضية إطلاقًا بل قد نخاطر بحياة المريض في هذه الحالة. ويمكن تلخيص خطوات العلاج بما يلي:
- تحسين حالة المريض: لا يمكن إجراء العمل الجراحي إذا كان المريض متألم وبحالة سيئة. ففور وصول المريض إلى المشفى يتم فتح خط وريدي له وتسريب المحاليل الملحية والمسكنات.
- استئصال الزائدة الملتهبة: يتم استئصال الزائدة بالكامل وإخراجها من الجسم.
التهاب الزائدة والحمل
إن التهاب الزائدة الدودية له أهمية خاصة أثناء فترة الحمل إذ تختلف الأعراض والخطورة بشكل كبير. يدفع رحم الحامل الزائدة الدودية نحو الأعلى داخل البطن، وبالتالي يختلف مكان الألم إذ يتموضع في الجهة اليمنى والعليا من البطن، مما قد يموّه الأعراض، ويجعل تشخيص التهاب الزائدة غير واضح. كما أن هناك الكثير من التساؤلات حول علاج التهاب الزائدة أثناء الحمل، حيث يعتقد البعض أنه يمكن تأجيل العملية حتى انتهاء الحمل. وجوابنا على هذا التساؤل أن الانتظار غير مقبول عند الحامل، وبالتالي يتم إجراء العمل الجراحي فور التشخيص دون أي انتظار، إذ أن تركها داخل الجسم قد يودي بحياة الأم وطفلها.
وهكذا نكون قد تحدثنا عن التهاب الزائدة وأعراضها وطرق تشخيصها وعلاجها. كما ناقشنا التهاب الزائدة أثناء الحمل وتطرقنا إلى أعراضها. نتمنى أن يكون مقالنا كافيًا ووافيًا بالمعلومات المفيدة التي تجيب عن جميع تساؤلاتكم واستفساراتكم.