هل تعرضت سابقًا للإصابة بالتهاب الأوتار المؤلم وتساءلت عن الأسباب والعلاج؟ إذا كنت تبحث عن إجابات للتساؤلات الخاصة بالتهاب الأوتار، كالأعراض والتشخيص والمضاعفات المترتبة عنه، فإننا ننصحك بمتابعة قراءة مقالنا هذا حتى نهايته.
الأوتار هي نسيج ضام (Connective tissue) تنحصر وظيفتها الأساسية في الربط بين العضلات والعظام. يغلّف الوتر غلافًا يفرز سوائلًا تساعد في تسهيل حركة الوتر. وعندما تتعرض هذه الأوتار للالتهاب فإنها تسبب آلامًا شديدةً، كما أن حركة المفاصل تصبح مؤلمة ومقيّدة في الكثير من الحالات. وتصيب هذه الالتهابات جميع الأوتار في الجسم، ولكن التهاب أوتار الكتفين والركبتين والمعصمين هي الأكثر شيوعًا. وغالبًا ما يحدث هذا الالتهاب بسبب مرور الوتر في حيز ضيق وبشكل قريب من العظم، وهناك العديد من المشكلات الصحية والأسباب التي تحفز حدوث الالتهاب، والتي سنأتي على ذكرها لاحقًا. مع العلم إن إهمال هذه المشكلة سيؤدي إلى إصابة الوتر بشكل دائم، كما قد تتسبب بتمزقه أيضا. وهناك العديد من الأسماء الشائعة لمرض التهاب الأوتار مثل: مرفق لاعب الغولف، كتف السباح، ركبة الواثب، وغيرها. سنبين في فقراتنا التالية كل المعلومات الخاصة بالتهاب الأوتار، كالأسباب والأعراض المرافقة والمضاعفات، كما سنوضح كيفية التشخيص وطرق العلاج وأنواعها.
أسباب الإصابة بالتهاب الأوتار
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى إصابة أوتار الجسم بالالتهاب، أهمها:
- تعرض أحد مفاصل الجسم إلى إصابة شديدة أو كدمة قوية، مما يتسبب بضغط هائل على الأوتار.
- القيام بحركات خاطئة أثناء تحريك المفاصل، والتي قد تضغط بشكل مفاجئ على الوتر، متسببة بحدوث التهاب. كما في التهاب الأوتار الذي يُسمى مرفق التنس.
- التقدم في العمر، حيث تبدأ الأوتار بفقدان مرونتها الطبيعية مع مرور الوقت، وتصبح أكثر قابلية للإصابات والالتهاب أيضا.
- ممارسة أنواع من المهن التي تحتاج إلى تكرار حركات معينة، أو اتخاذ وضعيات غير مريحة للمفاصل، أو تحتاج إلى بذل جهد شديد. مثل مهنة النجار والرسام.
- المشاركة في ألعاب رياضية تتطلب القيام بحركات رياضية متكررة، مثل رياضات السباحة والتنس وكرة السلة.
- الإصابة بمرض التهاب المفاصل الروماتيدي.
- التعرض لتلوث جرثومي، مثل الإصابة بداء السيلان.
- الجلوس لوقت طويل في العمل أو المنزل بوضعيات غير صحية.
- الإصابة بمرض النقرس، أو أمراض الكلى.
أعراض الإصابة بالتهاب الأوتار
هناك العديد من العلامات والأعراض التي تنذر بإصابتك بالتهاب الأوتار، وتظهر هذه الأعراض في نقطة ارتباط الوتر مع العظام، وأهم هذه الأعراض تشمل ما يلي:
- الشعور بآلام في نقطة اتصال الوتر الملتهب مع العظم، وتزداد هذه الآلام عند تحريك الطرف أو المفصل.
- تورم بسيط في منطقة الالتهاب.
من الممكن علاج معظم حالات التهاب الأوتار من خلال اتباع مجموعة من تدابير الرعاية الذاتية. ولكن يجب زيارة الطبيب إذا استمرت هذه الأعراض لعدة أيام، وبالأخص إذا أصبحت معرقلة للقيام بالنشاطات اليومية.
مضاعفات الإصابة بالتهاب الأوتار
هناك العديد من المضاعفات المترتبة عن إهمال التهاب الأوتار، وأهم هذه المضاعفات:
- الإصابة بتمزق الوتر، وهي من الحالات الخطيرة التي تستدعي التدخل الجراحي.
- الإصابة بالتهاب غمد الوتر.
- صعوبة القيام بحركات معينة.
كما أن استمرار الالتهاب لعدة أسابيع، سيؤدي إلى الإصابة بالداء الوتري. وهي حالة تؤدي إلى حدوث تغيرات تنكسية في الوتر، بالإضافة إلى نمو أوعية دموية جديدة بشكل غير طبيعي.
كيفية تشخيص الإصابة بالتهاب الأوتار
يستطيع الطبيب في أغلب الأحيان تشخيص الإصابة بالتهاب الأوتار من خلال الفحص الجسدي للمريض. ولكنه قد يحتاج للتأكد إلى إجراء تصوير بالأشعة السينية أو تصوير بالرنين المغناطيسي، أو التصوير بالأمواج فوق الصوتية.
كيفية علاج التهاب الأوتار
يهدف علاج التهاب الأوتار إلى تخفيف الآلام المرافقة والتقليل من حدة الالتهاب. لا يحتاج الكثير من المصابين إلا إلى الراحة وتناول مسكنات الألم، في حين تحتاج حالات أخرى إلى علاجات دوائية أو طبيعية.
علاج التهاب الأوتار باستخدام الأدوية
من الممكن أن يصف الطبيب الأنواع التالية من الأدوية:
- مسكنات الألم: والتي تساعد في التخفيف من الشعور بعدم الراحة المرافق لالتهاب الأوتار.
- الكريمات الموضعية: والتي تحتوي على مضادات للالتهابات، وتساعد على تخفيف الآلام من دون الآثار الجانبية التي تسببها أدوية مضادات الالتهابات التي تؤخذ عن طريق الفم.
- حقن الكورتيكوستيرويدات: يحقنها الطبيب في المنطقة المحيطة بالوتر للتخفيف من التهاب الأوتار. ولكن لا يُنصح باستخدام الكورتيكوستيرويدات لعلاج التهاب الأوتار لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر، لأن الحقن المتكرر سيضعف الوتر ويزيد من خطر تعرضه للتمزق.
- حقن البلازما الغنية بالصفائح الدموية: يعتمد هذا العلاج على أخذ عينة من دم المريض، وتدوير الدم لفصل الصفائح الدموية وعوامل الشفاء الأخرى. ثم يحقن الطبيب المحلول في المنطقة المحيطة بالوتر الملتهب.
العلاج الطبيعي لالتهاب الأوتار
هناك العديد من البرامج الرياضية التي تساعد في علاج التهاب الأوتار، مثل ممارسة التمارين التي تهدف إلى إطالة أوتار العضلات المصابة وتقويتها. على سبيل المثال، أثبتت التقوية اللامركزية، والتي تعتمد على تقليص العضلة أثناء تمددها، أنها من العلاجات الفعالة جدًا للعديد من حالات التهاب الأوتار المزمنة وهي الخطوة الأولى في عملية العلاج.
العلاجات الأخرى لالتهاب الأوتار
في حال فشل العلاج الطبيعي في علاج التهاب الأوتار، فسيقترح الطبيب اتباع أحد الإجراءات التالية:
- الخضوع للوخز بالإبر الجافة: يقوم المعالج بعمل ثقوب صغيرة في الوتر الملتهب باستخدام إبرة رفيعة لتحفيز العوامل التي تشارك في شفاء الوتر.
- العلاج باستخدام الموجات فوق الصوتية:يجري الطبيب شقًا صغيرًا ويدخل عبره جهاز خاص لإزالة الأنسجة المتندبة في الأوتار باستخدام الموجات فوق الصوتية.
- إجراء عملية جراحية: في حالات الإصابة الشديدة سيقوم الطبيب بإجراء عمل جراحي، وبالأخص عندما يكون الوتر متمزقًا.
كما تساعد بعض الإجراءات المنزلية في علاج التهاب الأوتار، مثل الراحة واستخدام كمادات الثلج، والضغط على المنطقة المصابة، ورفع الطرف المصاب فوق مستوى القلب.