سنتعرف من خلال هذا المقال على التطور الجنيني ومراحل تطور الجنين خلال الحمل بدءًا من التلقيح والإخصاب وانتهاءً بالولادة.
حيث أنه عند كل دورة طمث يحرر أحد المبيضين بيضةً واحدةً في اليوم الـ 14 لدورة الإحاضة وتسمى هذه العملية بالإباضة. بعد ذلك يتلقف البوق البيضة تمهيدًا لنقلها عبر القناة الناقلة للبيوض إلى الرحم.
والأهم من ذلك كله يصبح الغشاء المخاطي لعنق الرحم أكثر مرونةً ليسمح للنطاف بالدخول من خلاله بسرعة. وبعبارة أخرى يصبح مخطط سير النطاف من المهبل إلى عنق الرحم فالرحم إلى القناة الناقلة للبيوض. والأهم من ذلك كله فإن تلقيح البيضة يكون في الثلث الأول للقناة الناقلة للبيوض وتسمى هذه العملية بعملية الإخصاب. ولذلك يمكن تعريفها بعملية التقاء البيضة غير الملقحة والتي تمتلك نصف المادة الوراثية للأم. مع أقوى وأسرع نطفة من أصل 35 مليون نطفة وهي تحمل نصف المادة الوراثية للأب. وفي نهاية عملية الإخصاب نحصل على البيضة الملقحة التي تمتلك كامل المادة الوراثية للجنين.
مراحل تطور الجنين خلال الحمل
- مرحلة التطور الجنيني المبكر تبدأ بالانقسامات الخيطية وتنتهي بتشكل المشيمة والحبل السري وفي غضون ذلك تظهر خلالها بداية جميع الأعضاء الرئيسية.
- ثانيًا مرحلة تطور الأعضاء والأجهزة وتنتهي بنهاية الشهر السادس إذ يأخذ الجنين شكل إنسان مكتمل. ولا بد من الإشارة هنا إلى خطورة الولادة في نهاية هذه المرحلة على الجنين والأم.
- بالإضافة إلى مرحلة نمو سريع للجنين فتصبح غالبية الأعضاء فعالةً بشكل كامل.
- وفي الختام مرحلة الولادة.
المرحلة الأولى مرحلة التطور الجنيني المبكر
تمر مرحلة التطور الجنيني المبكر بعدة مراحل أولًا الانقسامات الخيطية. ثانيًا الانغراس. بالإضافة إلى التعشيش وتشكل الوريقة الجنينية. وعلاوة على ذلك تكون الأغشية ملحقةً بالمضغة وتشكل المشيمة الحبل السري. و سوف نشرح كل منها بالتفصيل.
الانقسامات الخيطية ضمن مرحلة التطور الجنيني المبكر
حيث تبدأ البيضة الملقحة بالانقسام الخيطي مباشرة بعد الإخصاب. ففي غضون 30 ساعةً تتشكل خليتان وتستمر الانقسامات الخيطية حتى تتشكل التويتة في نهاية اليوم الرابع. مع الأخذ بعين الاعتيار أن الخلايا المنقسمة والتويتة تتغذى من مدخرات الخلية البيضية ومفرزات القناة الناقلة للبيوض. وبعد ذلك تتحول التويتة إلى كيس أرومية التي تتكون من:
- خلايا الأرومية المغذية: وظيفتها إعطاء بعض أغشية الجنين وإفراز أنزيمات تفكك المنطقة الشفيفة كما تزود المضغة بالمواد المغذية.
- الكتلة الخلوية الداخلية: تشكل المضغة كما تشكل بعض الأغشية الملحقة بالمضغة.
- بالإضافة إلى ذلك جوف الأرومة.
مرحلة الانغراس ضمن مرحلة التطور الجنيني المبكر
بعد وصول الكييسة الأورمية تجويف الرحم بعد زوال المنطقة الشفيفة. تبدأ الكييسة بملامسة مخاطية الرحم من جهة الكتلة الخلوية الداخلية. بعد ذلك تنقسم خلايا الأرومة المغذية معطيةً طبقات خلويةً تختفي أغشيتها من جهة بطانة الرحم وتلج الكيسة الأرومبة داخل بطانة الرحم من خلال إفرازها الهيالورونيداز الذي يفكك البروتينات السكرية في بطانة الرحم.
وبعد ذلك تنمو امتدادات الأرومة المغذية بشكل زغابات أرومية حول الشعيرات الدموية في بطانة الرحم فتفكك جدران الشعيرات وينقل دم الأم إلى الفضوات التي فتحتها الأرومة المغذية.
مرحلة التعشيش ضمن مرحلة التطور الجنيني المبكر
في اليوم الـ 10 تصبح الكيسة الأرومية محاطةً بالمختلط الخلوي وتطرأ تبدلات عليها أهمها:
- تشكل الجوف الأمينوسي يحتوي على السائل الأمينوسي الذي يدعم القرص الجنيني ويحميه من الصدمات.
- تشكل الكيس المحي الذي يعد مصدر الغذاء الأساسي للتنامي الأولي للقرص الجيني ويصبح مركزًا لإنتاج خلايا الدم وخاصة الخلايا المناعية خلال الأسابيع الأول من الحمل.
ويجدر التأكد من إن الحمل ليس خارج الرحم.
تشكل الوريقات الجنينية ضمن مرحلة التطور الجنيني المبكر
بحلول اليوم الـ 12 تقريبًا تتشكل طبقة ثالثة بين طبقتي القرص الجيني الخارجية والداخلية لتتشكل وريقات ثلاث مستقلة
- الوريقة الخارجية: تشكل الجهاز العصبي.
- الوريقة الوسطى: تشكل الحهاز الهيكلي والعضلي والتناسلي.
- الوريقة الداخلية: تشكل السبيل الهضمي.
تكون الأغشية الملحقة للمضغة ضمن مرحلة التطور الجنيني المبكر
- الغشاء الأمينوسي (السلوي): ينشأ من هجرة بعض خلايا الكتلة الخلوية الداخلية حول الجوف الأمينوسي.
- غشاء الكيس المحي: ينشأ من هجرة بعض خلايا الكتلة الخلوية الداخلية حول الكيس المحي.
- غشاء الكوريون: ينشأ من نمو خلايا الأرومة المغذية ويحيط بالجوف الكوريوني.
تشكل المشيمة والحبل السري ضمن مرحلة التطور الجنيني المبكر
تنمو الزغابات الكوريونية وتحيط بالمضغة بأكملها ولكنها تبدأ بالانغراس بشكل أكبر في منطقة محددة من بطانة الرحم وتستمر بالنمو والتفرع حتى تتشكل المشيمة.
بعد ذلك يبتعد الجنين عن المشيمة ويبقى متصلًا بها بواسطة الحبل السري الذي يزود الجنين بالمواد الذي تبقيه على قيد الحياة ويخلصه من الفضلات.
مرحلة تطور الأعضاء والأجهزة خلال تطور الجنين
ينمو الجنين بسرعة وتشعر الأم بحركة جنينها في الشهر الرابع وذلك بسبب تشكل الجهاز العصبي. وفي نهاية الشهر السادس يمكن أن يولد الطفل ويمتلك فرصةً في البقاء.
مرحلة النمو السريع للجنين خلال تطور الجنين
تصبح في هذه المرحلة غالبية الأجهزة جاهزةً لأداء وظائفها. وعلاوة على ذلك يزداد وزن الجنين وطوله. وقد يبلغ وزنه (3-4) كغ وسطيًا. وطوله 50 سم في نهاية الشهر التاسع.
مرحلة الولادة
تبدأ بتوسع عنق الرحم وبدء تحرك الجنين ليصبح رأسه نحو الأسفل بتأثير تقلصات الرحم التي تشتد ممزقة الغشاء الأمينوسي. ثم تصل التقلصات الرحمية ذروتها حتى خروج الجنين وحدوث الولادة وتسبب زيادة تقلصات الرحم إلى تمزق الروابط بين بطانة الرحم والمشيمة وتطرح بعدها المشيمة وكمية كبيرة من الدم.
وفي الخاتمة نلاحظ من خلال تتبع مراحل التطور الجنيني عظمة وإبداع الخالق عز وجل فمن نطفة غير مخلقة وبويضة تكاد لا ترى بالعين المجردة يخلق الإنسان. كما يظهر حجم المعاناة الذي تكابده الأم أثناء الحمل والولادة.