سنقدم لكم اليوم مقالًا حول أهم التأثيرات النفسية للعقم على حياة المرأة وطرق التغلب عليها. لتستطيع تحديد أساليب الدعم التي يمكنك تقديمها لهذه المرأة مهما كان دورها في حياتك. سواءً كانت زوجةً أو صديقةً أو ابنةً أو أختًا، فهي بحاجة لدعم جميع من حولها. بالإضافة إلى تشجيعهم لها على مواصلة حياتها بطريقة طبيعية والاستمتاع بحياتها الزوجية والعائلية. فاكتشاف عدم القدرة على الإنجاب أمر ليس من السهل تقبله والتعايش معه. ويترك الزوجين محبطين لعدم قدرتهما على تكوين أسرة بالطرق الطبيعية كغيرهم من الناس. فلا بد من مساندتهم من قبل أهلهم وأصدقائهم لتخطي مرحلة اكتشاف العقم وهي المرحلة الأصعب. ثم إكمال مشوار الحياة بتقبل ورضى يمنحهم شعورًا بالاستقرار والطمأنينة.
أهم التأثيرات النفسية للعقم على حياة المرأة وطرق التلب عليها
تتعرض المرأة العاقر لضغوط نفسية كبيرة أغلبها مصدره داخلي يتولد نتيجة شعورها بنقص في جسدها وأنوثتها. وقسم منه سببه المجتمع وبعض الأفكار القديمة والتصرفات غير المدروسة لأشخاص جاهلين. فكلمة عاقر لغويًا تعني الشيء العاجز المتكسر وغير الصالح. وهو مفهوم قاس بحد ذاته وتكرار ترديده أمام المرأة المصابة بالعقم لا بد أنه سيتركها منكسرةً وحزينةً.
نتيجةً لذلك فالمرأة المعروفة بطبيعتها العاطفية الحساسة قد لا تتحمل هذه الضغوط وتتكون لديها ردود فعل صادمة. وهذه الردود أفعال قد تكون بأحد الأشكال التالية:
- قد تغرق المرأة نفسها في بحر من الأحزان والآلام، ولا تستطيع تقبل وضعها وتشعر بنفسها ناقصة الأنوثة. وللأسف تصل بعض النساء لحد الانتحار أحيانًا.
- وفي حالات أخرى قد نجد المرأة تزداد أنانيةً ونرجسيةً، تبالغ في حب ذاتها. فتراها دائمًا في الأسواق وتقتني أشياء باهظة الثمن لتعوض فراغًا معينًا موجود في داخلها.
- بالإضافة إلى ذلك قد يكون رد فعل المرأة على مشكلة عقمها بسلوكها مسلكًا عدوانيًا اتجاه زوجها. فتبقى غاضبةً على الدوام وقد تصبح زوجةً متسلطةً لا يمكن العيش معها.
وبجميع الأحوال، ومهما كان رد الفعل النفسي لدى المرأة، فهي تعيش حالةً مرضيةً وترزح تحت ضغط نفسي عال. وتحتاج للمساعدة. وهنا تكمن مسؤولية زوجها وأهلها وأصدقائها، إذ يفترض بهم مساندتها ودعمها بشتى الطرق والوسائل.
طرق الدعم النفسي للمرأة العاقر
نقدم لكم بعض الأفكار لدعم المرأة غير القادرة على الإنجاب نفسيًا والتغلب على الاضطرابات التي تعانيها:
- إن كنت زوجها فاعلم أن الدور الأكبر بإخراجها من حالتها النفسية السيئة هو لك. شجعها على الحديث عن مخاوفها وتبادل الأفكار معها، وأكد على حبك لها وتمسكك بها وأنه باستطاعتكما تقبل مشكلتكما والعيش سويًا بسعادة.
- إن كانت تخضع لعلاجات معينة فتابع معها ذلك، وتواجد معها في جميع مواعيدها الطبية لتؤكد على وقوفك بجانبها في جميع الظروف. وإذا كانت تتعاطى أدويةً ذكرها بمواعيدها واحمل لها الدواء بنفسك، لتعطيها شعورًا قويًا باهتمامك بها وأهميتها الخاصة لديك.
- يجب تشجيعها على الخروج والمشاركة في الفعاليات الاجتماعية وعدم البقاء في المنزل وحيدةً مع أفكارها ومخاوفها. بل يجب المواظبة على لقاء الأصدقاء لما لهم من دور بتعزيز شعورها بأنها محبوبة.
- إيجاد وظيفة لها تحبها وتشغل وقتها وتبعدها عن التفكير المستمر، ويعتبر العمل ذو تأثير إيجابي كبير في مثل هذه الحالات.
- ينبغي مواجهة الواقع بقوة وشجاعة، وقد تتمكن المرأة من زيارة دور الأيتام لتلتقي أولئك الذين فقدوا عائلاتهم وهم في سن حرجة وحساسة ومع ذلك استمروا باللعب والضحك وخوض غمار الحياة. وقد تتمكن من إغداق عواطفها عليهم ليكمل كل منهم نقصه بالآخر.
- ممارسة الرياضة من شأنها سحب الطاقة السلبية والتوتر من الجسد، ومده بحيوية وطاقة إيجابية.
- الابتعاد عن الأشخاص الذين يقذفون كلماتهم كيفما كان دون مراعاة للمشاعر، فهؤلاء أشخاص جهلة وصحبتهم لا تسبب إلا الألم.
- يمكن طلب المشورة من الطبيب النفسي إذا استدعت الحاجة. وهو أمر طبيعي وصحي ولا داعي للخجل منه.
- التعامل مع الأشخاص الذين يمنحونها طاقةً إيجابيةً على الدوام ويزرعون البسمة على وجهها.
- كذلك الدين له دور كبير فلا بد من الإيمان بقضاء الله وقدره. والمواظبة على قراءة القرآن إن كانت المرأة مسلمةً تريحها كثيرًا، فجميعنا نعلم عن العلاج بالقرآن الكريم وعظيم أثره. كذلك المرأة غير المسلمة بإمكانها الذهاب إلى دور العبادة والتقرب من الله لتدخل الطمأنينة إلى قلبها.
هل الحالة النفسية تؤدي إلى حدوث العقم
جرت دراسات كثيرة حول مدى ارتباط الحالة النفسية بالقدرة على الإنجاب وقد أكد الباحثون أن ارتفاع هرمون الأدرينالين الناتج عن التوتر لدى النساء يقلل فرص الحمل بنسبة 12 %. وكذلك أوضح خبراء نفسيون أنه في بعض الحالات يكون الرجل أو المرأة في اللاوعي يخافون من فكرة الإنجاب وتحمل مسؤولية الأطفال مما ينعكس سلبًا على قدرتهم الإنجابية ولا بد من تلقي العلاج في عيادة الطبيب النفسي في مثل هذه الحالات.
العقم عند الرجل وتأثيراته النفسية
يعاني الرجال في بعض الحالات من عدم القدرة على الإنجاب نتيجةً لأمراض عديدة أو حالات قصور معينة. ويترتب على ذلك ضغوطًا نفسيةً كبيرةً وخاصةً في مجتمعنا العربي إذ يعتقد البعض أن الإنجاب هو مقياس الرجولة! وتنعكس آثار هذه المشكلة على الزوجة وجو المنزل. فقد يتحول الزوج إلى شخص غاضب وعدواني ويرفض الاعتراف بمشكلته ويوجه اللوم إلى زوجته. فيما يصبح البعض الآخر منكسرًا ويشعر بالهزيمة أمام زوجته ليصبح شخصًا ضعيفًا أمامها وذو شخصية مهزوزة. وفي كلا الحالتين يجب على الزوجين مساندة بعضهما ومحاولة التخفيف من آثار هذه الأزمة والعمل على تجاوزها والتأقلم معها والتمتع بباقي النعم التي أنعمها الله عليهم.
وفي الختام وبعد أن اطلعت على أهم التأثيرات النفسية للعقم على حياة المرأة وطرق التغلب عليها، تستطيع أن تحدد طرق وأساليب تعاملك معها. ليكون لك أثر إيجابي في تعزيز ثقتها بنفسها وإدخال السعادة إلى قلبها.