تعتبر أسباب وعلاج البوتاسيوم المرتفع في الدم أحد المواضيع ذات الأهمية البالغة فيما يتعلق بالصحة الجسدية. إذ يعد البوتاسيوم ذو أهميةٍ كبيرة بعملية الاتصال ما بين الخلايا المختلفة في جهاز الأعصاب. إضافةً إلى ربطها بين كلٍ من الأعصاب والعضلات. وذلك لضمان انقباضها وانبساطها بشكلٍ صحيح. كما أنّ البوتاسيوم هام بعملية نقل الإشارات والغذاء ما بين خارج الخلية إلى داخلها.
مع العلم يعود فضل الحفاظ على ثبات مستوى البوتاسيوم لهرمون الألدوستيرون (Aldosterone). حيث يؤدي هذا الهرمون لإفراز البوتاسيوم في البول عند ارتفاع مستواه، بينما يحافظ عليه إذا انخفض مستواه. يعد حدوث أيّ تغير في مستوى البوتاسيوم حتى لو كان طفيفًا ذو عواقب خطيرةً جدًا، فيؤدي إلى خلل بعمل الجهاز العصبي والعضلات، أو اضطراباتٍ خطرة في نظم القلب. وعلى اعتبار أن البوتاسيوم واحدٌ من العناصر الهامة اللازمة لجسم الإنسان، إلا أنه يشير ارتفاعه لوجود مشكلات صحية. فما هي أسباب وعلاج البوتاسيوم المرتفع في الدم؟
مستوى البوتاسيوم في الدم
يتكوَّن ما يزيد عن نصف وزن الجسم من الماء. يعد ماء الجسم محصورًا في 3 مناطق مختلفة من الجسم، تُسمَّى أحياز السوائل. وتصنف هذه الأخبار الرئيسية على الشكل التالي:
- السائل داخل الخلايا.
- السائل في الحيِّز المُحيط بالخلايا.
- الدَّم.
ينبغي أن يحافظ الجسمُ على ألا يحدث اختلاف كبير بين مستويات السوائل في هذه الأخبار حتى تؤدي عملها بطريقة صحيحة. ولتبقى هذه الأحياز شبه متساوية خلق الله تعالى الشوارد في الجسم. وهذه الشوارد هي بعض من المعادن وخاصةً المعادن الضخمة التي يحتاجها الجسم كميات ضخمة منها. وتحمل الشوارد أو المعادن شحنات كهربائية تُحلّ في سائل كالدم. ومن هذه الشوارد الصوديوم والبوتاسيوم والكلوريد والبيكربونات. حيث تعمل على تنظيم وظيفة الأعصاب والعضلات، كما تحافظ على التوازن الحمضي القاعدي إضافة إلى توازن الماء.
وأحد هذه الشوارد ذات الأهمية البالغة في الجسم البوتاسيوم حيث يحمل معدن البوتاسيوم شحنةً كهربائيةً. تنحلُّ هذه الشحنة الكهربائية في الدَّم. ويحتاجها الجسمُ لكي تعمل الخلايا العصبية والعضلية، إلَّا أنَّ وجود الكثير من البوتاسيوم يعطل وظائفها التي تؤديها في الجسم. لذا ينبغي أن يحافظ الجسم على مستوى البوتاسيوم في الدَّم ضمن نطاقٍ طبيعي. ويمكن أن يكون لارتفاع أو انخفاض مستوى بوتاسيوم الدَّم الشديد عواقب وخيمة، كحدوث اضطراب في نَظم القلب أو حتى توقُّف القلب (توقُّف القلب). ويستطيع جسم الإنسان أن يستعمل خزَّانًا كبيرًا من البوتاسيوم المُخزَّن في الخلايا لكي يساعد على الحفاظ على مستوى ثابت من البوتاسيوم في الدَّم.
وبناءً على ما ذكرناه يعمل معدن البوتاسيوم وظائفًا عدة للمحافظة على مستوى السوائل في الجسم. كما يعمل برفقة الصوديوم على موازنة حركة العضلات الملساء بالإضافة لنبض القلب. ولكن عندما يرتفع البوتاسيوم في الدم تفقد الكلية قدرتها على التخلص منه، وهذا يؤثر بشكلٍ سلبيٍ على الجسم. لذا ينبغي أن نعالج البوتاسيوم المرتفع في الدم فور معرفتنا لنتيجته في التحليل الذي أجريناه.
تحليل نتائج مستوى البوتاسيوم في الدم
- يعد المستوى الطبيعي لفحص البوتاسيوم: 3.5 – 5.2 ملليغرام لكل لتر (meg/L).
- أما إذا نقصت النسبة فأنت مصاب بنقص بوتاسيوم الدم Hypokalaemia.
- أما إذا ارتفعت النسبة فأنت مصاب بارتفاع بوتاسيوم الدم Hyperkalemia.
أسباب نقص بوتاسيوم الدم
تتمثل أسباب نقص بوتاسيوم الدم ما يلي:
- خسارة البوتاسيوم الموجود في البول بسبب تناول الأدوية المدرة للبول.
- الإسهال.
- القيء.
- الإفرازات التي تحدث من ورمٍ داخل الجهاز الهضمي.
- وجود مستوى عال من الألدوستيرون.
- متلازمة كوشينغ.
- استهلاك عرق السوس بشكلٍ زائد.
- كما أنه قد يؤثر تغير حموضة الدم في مستوى البوتاسيوم في المصل، ويعود ذلك لأن تغيير تركيز أيونات الهيدروجين يسبب تغيرًا بتركيز أيونات البوتاسيوم. لذا عندما يرغب الجسم أن يعيد الدم القاعدي لوضعه الطبيعي، فإنه يخرج أيونات الهيدروجين من الخلايا. وبالمقابل لذلك تدخل أيونات البوتاسيوم الخلايا وهذا يسبب نقصها في الدم. ولكن تجدر الإشارة إلى أن الانخفاض في كمية البوتاسيوم في الجسم بهذه الحالة لا يكون حقيقيًا، بل يعد هذا النقص في بوتاسيوم الدم نتيجة تغير تركيز البوتاسيوم خارج الخلية وليس داخلها.
اقرأ أيضًا: أعراض نقص البوتاسيوم في الجسم
أسباب فرط بوتاسيوم الدم
تعود أسباب فرط بوتاسيوم الدم (Hyperkalemia) للتالي:
- التدمير الذي يحصل في أنسجة الجسم.
- الإصابة بالهرس العضلي (Rhabdomyolysis).
- انحلال الدم (Hemolysis).
- القصور الكلوي عن إفراز البوتاسيوم، مثل: الفشل الكلوي.
- الفرط في حموضة الدم.
- مرض أديسون.
قد يسبب التغير بمستوى البوتاسيوم للضعف ولاضطراب في نظم القلب (Arrhythmia). كما قد يسبب أيّ تغيير بسيط بمستوى بوتاسيوم الدم لتغييرات بمخطط كهربية القلب (ECG)، لذلك يستخدم التخطيط الكهربائي للقلب لكي يقيم مدى خطورة التغير في تركيز الكاتيونات.
الأدوية المؤثرة على نتيجة فحص البوتاسيوم في الدم
- يوجد بعض الأدوية التي يمكنها التأثير ورفع مستوى البوتاسيوم مثل:
- البنسلين.
- البوتاسيوم.
- الغلوكوز.
- كما توجد أدوية تؤثر وتخفض مستوى البوتاسيوم مثل:
- مدرات البول.
- الأنسولين (Insulin).
- أمفوتريسين ب (Amphotericin B).
- تيتراسايكلن (Tetracycline).
- سالبوتامول (Salbutamol).
- تيربوتالين (Terbutaline).
اقرأ أيضًا: تحليل الدم الشامل ماذا يكشف
أسباب البوتاسيوم المرتفع في الدم
ينتج ارتفاع بوتاسيوم الدم عن أسباب عديدة. ألا وهي:
- المشكلات الحاصلة في أيّ وظيفةٍ للكلى.
- حصول الجفاف بسوائل الجسم.
- تناول عقاقير طبية ترفع بوتاسيوم الدم.
- السكري الذي لا يتناول صاحبه أي علاج.
- الجروح المسببة للنزف القوي.
اقرأ أيضًا: البوتاسيوم المرتفع في الدم أسباب وعلاج
علاج البوتاسيوم المرتفع في الدم
تود أن تعالج البوتاسيوم المرتفع في الدم؟ ثمة العديد من الأدوية وذلك حسب حالتك المرضية التي تعاني منها، ومن هذه الأدوية التالي:
- الانسولين: يعمل الأنسولين على دخول البوتاسيوم لداخل الخلية، مما يساهم في علاج البوتاسيوم المرتفع في الدم. كما يعيده إلى مستواه الطبيعي. حيث يعطي الطبيب المريض نوعًا من الأنسولين، يتسم بأنه قصير المفعول عبر الوريد ويراقب معدل السكر في الدم، وعادةً ما يعطيه الغلوكوز على شكل الدكستروز (Dextrose) مع الإنسولين لكي يتجنب حدوث هبوط في السكر.
- ناهضات مستقبلات البيتا 2: يعطي الدكتور بالتزامن مع الأنسولين ناهضات مستقبلات البيتا 2، كـ: ألبوتيرول (Albuterol). لكي يعالج البوتاسيوم المرتفع في الدم وذلك بإدخاله للخلية الداخلية. ويعطى هذا الدواء في الوريد أو على شكل تبخيرة وذلك بحسب تعليمات الطبيب.
- بيكربونات الصوديوم: إذا ارتفعت نسبة الحموضة بالدم بالتزامن مع ارتفاع البوتاسيوم فإن الطبيب يعطي المريض بيكربونات الصوديوم لكي يعادل حموضة الدم ويعمل على إدخال البوتاسيوم إلى داخل الخلية ويقلله.
- مدرات البول: تساهم غالبية أنواع مدرات البول بطرح البوتاسيوم عبر البول. يطرح البوتاسيوم من مخازنه لخارج الجسم. ولكن ثمة أنواعٌ قلة تعمل على رفع نسبة البوتاسيوم في الدم، لذلك ينبغي تناولها بعد استشارة الطبيب.
- الكالسيوم: قد يعطى الكالسيوم عبر الوريد لكي يحمي القلب والعضلات مؤقتًا من تأثيرات البوتاسيوم المرتفع في الدم.
- غسيل الكلى: يغسل الطبيب الكلى للمريض كحلٍ أخير لعلاج البوتاسيوم المرتفع في الدم إذا جرب كافة العلاجات السابقة من دون أن يتمكن من ضبط معدل البوتاسيوم في الجسم.
- علاج المسبب: ينبغي لتعالج البوتاسيوم المرتفع في الدم أن تحل وتعالج الأسباب الكامنة وراءه، مثل أمراض الكلى، والأمراض في الغدة الكظرية.
نصائح للوقاية من البوتاسيوم المرتفع في الدم
نقدم إليك بعض النصائح المساهمة في علاج البوتاسيوم المرتفع في الدم:
- عليك استشارة طبيبك في كافة الأدوية التي تستخدمها. حيث أنها قد تساهم بارتفاع بوتاسيوم الدم. وتبعًا لهذا يقرر طبيبك إيقافها أو تغيرها.
- لا تأخذ المسكنات لوحدك فأنت بحاجة استشارة طبية، فثمة أنواع لمسكنات الألم ترفع مستوى البوتاسيوم في الدم بمجرد تناولها.
- خفف من تناول الأغذية الغنية بالبوتاسيوم، كـ:
- البطاطا.
- المكسرات.
- السبانخ.
- التمر.
- الأفوكادو.
- اللبن.
- الخوخ.
- العنب.
- خفف من المَشروبات الغنية بالبوتاسيوم، كـ:
- القهوة.
- الحليب.
- عصير التفاح.
- النبيذ.
- عصير الفواكه.
- احصل على استشارة أخصائي التغذية فيما يتعلق بنمطك الغذائي، فثمة بعض الأطعمة التي تضم بمكوناتها الغذائية البوتاسيوم، مثل: الدجاج والسمك، كما أنها غنية بالبروتين الضروري لتلبية حاجات الإنسان اليومية، لذا ينبغي الموازنة بينهما.
في الختام قدمنا لك أيها القارئ أسباب وعلاج البوتاسيوم المرتفع في الدم. ونأمل منك عزيزي القارئ أن تهتم بكل تفصيل ولو بدا لك صغيرًا فالوقاية خير من قنطار علاج هذا أولًا. وثانيًا معرفة المشكلة في بدايتها قد يجنبنا الوقوع بقصص لا يمكن حلها.