البلوغ المبكر عند البنات

تخاف الكثير من الأمهات من مشكلة البلوغ المبكر عند البنات، وتبحث عن أسباب لهذه المشكلة وطرق الوقاية منها. البلوغ هو عملية يبدأ فيها الجسم بالتغير بشكل كلي ليتحول من جسم طفل إلى جسم إنسان بالغ. حيث تشمل هذه العملية النمو السريع لعظام الجسم وعضلاته، كما يتغير خلالها شكل الجسم وحجمه أيضا. لكن الأهم من ذلك كله، هو أن الإنسان يصبح بعد عملية البلوغ قادراً على التكاثر. يحدث البلوغ بشكل طبيعي لدى البنات في عمر 8 سنوات وحتى 12 سنة. حيث يُعتبر البلوغ مبكراً إذا حدث قبل سن الثامنة. تعد عملية البلوغ من العمليات المعقدة والتي تشترك فيها مجموعة من غدد الجسم، مثل الغدة النخامية والمبيضين والغدة الكظرية، عن طريق إفراز كمية منتظمة ومحددة من الهرمونات. وهناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى البلوغ المبكر عند البنات. كما يوجد العديد من العوامل التي تزيد من فرصة حدوث بلوغ مبكر. كل هذا سنتحدث عنه في فقرات هذا المقال. كما سنتعرف على أنواع البلوغ المبكر المختلفة، وما هي المضاعفات التي تنجم عنه، والأهم من ذلك ما هي طريقة الوقاية منه وعلاجه.

عوامل تزيد من احتمالية البلوغ المبكر عند البنات

هناك العديد من العوامل التي قد تزيد من احتمالية حدوث البلوغ المبكر لدى البنات، وهي:

  • البشرة الداكنة والسوداء: حيث تكون احتمالية التعرض للبلوغ المبكر أعلى لدى أصحاب البشرة الداكنة، على خلاف غيرهم.
  • البدانة وزيادة الوزن: الفتيات اللاتي يعانين من زيادة في الوزن هن أكثر عرضة لحدوث بلوغ مبكر لديهن من الفتيات اللاتي يحافظن على أوزان معتدلة.
  • التعرض للهرمونات الجنسية الخارجية: إن أي ملامسة لكريمات أو مراهم الأستروجين، أو تناول لأدوية أو مكملات غذائية تحوي على هرمون الأستروجين، ستزيد من احتمالية حدوث بلوغ مبكر.
  • الإصابة بحالات مرضية: حيث تؤدي بعض الأمراض الوراثية، أو الطفرات الجينية إلى زيادة احتمالية التعرض للبلوغ المبكر. مثل الإصابة بمتلازمة ماكون ألبرايت، أو وجود مرض فرط التنشج الكظري الخلقي.
  • التعرض للعلاج الإشعاعي: وبالأخص الإشعاع الذي يتم توجيهه إلى النظام العصبي المركزي، مثل العلاج الإشعاعي للأورام السرطانية، أو ابيضاض الدم.

أنواع البلوغ المبكر عند البنات

هناك ثلاثة أنواع للبلوغ المبكر:

  • البلوغ المبكر المركزي.
  • البلوغ المبكر المحيطي.
  • البلوغ غير الكامل.

تختلف الأسباب المؤدية إلى كل نوع، كما تتباين الأعراض المرافقة لها.

البلوغ المبكر المركزي عند البنات

وهو النوع الأكثر شيوعًا عند البنات. حيث يحدث البلوغ المبكر المركزي بسبب إفراز الغدة النخامية المبكر للهرمونات الجنسية. تسبب هذه الهرمونات زيادة في حجم المبيضين ونضجهما، وعندها يبدأ المبيضان بإفراز الهرمونات الأنثوية كالأستروجين، وهذه الهرمونات هي المسؤولة بدورها عن تحفيز البلوغ. حيث يزداد حجم الثديين، وينمو شعر العانة والإبطين، وقد يبدأ الطمث. ويحدث كل هذا في وقت مبكر، قبل بلوغ الثامنة من العمر. ويترافق هذا النوع من البلوغ المبكر مع طفرة نمو تؤدي إلى زيادة سريعة في الطول. ولكن، وعلى عكس البلوغ الطبيعي، فإن هذه السرعة في الطول تنتهي في وقت مبكر، وبالتالي تكون الفتاة أقصر من نظيراتها عندما تبلغ سن الشباب.

 أسباب البلوغ المبكر المركزي عند البنات

  • وجود ورم في الدماغ أو في الحبل النخاعي.
  • وجود خلل في الدماغ تظهر أعراضه أثناء الولادة، مثل تراكم السوائل في الدماغ أو ما يسمى الاستسقاء الدماغي.
  • تعرض الدماغ أو الحبل النخاعي للإشعاعات.
  • التعرض إلى إصابة في الدماغ أو في الحبل النخاعي.
  • متلازمة ماكون أولبرايت، وهو مرض جيني نادر له تأثيرات على عظام الجسم ولون البشرة ويترافق مع مشكلات هرمونية متعددة.
  • وجود تضخم خلقي في الغدة الكظرية.
  • قصور في الغدة الدرقية، مما ينتج عنه عدم قدرة الغدة الدرقية على إنتاج الكميات المطلوبة من الهرمونات.

البلوغ المبكر المحيطي عند البنات

وهو النوع الأقل شيوعًا. لا يتحفز في البلوغ المبكر المحيطي إفراز هرمون الأستروجين من خلال الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية.  ولكن يتم إفراز كميات مرتفعة من الأستروجين بسبب وجود ورم أو خلل في الغدة النخامية أو أحد المبيضين. لا تؤدي هذه الهرمونات إلى نضج المبيضين، ولكنها تحفز ظهور الصفات الجنسية الثانوية. مثل نمو نسيج الثدي.

أسباب البلوغ المبكر المحيطي

  • وجود ورم في الغدد الكظرية أو في الغدة النخامية.
  • متلازمة ماكون أولبرايت، وهو مرض جيني نادر له تأثيرات على عظام الجسم ولون البشرة ويترافق مع مشكلات هرمونية متعددة.
  • التعرض لهرمون الأستروجين من مصادر خارج الجسم، مثل الكريمات أو المراهم.
  • وجود كيسات في أحد المبيضين.
  • وجود أورام في أحد المبيضين.

البلوغ غير الكامل عند البنات

قد تعاني بعض الفتيات في عمر مبكر من ظهور علامات قليلة من علامات البلوغ. مثل نمو نسيج الثديين أو نمو شعر العانة بشكل مبكر، ولكن من دون أن يترافق ذلك مع علامات أخرى للبلوغ، مثل زيادة حجم المبيضين، أو بدء الدورة الطمثية، أو حدوث طفرة في النمو. حيث من الممكن أن يبدأ الثديين بالنمو لدى بعض الفتيات في أول سنتين من العمر. لا تدل هذه التغيرات على وجود اضطرابات في الجسم، ولا تتطور إلى حالة بلوغ مبكر إلا لدى نسبة قليلة من الفتيات.

علاج البلوغ المبكر عند البنات

  • من الممكن علاج البلوغ المبكر المركزي عن طريق الأدوية. حيث يتم العلاج عن طريق إعطاء أدوية مثبطة للهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية لتحفيز نمو ونضج المبيضين. مما يؤدي إلى تأخير تطور الحالة إلى بلوغ مبكر. ويجب الاستمرار في العلاج حتى تصل الفتاة إلى سن البلوغ الطبيعي. حيث تبدأ عملية البلوغ مرة أخرى بعد انقضاء حوالي 16 شهرًا من إيقاف الأدوية.
  • يجب علاج أي أسباب أخرى للبلوغ المبكر، على سبيل المثال، إذا كان لدى الفتاة أي ورم يقوم بإنتاج هرمونات تتسبب في البلوغ المبكر، فإنه من المهم جداً إزالة الورم جراحياً.

مضاعفات البلوغ المبكر لدى البنات

  • قصر القامة.
  • مشكلات اجتماعية وعاطفية، حيث تعاني الفتاة من الخجل بسبب التغييرات التي تطرأ على جسمها قبل نظيراتها.

نصائح للوقاية من البلوغ المبكر عند البنات

  • الابتعاد الكامل عن المصادر الخارجية للأستروجين.
  • الحرص على عدم زيادة الوزن عند الفتيات.

قد تشعر الفتيات اللاتي يبدأن البلوغ مبكرًا بأنهن مختلفات، كما قد يعانين من آثار عاطفية متعددة، فيتوجب على الأهل الانتباه إلى هذه المشكلة، وعدم التردد في طلب المشورة الطبية والنفسية، لتلافي الوصول إلى أمراض أو مشاكل نفسية واجتماعية.

Scroll to Top