الاضطراب الجنسي لدى النساء

إن الاضطراب الجنسي لدى النساء FSD Female Sexual Dysfunction هو اضطراب شائع الحدوث ومنتشر بكثرة بين جميع النساء في أنحاء العالم. كما وقد صنفت الدراسات النفسية الحديثة الاضطراب الجنسي لدى النساء بأنه أحد أنواع الاضطرابات النفسية، وتشير الدراسات الحديثة إلى أن حوالي ثلث النساء حول العالم، يعانين من اضطرابات في الأداء  الجنسي.

والاضطرابات الجنسية لدى المرأة هي عدم قدرة المرأة على ممارسة الجنس، لفترات مستمرة أو متقطعة. وقد يكون لها أسباب نفسية، وقد يكون لها أسباب جسدية عضوية. ومنها ما يرتبط بظرف معين ومنها ما هو دائم الحدوث. ولا يمكن الفصل بين الأسباب العضوية والأسباب النفسية، وذلك لأن العملية الجنسية هي مزيج من مشاعر حسية عاطفية ومشاعر جسدية. وتتوجه الدراسات الحديثة لاعتبار الاضطرابات الجنسية ناتجة عن الاضطرابات النفسية والعضوية مندمجة معًا.

وتلعب شركات الأدوية، والتسويق لأدوية الاضطرابات الجنسية لدى الرجال، عاملًا مهما في انتشار الوعي حول الاضطرابات الجنسية لدى الرجال. بينما عدم توفر الجانب التجاري الذي يدعم أدوية الاضطرابات الجنسية عند المرأة، وقلة الدراسات العلمية الكافية حول الموضوع. أدى لقلة انتشار الوعي الجماهيري اللازم حول موضوع الاضطرابات في السلوك الجنسي لدى النساء.
وسنقدم لك عزيزي القارئ في هذا المقال أهم أنواع الاضطرابات الجنسية عند المرأة، وأهم المعلومات والحقائق حول الاضطرابات في السلوك الجنسي عند النساء وأسبابه. تابع معنا القراءة .

أنواع الاضطرابات الجنسية لدى النساء

تتألف ردة الفعل الجنسية لدى المرأة من المرحل التالية: المرحلة الأولى هي الشهوة الجنسية. ثم تليها المرحلة التي تستجيب بها المرأة للإثارة الجنسية، والمرحلة الثالثة هي النشوة الجنسية. والمرحلة الأخيرة هي المرحلة التي تعود بها الأجهزة لوضعها الطبيعي. وهي الحالة التي من الممكن أن تتنبه خلالها المرأة لإثارة جديدة. ويمكن أن يكون الاضطراب الجنسي في أحد المراحل السابقة:

  • الاضطرابات المتعلقة بنقص الشهوة الجنسية لدى المرأة أو انعدامها بشكل كامل.
  • الاضطرابات المتعلقة بالاستجابة للتنبيه الجنسي، أي عدم قدرة الشريك على تحفيز شريكته جنسيًا. وهو أمر يخلق مشاكل في العلاقة الزوجية، حيث يسبب عدم ترطب العضو الجنسي بشكل كافي، أو نقص المشاعر الحميمية. كما قد يسبب المشاعر الجسدية المزعجة أثناء ممارسة الجنس.
  • المشاكل المتعلقة بالنشوة الجنسية( هزة الجماع): وهي معاناة المرأة في الوصول للنشوة الجنسية وصعوبة الوصول إلى النشوة أو انعدام إمكانية الوصول إليها.
  • الاضطرابات المتعلقة بالألم أثناء ممارسة الجماع: ويرتبط هذا الاضطراب بالتشنج العضلي العصبي المهبلي أثناء الممارسة الجنسية، أو الألم المهبلي المزمن الذي لا يرتبط بالممارسة الجنسية.

حقائق حول الاضطرابات الجنسية لدى النساء

إن الدراسات حول موضوع الاضطرابات الجنسية عند المرأة، وطرق معالجته والتعامل مع الأمراض الجنسية النسائية، لايزال في بدايته، حيث لم تتم دراسته بشكل كافي. وماتزال التجارب التي أجريت على موضوع ردة الفعل الجنسية لدى النساء قليلة جدًا، وذلك على عكس الدراسات المنتشرة عن الاضطرابات الجنسية لدى الرجال.
ويمكننا أن نعزو سبب قلة الأبحاث إلى خجل المرأة في التحدث مع الأخصائي أو الطبيب عن المشاكل التي تحدث أثناء ممارسة العلاقة الحميمية، بالإضافة إلى قلة عدد النساء اللواتي يطلبن المساعدة أثناء شعورهن بعدم الرضا عن العملية الجنسية، حيث تلجأ النساء عادة إلى الطبيبة فقط في حالة الشعور بالألم أثناء ممارسة الجماع، والكثير من النساء اللواتي يطلبن المساعدة في حالات أخرى، ولا يحصلن على العلاج المناسب لحالتهن. ووفق أحدث الدراسات العلمية على عينة من الأزواج، تبين ما يلي:

  • حوالي 40% من النساء يعانين من اضطرابات الأداء الجنسي، بينما حوالي ثلث العينة فقط من الرجال يعانون من اضطرابات الأداء الجنسي.
  • حوالي الثلثين يعانين من شهوة جنسية منخفضة.
  • حوالي الثلث يعانين من ضعف التنبه الحسي الجنسي، والثلث الآخر يعاني من الوصول للنشوة الجنسية.
  • بينما حوالي 1% من النساء يشعرن بالرضا عن العملية الجنسية.

أسباب الاضطرابات في الأداء الجنسي لدى النساء

  • عدم الانتظام في الإفرازات الهرمونية بعد الولادة بفترة قصيرة. وتعرف هذه الحالة باسم اكتئاب ما بعد الولادة، ويصيب معظم النساء. حيث تحدث اضرابات جنسية لديهن ناتجة عن الانخفاض المفاجئ لهرمون الحمل بعد الولادة، وارتفاع هرمون الحليب بسبب الرضاعة الطبيعية. والحالة النفسية كالشعور بالتوتر والمسؤولية بعد ولادة الطفل وخاصة الطفل الأول، بالإضافة للتعب والإرهاق، وتغيير نمط وعدد ساعات النوم وتغيير نمط الحياة كليًا.
  • التدخين وتناول المخدرات والكحول أحد أهم عوامل انخفاض الرغبة الجنسية لدى النساء.
  • الإصابة بداء السكري يسبب اضطرابات الأداء الجنسي لدى المرأة.
  • اضطرابات الغدة الدرقية وانعدام الطمث.
  • الإصابة بأمراض في الجهاز العصبي المركزي والمحيطي الطرفي.
  • مشاكل في الأعضاء الجنسية أو الأعضاء التناسلية كالتشوهات والتهاب المهبل الضموري.
  • الاضطرابات في الدورة الدموية مما يؤثر بشكل عام على نشاط الجسم، وعلى النشاط الجنسي.
  • الصدمات النفسية التي تلي الاغتصاب، أو التحرش الجنسي أو الاستغلال الجنسي، يسبب اضطرابات واضحة في ممارسة الجنس لدى المرأة.
  • العيوب والتشوهات في العمود الفقري والتي قد تعيق العملية الجنسية، من الناحية الجسدية أو من الناحية النفسية.
  • العمليات الجراحية النسائية التي تسبب العقم مثل استئصال الرحم أو المبايض.
  • العلاج الكيميائي والشعاعي لأمراض سرطان الثدي.
  • بعض الأدوية الهرمونية التي تؤخذ لعلاج تأخر الإنجاب، وموانع الحمل وغيرها كأدوية ضغط الدم.
  • الأمراض التي تتسبب بمشاكل مزمنة نفسية أو جسدية لدى المرأة.
  • نمط الحياة المتوتر والقلق وعدم الشعور بالراحة والحب تجاه الشريك.
  • الوصول إلى سن اليأس.

تشخيص اضطرابات السلوك الجنسي لدى النساء

إن تشخيص الاضطرابات في السلوك الجنسي لدى النساء ليس بالأمر السهل، وكما تكلمنا فإن اضطرابات الأداء الجنسي سببها عضوي ونفسي، ولذلك فإن تشخيصها يتطلب التعاون بين الطبيب النفسي وأخصائي الأمراض الجنسية وكذلك الطبيبة النسائية والبولية، وطبيب الغدد والهرمونات. وذلك بهدف تحديد التوجه الصحيح للمشكلة الجنسية لتتم معالجتها بالأسلوب الصحيح.

علاج الاضطرابات الجنسية لدى النساء

يتركز العلاج في حالات الاضطرابات الجنسية بالتحدث مع المريضة عن المشاكل التي تسبب لها عدم الرضا عن العلاقة الجنسية مع الشريك، والمرحلة التي تقع بها المشكلة، فهل هي انخفاض في رغبتها الجنسية بزوجها، أم سببها نقص الإثارة وقلة الاستجابة للتنبيهات الجنسية التي يقوم بها الزوج، أو عدم الوصول للنشوة الجنسية في نهاية الجماع.
وقد يتضمن العلاج عند النساء ما يلي:

  • تغيير السلوك الجنسي النمطي، وتعزيز الثقة والمحبة بين الزوجين.
  • تصحيح المفاهيم الخاطئة حول العملية الجنسية.
  • بالإضافة للأدوية المناسبة.
Scroll to Top