فقر الدّم أو الأنيميا هو مرض يصيب الإنسان بسبب نقص كريات الدم الحمراء السّليمة التّي تقوم بنقل الأوكسجين إلى كامل أنسجة الجسم، ونقص كريات الدم سببه نقص الحديد او نقص فيتامين ب 12 والفوليك أسيد أيضا، كما أن انتاج خلايا الدم الحمراء يتم في الخلايا الجزعية في نخاع العظم وذلك بتحفيز من هرمون الإريثروبيوتين الذي تفرزه الكلى. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ خلية الدّم الحمراء تعيش 120 يومًا من انتاجها. وتستفيد كريات الدم الحمراء من الحديد الموجود في الهيموجلوبين داخل الخلية ليعيد استخدامه مرةً أخرى في تصنيع خلايا دم حمراء جديدة. ولذلك فإن أي خلل في إنتاج كريات الدّم الحمراء من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بفقر الدم أو الأنيميا، وقد لا يشعر الشخص المريض بفقر الدم إذا كان خفيفًا أو متوسطاً أما اذا كان قويا فيشعر به. وبحسب الإحصائيات فإن فقر الدم يصيب النساء أكثر من الرجال فما هي الأسباب الرئيسية لفقر الدم عند المرأة.
أعراض فقر الدم
- الإرهاق والتّعب العام.
- الشعور بالدوخة وصعوبة بالتركيز.
- صداع مستمر.
- ضيق في التنفس.
- الإصابة بالجفاف.
- ارتفاع درجة حرارة الجسم.
- إحساس بألم في الصدر.
- إحساس بوخز في اليدين
- تنميل في القدمين.
- عصبية زائدة.
- ضعف النظر.
- كما أنه قد يصاب بالاكتئاب والهلوسة.
- شحوب الوجه واصفراره أيضا.
- كما أنه من الممكن أن يسبب التهاب أو ألم في اللسان.
- هشاشة الأظافر.
- ضعف الشهية للطعام.
الأسباب الرئيسية لفقر الدم عند المرأة
- غزارة الطمث: لأن الجسم يحاول أن يعوض خلايا الدم الحمراء المفقودة باستخدام مخزون الحديد الموجود في الجسم وذلك من أجل تصنيع كميات أكبر من بروتين الهيموجلوبين المسؤول عن حمل الأكسجين من الرّئتين إلى جميع خلايا الجسم.
- الحمل: يتغذى الجنين خلال الستة شهور الأولى من جسم الأم فيأخذ منها كميته اللازمة من حمض الفوليك والحديد الأساسيان لنموه الصحي والسليم مما يؤدي إلى نقص مخزون الحديد عند الأم وبالتالي يعرضها للإصابة بفقر الدم.
- الولادة: أثناء الولادة قد تفقد كميّة كبيرة من الدّم ويؤدي ذلك إلى انخفاض مستويات الحديد في جسمها.
- النّظام الغذائي: بعض النساء يتبعن حميات غذائية غير مدروسة من أجل إنقاص وزنهن والحفاظ على الرشاقة مما يؤدي إلى افتقاد الجسم لعنصر الحديد.
تشخيص مرض فقر الدّم
عندما يشعر الشخص بالأعراض التي ذكرناها سابقًا لابد من استشارة طبيب مختص، الذي بدوره يطلب اجراء فحص شامل واختبارات الدم في المختبر لمعرفة أعداد كريات الدم الحمراء بالإضافة إلى تركيز الهيموجلوبين، وحجم كريات الدم الحمراء، ومن خلال هذا التحليل يمكن الطبيب الوصول إلى توصيف دقيق للحالة، ففي فقر الدّم النّاجم عن عوز الحديد يكون حجم الكريات الحمراء أصغر من المعتاد كما أن لونها يكون شاحبًا، أما في حالة فقر الدّم النّاجم عن نقص الفيتامينات تكون خلايا الدم أكبر حجمًا وأقل عددًا من المعتاد.
وقد يستعين الأطباء باختبارات أخرى إذا لم يكن السبب واضح مثل نسبة البروتين الحامل للحديد، ومستوى البروتين الناقل للحديد، سرعة الترسيب في الدم، مستوى الفوليك في كريات الدم الحمراء، اختبارات وظائف الكلى.
وإذا لم يتم الوصول إلى تشخيص للحالة فيتم طلب فحص مباشر لسلائف الخلايا الحمراء عن طريق فحص النخاع العظمي.
الوقاية من فقر الدّم
للوقاية من فقر الدّم يجب اختيار الأطعمة التي تحتوي على الحديد ونجدها في الأطعمة التّالية:
- اللحوم الحمراء ولحم الدّجاج.
- الخضراوات الليفية ذات الأوراق الخضراء الدّاكنة اللون.
- البقوليات بأنواعها.
- المأكولات البحرية.
- الفواكه المجففة.
وتجدر الإشارة إلى أنه يجب تناول أطعمة غنية بفيتامين C لزيادة امتصاص الحديد ويتواجد في الأطعمة التّالية:
- الحمضيات بأنواعها.
- الكيوي.
- البطيخ.
- الفراولة.
- الطماطم.
- القرنبيط الأخضر (البروكلي).
- الخضار الورقيّة.
علاج فقر الدم
تختلف طريقة علاج فقر الدّم باختلاف المسبب له وفق الحالات التّالية:
- إذا كان سببه نزيف خارجي فيجب إيقافه حالًا، أو قد يكون داخلي فيجب معرفة مكانه والعمل على إيقافه بأسرع وقت.
- فقر الدّم المنجلي: وهو مرض وراثي ويصيب الناس ذوي العروق الافريقي العربية أو البحر متوسطية يحدث نتيجة خلل في الهيموجلوبين مما يؤدي إلى تغير شكل كريات الدم الحمراء فتصبح على شكل المنجل وبسبب هذا التغير في الشكل تموت فورًا مما يؤدي إلى فقر الدّم الحاد فيتم إعطاء المريض وجبات دم مباشرة.
- فقر الدّم اللاتنسجي: وهو مرض نادر لكنه خطير جدًا على حياة الإنسان يحدث عندما لا ينتج نخاع العظم ما يكفي من خلايا الدّم الثلاثة (البيضاء والحمراء وصفائح الدم) قد يحتاج الشخص المريض إلى عملية زراعة نخاع العظام.
- فقر الدم الناجم عن نقص الحديد: يكون العلاج بإعطاء مكملات الحديد.
- فقر الدّم النّاجم عن عوز الفيتامينات: يحتاج جسم الإنسان بالإضافة إلى الحديد مجموعة من الأحماض والفيتامينات مثل حمض الفوليك وفيتامين B12 ونقص هذه المركبات يؤدي إلى انخفاض انتاج كريات الدم الحمراء، يتم علاجه بواسطة حقن تحتوي على فيتامينات B12 ونظرًا لصعوبة هذا النّوع فقد يستمر العلاج مدى الحياة.
- علاج الدّم المرافق للأمراض المزمنة: ليس هنالك علاج محدد لهذا النوع من فقر الدّم.
- فقر الدم الناجم عن انحلال الدّم: سببه اتلاف كريات الدم الحمراء بسرعة كبيرة مع عدم قدرة نخاع العظم انتاج خلايا دم جديدة، يكون العلاج بالامتناع عن تناول أدوية محددة، وتناول أدوية كابتة للجهاز المناعي الذي يهاجم خلايا الدّم الحمراء.
تقدّر منظمة الصحة العالمية أن 42% من الأطفال الذّين تقل أعمارهم عن 5 سنوات و40% من النساء الحوامل في كافة أنحاء العالم يعانون من فقر الدم. لذلك يصنف فقر الدّم على أنّه مشكلة صحيّة عامة عالمية خطيرة.