الآثار النفسية للبدانة على المراهقين والشباب وطرق الوقاية منها

الآثار النفسية للبدانة على المراهقين. تتبعها تداعيات صحية وسلوكية هامة. تؤثر في العلاقات الاجتماعية والأسرية عند المراهقين والشباب. ينمو المراهقون بسرعة لذا فهم يشعرون بالجوع بسرعة. ويصبح لديهم شهية كبيرة لتناول الطعام، الأمر الذي ينتهي بهم إلى السمنة.

أضحت مشكلة السمنة عند المراهقين والشباب شائعة للغاية على مستوى العالم في السنوات القليلة الماضية. حيث ارتفعت نسبة البدانة لدى المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12-19 سنة بشكل مفاجئ وكبير نسبيًا. كما أصبح هؤلاء معرضين للإصابة بالعديد من المشاكل الصحية والنفسية الناتجة عن البدانة. وبالرغم من أن العوامل الوراثية والنمو الخاص بمرحلة المراهقة، علاوة على التغيرات الفسيولوجية واضطراب الهرمونات في سن المراهقة، قد تلعب دورًا هامًا في ظهور مشكلة البدانة والآثار النفسية الناجمة عنها على المراهقين والشباب. لكن يبقى لنمط الحياة الخاص بهم الدور الأكبر في ذلك. تابع معنا المقال التالي وتعرف على أهم أسباب البدانة عند المراهقين، وآثارها النفسية وطرق الوقاية منها.

أسباب البدانة وتداعياتها النفسية عند المراهقين والشباب

هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى مشكل البدانة وزيادة الوزن المفاجئ في مرحلة المراهقة، ومنها:

  • يعد الأسلوب الجديد لحياة المراهقين المواكب لمرحلة المراهقة سببًا هامًا في زيادة وزنهم بشكل ملحوظ. حيث يدمن الكثير من المراهقين الألعاب الالكترونية الضارة بصحتهم ووضعهم النفسي. فنراهم يقضون ساعات طويلة من الزمن وهم يجلسون في مكان واحد. الأمر الذي يقودهم إلى الخمول وزيادة الوزن الذي يتحول إلى البدانة.
  • يعد نمط الحياة الخاطئ لدى الأسرة، والتغذية غير المتكاملة، بالإضافة لعدم اتباع النظام الصحي المتكامل من أهم أسباب تفاقم وضع البدانة لدى المراهقين. وغالبًا ما تؤدي التغذية غير الصحية إلى تناول كميات عالية من السعرات الحرارية، مما يساعد في تطور حالة البدانة. وقد يتفاقم الأمر إذا ما ترافق ذلك مع قلة النشاط البدني.
  • قد ترجع البدانة عند بعض المراهقين إلى أسباب صحية، كاضطراب الغدد الصم، أو تناول بعض الأدوية التي تحوي مواد كيميائية تزيد من الوزن.
  • قد تؤدي المشاكل الاجتماعية في الأسرة أو المدرسة إلى البدانة لدى المراهقين. لأنهم يلجؤون إلى الشراهة في الطعام هربًا من هذه المشاكل.

الآثار النفسية للسمنة على المراهقين

ينتج عن البدانة المفرطة لدى المراهقين والشباب آثارًا نفسيةً سلبية، تؤثر بشكل كبير على حياتهم ونموهم وسلوكهم في المجتمع. ومن هذه الآثار نذكر:

  • الاكتئاب والميل إلى الوحدة أو العزلة

يلجأ الكثير من الشباب الذين يعانون من البدانة في سن المراهقة إلى العزلة خوفًا من نفور الناس من شكلهم. حيث تسيطر عليهم الكآبة والقلق. وقد يدفعهم الأمر إلى إظهار سلوك التنمر باستمرار.

  • طقوس غذائية غير صحية

المراهقون البدينون هم الأكثر عرضة للسخرية من قبل أقرانهم. الأمر الذي يقودهم إلى زيادة الشهية والميل إلى الإفراط في تناول الطعام، كردة فعل على المشاعر السلبية. وكثيرًا ما نراهم  يكثرون من تناول رقائق البطاطا، الشوكولا والمشروبات الغازية.

  • نقص احترام وتقدير الذات

قد تعتقد ابنتكِ ذات الوزن الزائد أنها لن يعد بإمكانها مواكبة آخر صيحات الموضة. وقد يفقدها هذا الشعور ثقتها بنفسها. كما قد تشعر بالتعب قبل صديقاتها عند ممارسة التمارين الرياضية. الأمر الذي يسبب انخفاض تقدير الذات لديها.

  • القلق

إذا راقبتِ ابنتكِ التي تعاني من السمنة سترينها خجلة من شكلها. الأمر الذي يجعلها مزاجية السلوك في المنزل. فقد تتجه في كثير من الأحيان إلى الشراهة في تناول الطعام. وقد ترينها في أوقات أخرى منعزلة ممتنعة عن تناول الطعام لفترة طويلة.

كيف تنقذ ابنك المراهق من اكتئاب البدانة

كثيرًا ما تكون الآثار النفسية للبدانة أشد تأثيرًا عند المراهقات، نظرًا لحساسيتهن الشديدة تجاه شكل أجسادهن. فهذا الموضوع يشغل بالهن كثيرًا. لذا عزيزتي الأم، إذا كان لديكِ ابنة مراهقة ولاحظتِ زيادةً ملحوظةً  في وزنها. ننصحكِ باتباع الخطوات التالية من أجلها:

  • ابتعدي عن مصارحة ابنتكِ بمشكلة زيادة وزنها. لأن ذلك سيجعلها تفسره بكونه دعوة نحو خسارة الوزن. الأمر الذي يقلل رضا جسدها ونفسيتها عن ذاتها. وقد يزيد الأمر سوءًا، حيث يكون ذلك مؤشر بداية اضطرابات الأكل والميل إلى الشراهة لديها. لذا لا تتدخلي إلا إذا طلبت ابنتك منكِ ذلك.
  • لا توجهي ابنتك إلى ضرورة اتباع حمية غذائية بشكل مباشر أو غير مباشر. بل ادعميها بتوفير بيئة غذائية صحية في المنزل. حددي مواعيد وجبات عائلتك بدقة. واجعليها متكاملة صحيًا وتحوي كل الحاجات الغذائية التي يتطلبها الجسم.
  • لا تكوني صارمة مع ابنتكِ فيما يتعلق بالوجبات خارج المنزل. فذلك قد يزيد الأمر سوءًا.
  • املئي ثلاجتك بالوجبات الخفيفة الصحية. فهي الملجأ الوحيد لابنتكِ عند شعورها بحالة مزاجية سيئة. الفواكه، الخضار، الحبوب الكاملة، اللبن، والذرة جميعها أغذية صحية تناسب وجبات ابنتكِ الخفيفة.
  • اجعلي الرياضة أهم عاداتك الصحية. وحافظي على القيام بها بشكل دوري. وستري قريبًا ابنتكِ تمارس الرياضة مثلك بكل سرور.

ويبقى اكتئاب سمنة المراهقين مسؤولية الأمهات والآباء. وتبقى العلاقة القوية المبنية على الصداقة والشفافية بينك وبين أبنائك المراهقين والمراهقات، بالإضافة إلى التقرب منهم على الدوام، والإصغاء لمشاكلهم مهما كان نوعها أهم النصائح التي نقدمها لك للتخفيف من الآثار النفسية الناتجة عن هذه المرحلة الحساسة في حياة أبنائك.

Scroll to Top