اضطراب ثنائي القطب أسباب وعلاج

الاضطراب ثنائي القطب هو مرض نفسي يسبب تغيرًا مستمرًا في المزاج للمريض. يدعى أيضًا بالاكتئاب الهوسي لأن مزاج المريض يتنرح بين الاكتئاب والهوس المتتالي. وعند الدخول في نوبات الهوس يشعر المريض بالفرح الزائد والطاقة الفائضة ولكن هذا ليس بالأمر الجيد دائمًا. ففي بعض الأحيان يقوم المريض بأتخاذ قرارات غير عقلانية، إذ تتراوح الحالة النفسية بشكل مرضي وسريع بين الفترات من التبذير في النقود على سبيل المثال والتفكير في الانتحار في فترات أخرى. تستمر نبوات الهوس أحيانًا سبعة أيام متتالية تليها نوبات إكتئاب تستمر نفس المدة الزمنية بالتتالي. يُشخَّص الاضطراب ثنائي القطب عادةً في أواخر مرحلة المراهقة أو بداية مرحلة البلوغ. في بعض الأحيان، يمكن أن تظهر أعراض ثنائي القطب عند الأطفال قبل سن البلوغ. قد تظهر أعراض ثنائي القطب عند المراة الحامل مرة قبل الولادة، ولكن ذلك لا يعني بالضرورة أن المرأة مصابة باضطراب ثنائي القطب. يتطلب هذا المرض علاج يدوم مدى الحياة وفي سطور مقالنا التالي سنعرض أهم الأسباب وطرق العلاج.

أنواع اضطراب ثنائي القطب

يوجد ثلاثة أنواع من الاضطراب، نذكر منها:

  • اضطراب ثنائي القطب من النوع الأول: وهو النوع الأكثر شيوعًا، وفيه يعاني المريض من نوبات هوس تدوم سبعة ايام متتالية على الاقل. تليها نوبات اكتئاب تدوم نفس الفترة الزمنية، وفي بعض الأحيان قد تستدعي الحالة التدخل الإسعافي. وقد تكون نوبات الاكتئاب ذات سمات مختلطة بين اكتئاب وهوس متتاليين.
  • اضطراب من النوع الثاني: وفي هذا النوع تكون نوبات الهوس خفيفة وذات مدة زمنية أقصر تليها نوبات اكتئاب أطول. ولا يكون المريض عرضة إلى اتخاذ قررات غير عقلانية في أثناء نوبات الهوس الخفيفة.
  • اضطراب دوروية المزاج: تستمر نوبات الهوس على مدار عامين كاملين، تليها نوبات اكتئاب خفيفة. قد يحدث بعض الالتباس بين اضطراب دورية المزاج واضطراب الشحصية الحدية، لكن أعراض نوبات الهوس الخفيفة عند مرضى اضطراب الشخصية الحدية ذات تواتر أقل من اضطراب دورية المزاج وذات طابع أكثر وضوحًا. وفي بعض الأحيان يجب التدخل الإسعافي لمرضى هذا النوع من الاضطراب.

أعراض اضطراب ثنائي القطب

يوجد العديد من الأعراض التي قد تكون مؤشر واضح على وجود جالة اضطراب ثنائي قطب، ونذكر منها:

  • التقلب السريع في مزاج المريض.
  • نوبات الهوس الخفيف أو الهوس الكامل.
  • الإصابة على الأقل بنوبة اكتئاب عظمى واخدة على الأقل لمدة أسبوع كامل.
  • الرغبة في النشوة الدائمة، مما يدفع المريض إلى تعاطي الحبوب المخدرة والمنومة في بعض الأحيان.
  • الرغبة الدائمة في أذية الشخص لنفسه دون سبب واضح.
  • اتخاذ قرارات غير عقلانية، على سبيل المثال قد يقوم بتبذير الأموال وشراء حاجيات بكثرة.
  • نوبات هلوسة وجنون العظمة.

أسباب اضطراب ثنائي القطب

لا يوجد سبب واضخ وراء هذا المرض، لكن قد يكون عدم اكتمال في المنطقة الرمادية أحد التفسيرات المحتملة وراء اضطراب ثنائي القطب. في بعض الأحيان قد تؤثر الصدمات العاطفية على ظهور أعراض أكثر وضوحًا، يمكن لمقدم الرعاية الطبية إجراء بعض الفحوصات على المريض وذلك لاستبعاد الحالات الأخرى المحتملة. ومن ثم تحويل الحالة إلى أخصائي نفسي أو معالج تدريب نفسي. وفي مقال تم نشره عام 2018 توصل بعض العلماء إلى معلومات عن سبب اضطراب ثنائي القطب وكان مفادها أن الأطفال الذين تعرضوا إلى كدمات على منطقة الجمجمة أو الرأس هم أكثر عرضى لتطور حالة ثنائي قطب. بينما يرجح بعض الأطباء إلى أن السلوك العدواني عند الأطفال قد يكون مؤشر لتطور حالة ثنائي قطب.

مضاعفات مرض ثنائي القطب

في حال عدم العلاج قد تحدث بعض المضاعفات الخطيرة، مثل:

  • القدوم على الانتحار وأذية النفس.
  • مشاكل قانويية ومالية وذلك بسبب نوبات الهوس.
  • تدمير العلاقات الزوجية والاجتماعية.
  • ضعف الأداء النفسي والجسدي للمريض.
  • قد تؤدي الهلاوس في بعض الأحيان إلى مرض جنون العظمة.
  • الخرف المبكر والمشاكل الجسدية مثل أمراض الدماغ.
  • الأمراض القلبية وذلك بسبب طرح كميات كبيرة من الادرينالين.

علاج اضطراب مرض ثنائي القطب

عادة يقوم الطبيب بوصف مثبتات مزاج، وذلك بهدف التحكم بنوبات الهوس المتتالية للمريض. مثل دواء لاموترجين أو حمض الفالبوريك الذي يسبب فقدان جزئي أو كامل للشعر وغيرها من الأدوية الأخرى. على الرغم أن الطبيب لا يقوم بوصف مضادات الاكتئاب لانها قد تسرع نوبات هوس إلا بعض الحالات قد تستدعي وصف بعض مضادات الاكتئاب مثل فلوكستين أو دواء باروكستين أو ستيالوبرام. يمكن أن يلجئ الطبيب إلى وصف بعض مضادات الذهان مثل الريسبيردون أو الأولانزبين وغيرها، وذلك بهدف التحكم بالهلاوس التي يعاني منها المريض. يمكن لبعض الأطباء وصف بعض المسكنات العصبية مثل البريغبايلن أو الغابابنتين وذلك للتخفيف من حدة الآلام العصبية المترافقة مع اضطراب ثنائي القطب. يمكن أن يصف الأطباء بعض مضادات الإكتئاب ثلاثية الحلقة إذ أنها أكثر آمان من غيرها في حالة اضطراب ثنائي القطب.

في النهاية، يجب مراجعة الطبيب بأسرع وقت عند الشعور بأي أعراض من اضطراب ثنائي القطب. نرجو أن يكون مقالنا ذو فائدة مرجعية للقارئ.

Scroll to Top