لعلك سمعت يومًا بمصطلح الرنين المغناطيسي؟ وتساءلت لماذا يطلب يلجأ الأطباء إلى التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي؟ وإلى أي مدًى تساعدهم هذه التقنية في تشخيص الأمراض؟ هل طلب منك الطبيب يومًا أو من أحد أقربائك أن يجري صورةً بأشعة الرنين المغناطيسي؟ ولكن تملكك الخوف، والقلق حيال اضرار اشعة الرنين المغناطيسي. في هذا المقال سوف نكسر حاجز الخوف، ونجلو الحيرة عندك، ونجيب عن هذه الأسئلة، وغيرها مما قد يخطر في بالك.
بدايةً، وقبل أي شيء. لا بد أن نشير إلى أن عجلة التطور العلمي قد فجرت في الآونة الأخيرة ثورةً علميةً بكل ما تحمله كلمة ثورة من معنًى. كما أفرزت الكثير من التقنيات الحديثة التي أثبتت براعة العقل البشري، وقدرته على التحديث، وابتكار أفضل الطرق لتشخيص الأمراض أولًا، وعلاجها، والوقاية منها أيضًا. وكنتيجة منطقية لهذا الكم الهائل من التقنيات الطبية، والتي برزت في فترة قصيرة نوعًا ما، فقد ظهرت بذور الشك عند كثير من الناس، وخاصةً أولئك الذين يجهلون كيف تعمل هذه التقنيات. ولأن الإنسان عدو ما يجهل. جئنا في هذا المقال بكثير من المعلومات، والتي ستتمكنون بعدها من إصدار حكم علمي وتقرير موقفكم من أشعة الرنين المغناطيسي.
تقنية التصوير بأشعة الرنين المغناطيسي MRI
التصوير بالرنين المغناطيسي (Magnetic resonance imaging) أو اختصارًا MRI هو إحدى تقنيات التصوير الطبي التي جاءت كنتيجة لتطور علم الأشعة، وهي تستخدم اليوم على نطاق واسع في المستشفيات، والمراكز الطبية للحصول على صور لأعضاء الجسم، وتوضح آلية سير العملية الفيزيولوجية في هذه الأعضاء، فهي بالتالي تعتبر إحدى الوسائل الفعالة في الطب التشخيصي، وذلك من خلال تشخيص كثير من الأمراض، والاعتلالات التي تصيب الجسم، وتحديد مراحل المرض، ومتابعته.
أما آلية عمل أجهزة ماسحات التصوير بالرنين المغناطيسي، فهي تعتمد وبشكل رئيس على المجالات المغناطيسية القوية، وأيضًا موجات الراديو. حيث تقوم هذه الموجات الموجهة نحو الجسم بتحفيز ذرات الهيدروجين، والتي توجد في الجسم بشكل بروتونات موجبة الشحنة. تحفيز هذه البروتونات يؤدي إلى إطلاق إشارة تلتقطها مستقبلات متخصصة في الأجهزة، وتحدد موقعها في الجسم. لتشكل في النهاية صورةً بألوان متدرجة بين الأبيض والأسود مرورًا بالرمادي. وهكذا نستطيع من خلال درجات معينة من المجالات المغناطيسية توليد صور لأعضاء الجسم، وبتعبير أكثر دقة، فإن صور الرنين المغناطيسي تزود الأطباء بكمّ غني من المعلومات حول أنسجة الجسم الرخوة، والصلبة بفضل الدرجة العالية من التباين اللوني الذي تظهره الصورة تبعًا لنوع النسيج. كما أنها تعطي معلومات دقيقةً عن مسارات الأعصاب، والأوعية الدموية، وغيرها.
ما هي اضرار اشعة الرنين المغناطيسي
عندما نتكلم بالتفصيل عن اضرار اشعة الرنين المغناطيسي، فهذا لا يعني بالضرورة أن مساوئ هذه النمط من التصوير يغلب حسناته. إنما يجدر بالطبيب، والمريض أن يكون على دراية كافية بالمخاطر المحتمل حدوثها عند إجراء صورة بأشعة الرنين المغناطيسي. آخذين بعين الاعتبار وجوب تطبيق بعض النصائح قبل إجراء صورة الرنين المغناطيسي، والتي سنأتي على ذكرها لاحقًا في مقالنا.
أضرار الرنين المغناطيسي على المخ
على الرغم من فعالية صورة الرنين المغناطيسي في تحديد مشاكل الدماغ، وجذع الدماغ بدقة كبيرة، إلا أنها قد تتسبب ببعض الآثار الجانبية، والتي تتظاهر بصداع، وألم في الرأس، بالإضافة إلى تسببها بتلف الأجهزة الموجودة في الدماغ، والرأس. كالملاقط المستخدمة لتمديد الأوعية الدموية في الدماغ.
أضرار الرنين المغناطيسي على الحامل
بشكل عام، لا توجد احتياطات خاصة أو موانع لتعرض الحامل لأشعة الرنين المغناطيسي أثناء إجرائها فحوص الحمل الدورية. على الرغم من الاعتقاد الشائع أن أشعة الرنين المغناطيسي قد تسبب تشوه الجنين، وخللًا في نمو أعضائه، ووظائفها مستقبلًا، فلم يثبت العلماء بالدليل القاطع صحة هذا الاعتقاد. بل يؤكدون أن التصوير بالرنين المغناطيسي آمن تمامًا للحامل، وجنينها على حد سواء. مع وجوب الأخذ بعين الاعتبار أن الأشعة قد تسبب مشاكل في حال وجود أجسام معدنية مزروعة في جسم الحامل.
ما هي أضرار صبغة الرنين المغناطيسي
في بعض الأحيان يقوم الطبيب بحقن صبغة في جسم المريض عبر وريد اليد أو الذراع، وذلك بغية الحصول على صور مفصلة بدقة أكبر للأوعية الدموية، ونسج الجسم. تحقن الصبغة قبل التصوير بالرنين المغناطيسي، ويتخلص منه المريض تلقائيًا عبر البول أو البراز.
في حالات نادرة، قد تسبب صبغة الرنين المغناطيسي أضرارًا، غالبًا ما تقتصر على أعراض جانبية طفيفة، ودون مضاعفات تذكر. أكثر أضرار صبغة الرنين شيوعًا ما يلي:
- الغثيان، والرغبة بالاستفراغ.
- إرهاق، وصداع، وأيضًا دوخة.
- تهيج، وحكة مزعجة في الجلد، والعينين.
- تسارع ضربات القلب.
مزايا التصوير بالرنين المغناطيسي
من باب الإنصاف، لا بد من الحديث عن فوائد التصور بالرنين المغناطيسي، فبغض النظر عن الأضرار المذكورة أعلاه، فهو لا يزال واحدًا من أكثر أنواع التصوير فعاليةً، وأمانًا. كما أنه يتمتع بالمزايا التالية:
- تشخيص مختلف الأمراض بدقة متناهية، مثل أمراض الكبد، والقلب، وتشوهات العظام، والعمود الفقري، وأورام الدماغ أيضًا.
- لا تقتصر فائدته على تحديد على موقع الآفة فقط، إنما يمكّن الأطباء من تحديد نوعها أيضًا.
- التصوير بالرنين المغناطيسي آمن، وخالٍ من الأشعة المؤينة.
- غير مؤلم.
نصائح قبل إجراء أشعة الرنين المغناطيسي
- دخول الحمام قبل إجراء الصورة.
- تناول وجبة خفيفة.
- إزالة المعادن الموجودة في الملابس، والمجوهرات.
- عدم وضع مستحضرات التجميل: لأن بعضها يحوي على ذرات معدنية.
- الاسترخاء، والتحكم بالتنفس، والتخلص من القلق.
- ارتداء سدادات الأذن أثناء التصوير. للتقليل من شدة الصوت الصادر عن جهاز الرنين المغناطيسي.
بعد التعرف على أضرار أشعة الرنين المغناطيسي، وفوائده أيضًا، لا بد أن حاجز الخوف قد انكسر عندكم عزيزي القارئ. كما أن اتباع النصائح المذكورة أعلاه من شأنه أن يسهل عليكم خوض تجربة التصوير بالرنين. في الختام، لا بد أن تدين البشرية جمعاء للتطور التكنولوجي بالكثير الكثير لما قدمته من خدمات التشخيص، والعلاج، والتي بسببها ارتفعت مؤشرات الصحة البشرية ارتفاعًا ملحوظًا.