اسباب العقم عند النساء وطرق العلاج

يبدأ الحمل بالتقاء ناجح للبويضة، التي تصل إلى البوق  مع نطفة (حيوان منوي)، تم قذفها في المهبل، لتتشكل البيضة الملحقة التي تستقر في الرحم، معلنة بداية الحمل. ولكن في بعض الأحيان يمكن ألا تتم العملية بنجاح بسبب خلل ما قادم من المرأة أو الرجل. بالطبع غريزة الأمومة عند النساء لا تعلوها غريزة أخرى، لذلك نجد الكثير يبحثن عن موضوع أسباب العقم عند النساء.

وباعتبار أن العقم مرض يصيب جهاز التكاثر لدى الإنسان، من الطبيعي حدوثه عند النساء والرجال، ولكن تجدر الإشارة إلى وجود العديد من الأسباب للعقم قد تكون عضوية أو وراثية أو حتى نفسية. ومن الممكن أن يكون سبب العقم عند المرأة غير قابل لتشخيص. ولكن يوجد الكثير من الأدوية، من أجل علاج الاضطرابات عند النساء، وفي بعض الأحيان قد لا يكون هناك حاجة للعلاج، لأن أغلب المتزوجين ينجحون بالإنجاب، بعد مضي سنتين أو ثلاث سنوات على الزواج، وذلك يعود إلى أسباب عدة منها الزواج في سن مبكرة. ولكن بالتأكيد تبقى حالات العقم متنوعة، وتطلب أساليب علاج مختلفة.

عوامل قد تؤدي للعقم عند النساء

توجد لدى ٢٥% من الأزواج مشاكلًا بعملية الإباضة لدى المرأة، وقد تكون هذه المشاكل متعلقة بطول المحور المسؤول عن عملية الإباضة. إذ تبدأ هذه المشاكل من:

  • الغدة تحت المهاد.
  • مرورًا بالغدة النخامية.
  • وصولًا لاضطرابات بالمبيض.

أسباب العقم عند النساء

  •   اضطرابات في إفراز هرمونات اللوتين (LH)، و الهرمونات المنبهة لجريب (FSH). تسبب هذه الاضطرابات عدم انتظام عملية الإباضة غير السليمة، والتي تتمثل بعدم انتظام الدورة الشهرية.
  • كذلك يسبب زيادة، أو نقصان الوزن بشكل مفاجئ وغير منتظم، بانعدام  التوازن بمستويات الهرمونات.
  • كما أن الضغط النفسي والتوتر الشديد قد يؤدي إلى اضطرابات بعملية الإباضة.
  • متلازمة تكيس المبايض: يحدث في هذه المتلازمة تغير عدة عناصر في المنظومة الهرمونية. حيث أن هذه التغيرات تؤدي لارتفاع المستويات الهرمونية. مما يسبب مشاكلًا بعملية الإباضة.
  • خلل في تطور الجسيم الأصفر:  عندما لا يفرز المبيض كمية كافية من البروجيسترون بعد عملية الإباضة. إذ لا يكون الرحم قادر على استقبال البويضة المخصبة، مما يمنع تقدم الحمل
  • فشل المبيض المبكر: تعتبر هذه الحالة مرضًا ذاتي المناعة. يمنع حصول عملية الإباضة. كما تنخفض بسببه مستويات الإستروجين في الجسم.
  •   انسداد قنوات فالوب: إن قنوات فالوب هي المسؤولة عن نقل البويضة المخصبة من المبيض إلى الرحم. وقد يكون سبب الانسداد ناتج عن عدوى أو حدوث حمل منتبذ في القناة نفسها. كذلك ممكن أن يحدث انسداد في عنق الرحم نتيجته عن مظهر غير سليم. وقد يكون انسدادًا كيميائيًا ممثلًا بعدم إفراز المادة المخاطية التي تساعد بسهولة حركة النطاف داخل عنق الرحم.

عوامل الخطر على الخصوبة

في أغلب الحالات لا يتم التعرف على سبب مشاكل الخصوبة، وبالتالي قد يكون هناك احتمال وجود عوامل صغيرة، تجتمع مسببة مشاكلًا جديدة  بالخصوبة منها:

  • العمر: مع التقدم بالعمر تنخفض جودة وكمية البويضات بشكل واضح، مما يؤدي لصعوبة حدوث الحمل والإنجاب، مع احتمال إصابة الجنين باضطرابات كرموسومية، بحال حدث الحمل.
  • التدخين: يسبب التدخين ضررًا بالمادة المخاطية الموجودة بعنق الرحم، كما يؤدي لحدوث مشاكل واضطرابات في قنوات فالوب، مما يزيد من احتمالية حدوث حمل خارج الرحم، كما يسبب انخفاضًا في كمية البويضات، ويظهر انخفاضًا مبكرًا في قدرة المبيض على الأداء السليم.
  •  مشاكل الوزن: الوزن الزائد عن الحد أو القليل جدًا  على انتظام عملية الإباضة، وكما يزيد من احتمال العقم عند النساء.
  •  النشاط الجنسي غير المنتظم: عند ممارسة المرأة للجنس مع عدد كبير من الرجال دون الالتزام بطرق الوقاية الجنسية، يسبب  ذلك الكثير من الأمراض الجنسية، وإظهار التهاب الحوض، مما يسبب بالمزيد من التعقدات، مسببًا بتراجع الخصوبة والعقم في النهاية.
  •  شرب القهوة والكحول بكثرة: النساء اللواتي لديهن إدمان على تناول المنبهات وشرب الكحول، يكون لديهن اضطرابات بالخصوبة وحالات العقم أكثر من النساء غير المدمنات.     

طرق تشخيص العقم عند النساء

إذا مضى وقت طويل ولم يستطع الزوجان الإنجاب يجب عليهما استيضاح السبب الذي يعيق ذلك، ويتضمن هذا الاستيضاح:

  •     فحص الإباضة من خلال فحص الهرمونات: يختبر هذا النوع من الفحوصات مستوى الهرمونات في الدم، وهو قادر على تشخيص الارتفاعات الحادة بمستويات هرمون اللوتين الذي يُشير إلى حدوث عملية الإباضة.

يُمكن إجراء هذا الفحص بواسطة جهاز للاستخدام المنزلي يتم اقتناؤه من الصيدلية دون الحاجة لوصفة طبيب، كذلك بالإمكان إجراء فحص الهرمونات من خلال فحص دم يهدف لاختبار مجموعة واسعة من الهرمونات في مختلف الأوضاع.

  •      تصوير الرحم (Hysterosalpingography): من أجل إتمام  الفحص يتم إدخال مادة يُمكن تمييزها بواسطة تصوير بالأشعة إلى عنق الرحم. ومن خلال هذه الصورة يمكن رؤية مظهر عنق الرحم والرحم وقنوات فالوب وتشخيص العيوب الظاهرية والتشريحية المختلفة الظاهرة في الصورة والتي تعيق حدوث الحمل.
  •     تنظير البطن (Laparoscopy): لأجراء  تنظير البطن يتم عمل فتحة في جدار البطن، بعد تخدير المريض تخديرًا كليًا، ثم تُدخل كاميرا دقيقة التصوير صغيرة الحجم، إلى داخل التجويف البطني عبر هذه الفتحة. ومن خلال هذا الفحص يمكن رؤية مظهر الرحم من الداخل بكل وضوح، وقنوات فالوب، والمبيضين، وبذلك يتمكن الأطباء من تشخيص إذا ما كان هناك أي مرض يعيق عملية الحمل والإنجاب.

طرق علاج العقم عند النساء

من الطبيعي أن يتم علاج العقم عند النساء، من خلال علاج العامل الرئيس المسبب للحالة، ومن الممكن أن يكون هذا العلاج علاجًا من خلال  عقار واحد أو علاجًا متعدد العقاقير، وذلك اعتمادًا على صعوبة المشكلة وتعقيدها، وفيما يأتي سنبين لكم تفاصيل العلاج: 

  •     علاج مشكلات الإباضة: يوجدلدى النساء اللواتي يُعانين من عدم انتظام عملية الإباضة، بعض العلاجات التي تُعيد تنظيم النشاط الهرموني، والذي يُؤدي بدوره لعملية إباضة سليمة، أما الأدوية المستخدمة من أجل هذه العملية هي:
  •     الكلوم يفين  سيتورات (Clomiphene Citrate) الذي يُحفز عملية إفراز الهرمونات من الغدة النخامية.
  • أدوية تزيد من نشاط هرمونات الغدة النخامية.
  • الميت فورمين (Metformin) الذي يُستخدم عادةً من أجل علاج مرض السكري إلا أن تأثيره المتمثل بتقليل مقاومة الأنسولين ضروري وحيوي من أجل عملية إباضة سليمة.
  •    العلاجات الجراحية: عند وجود انسداد ميكانيكي في أي جزء من أجزاء الجهاز التناسلي، الذي يشمل كل من عنق الرحم، والرحم، وقنوات فالوب تكون هنالك حاجة لإجراء عملية جراحي تحت إشراف فريق طبي متخصص من أجل إعادة القدرة على الإنجاب.

  •    التخصيب المخبري الخارجي:

    في الحالات التي لا يمكن تشخيص سبب عدم الحمل ولا تحل المشكلة بطرق العلاج التقليدية، يكون الزوجان معنيين بإجراء عملية تلقيح خارجية، حيث يتم أخذ بويضة من المرأة، ثم عينة من الحيوانات المنوية من الرجل، ثم تحدث عملية تخصيب خارجية في المختبر تحت إشراف مختصين لضمان نجاح التخصيب المخبري، بعدها يجري إعادة البويضة المخصبة إلى رحم الأم لتتابع نموها هناك.

طرق الوقاية من العقم عند النساء

     من أجل منع حدوث حالة عقم عند النساء يجب اتباع الآتي:

  •  الامتناع عن التدخين.
  •  تجنب تناول كميات كبيرة من الكافيين والكحول.
  • الامتناع عن الوقوع تحت تأثير الضغط النفسي.
  • المحافظة على وزن صحى في الحدود الطبيعية.
  • ممارسة الجماع بشكل منتظم ودوري.

وأخيرًا، يمكن القول إن الأمومة حالة عظيمة تتطلب العناء والجدية في المحافظة على صحتك سيدتي، لذلك لا بد من الابتعاد عن كل ما يهددها. كما لا يجب أن ننسى ضرورة مراجعة الطبيب السريعة عند تأخر الإنجاب.

Scroll to Top