اختبار الذكاء والتركيز مصطلحات هامة ودقيقة تدخل في مختلف مجالات حياتنا وأنشطتنا اليومية، وتؤثر على نتائجنا بشكل مباشر، وعلى الرغم من الخلط بين المفهومين إلا أن هناك اختلاف بينهما يجب معرفته بشكل صحيح ومعرفة العوامل والأمور التي تؤثر عليهما لنحقق نجاحنا ونسخر قدراتنا وننميها بأفضل الطرق والوسائل. ما هو الاختبار الخاص بالذكاء وما هي طرقه؟ ما هي العوامل المؤثرة عليه؟ مَا هي نسبة الذكاء؟ وما هو التركيز الشخصي والعاطفي والفرق بينهما؟ جميعها معلومات مهمة سنتعرف عليها في هذا مقالنا التالي.
ما هو اختبار الذكاء
هو عبارة عن طريقة وأسلوب علمي، يعتمد على طرح مجموعة من الأسئلة ذات طابع معين لقياس معدل الذكاء وإمكانيات الشخص، ينتج في نهاية الاختبار رقمًا يعبر عن نسبة الذكاء وسرعة الفهم، إذ أنه يحدد قدرات الشخص العقلية والمعرفية وفق معايير ينظمها الاختبار كالعمر مثلًا.
أنواع اختبارات الذكاء
هناك العديد من أنواع الاختبارات التي من خلالها نحصل على تقييم قدرات هذا الشخص، وهي:
اختبار الذكاء اللغوي
يحدد هذا النوع من الاختبار القدرات اللغوية عند الشخص وفق ما يملكه من مفردات ومعاني صحيحة، بالإضافة إلى معرفته بالكلمات المتشابهة والمترادفة والمتضادة، هذا فضلًا عن الاختبار الكتابي واللفظي، وفحص قوة الذاكرة، وحفظ المعلومات المتسلسلة والأرقام.
اختبار الذكاء الرياضي
يعتمد الاختبار الرياضي على قياس القدرات الرياضية عند الشخص، فيما يتعلق بالألغاز والأرقام التسلسلية، بالإضافة إلى العمليات الحسابية، وفحص قوة الذاكرة، وحفظ المعلومات المتسلسلة وملء الفراغات وتحليل الأشكال الهندسية وغيرها من المفاهيم الرياضية، وسرعة استجابة الشخص.
اختبار الذكاء المكاني
يقيس هذا الاختبار قدرة الشخص على تغيير شكل الأشياء ذات الأبعاد الثلاثية ومدى نجاحه في التلاعب وتصور الشكل المطلوب، حيث يتم طرح عدة أشكال مع إجراء عدة تغيرات عليها، وتحسب نسبة ذكاء الشخص حسب أجوبته وتصوره الصحيح للشكل المطلوب.
اختبار الذكاء المنطقي
لدى بعض الأشخاص القدرة على التفكير والاستقراء بطريقة منطقية، فيخضعون للاختبار المنطقي، وهو عبارة عن طرح مجموعة من المعلومات والبيانات يجب على الشخص إعطاء حلول ونتائج منطقية ومناسبة لها.
اختبار الذكاء العاطفي
هذا الاختبار يعتمد على قياس الذكاء العاطفي عند الأشخاص القادرين على تحليل عواطفهم ومشاعرهم، وبالتالي يحترمون ويتعرفون على مشاعر وعواطف الآخرين بنجاح فتكون قدرتهم على ضبط السلوك والتصرفات بطريقة صحيحة وسليمة ناجح.
اختبار الذكاء البصري
هذا النمط من الاختبارات يميز الأشخاص الذين يلاحظون التفاصيل الدقيقة في الأشياء، وغالبًا يبدع هؤلاء الأشخاص في مجال الرسم والهندسة.
اختبار الذكاء العقلي
يعطي نسبة الذكاء والعبقرية الفائقة لدى أشخاص مميزين على مستوى العالم.
نسبة الذكاء
بعد الانتهاء من اختبار الذكاء تحسب النتائج بدقة، ويتم إعطاء الشخص نسبة الذكاء الخاصة به، وفق مجموعة من المعايير المحددة كالتالي:
- الدرجة بين 40-50 تخلف عقلي شديد.
- الدرجة بين 55-69 تخلف عقلي.
- المعدل بين 60 – 84 الذكاء أقل من المتوسط.
- الدرجة بين 85 – 114 الذكاء متوسط.
- الدرجة بين 115 – 129 الذكاء فوق المتوسط.
- المعدل بين 13-144يوجد موهبة.
- الدرجة بين 145 -159ذكاء عبقري.
- الدرجة بين 160- 175 ذكاء عبقري فوق الطبيعي.
- المعدل بين 175- 200 ذكاء عبقري نادر الوجود.
نماذج اختبار الذكاء
عند إجراء الاختبار هناك طرق ونماذج للحصول على النتائج بدقة وهي:
طريقة المصفوفات المتتابعة
أسلوب تربوي لإجراء الاختبار غير اللفظي، يبدأ من عمر الخمس سنوات ويحتوي مجموعة من الأسئلة المتدرجة في مستوى الصعوبة، والتي تعتمد على اختيار الإجابة السليمة من عدة خيارات، كما يعتمد على حل المصفوفات بشكل صحيح ومنطقي.
طريقة اختبار IQ
اختبار ذكاء يعتمد على عدة أنماط من الأسئلة كاختيار الإجابة الصحيحة من عدة خيارات أو إكمال الإجابة المطلوبة، كما يمكن طلب إكمال شكل معين أو ربط بين المعلومات، فهذا الاختبار يقيّم القدرة الاستنتاجية والاستقراء لدى الشخص الخاضع للاختبار.
عوامل تحدد نسبة الذكاء
تؤثر بعض العوامل على نسبة ذكاء الشخص، ومنها:
- النظام الغذائي الذي يتبعه الشخص كلما كان صحيًا ومتوازنًة كانت نتائج الاختبار أفضل.
- البيئة التي يعيش بها الشخص، عندما تكون سليمة وصحيحة يكون معدل الذكاء أعلى.
- المستوى العلمي الحاصل عليه الشخص يساعد كثيرًا في ارتفاع معدل الاختبار.
- الوضع الصحي السليم وممارسة الرياضة تسهم في تحقيق نسبة ذكاء جيدة.
- الظروف النفسية والعاطفية والاجتماعية لها تأثير واضح على نتائج الاختبار، فكلما كانت الظروف سليمة كانت النتائج أفضل.
نصائح لنجاح اختبار الذكاء
يفضل اتباع بعض النصائح عند التقدم للاختبار للحصول على أفضل النتائج، ومنها:
- أن يكون الشخص حصلًا على قسط كافي من الراحة.
- إجراء الاختبار في مكان مناسب وهادئ.
- التقيد بالوقت المحدد للإجابة خلال الاختبار .
- التمتع بالهدوء وعدم التوتر أثناء الاختبار.
- الابتعاد عن تناول الأدوية وخاصة الخاصة بالجهاز العصبي.
التركيز الشخصي والعاطفي
للتركيز أنواع مختلفة منها التركيز الشخصي والتركيز العاطفي، في الماضي كان الاعتماد الأكبر على التركيز الشخصي والإمكانيات العقلية للشخص ومعدل تحصيله العلمي الذي كان يعتبر محور أساس النجاح. ولكن أثبتت الدراسات أن التركيز العاطفي أكثر أهمية من التركيز الشخصي أو العقلي لما له من دور فعال في تحديد المشاعر والعواطف وضبط ردة الفعل والتصرفات، فتكون غالبًا النتائج أفضل، فالشخص الذي يتمتع بتركيز عاطفي يكون له تأثير على الأشخاص من حوله وتكون محاكاته للمواقف ناجحة. وبالتالي سيحقق الهدف المطلوب بسهولة وبساطة أكثر، مع العلم أنه قد لا يكون الشخص نفسه ذا تحصيل علمي ممتاز ودرجة تركيز عقلي مرتفع.
الفرق بين التركيز الشخصي والعاطفي
التركيز الشخصي يقيس القدرة البصرية ومعرفة التفاصيل المكانية بطريقة منطقية وذاكرة قوية، وهو مرتبط بالإمكانية العقلية للشخص وتحصيله العلمي ومدى ثقافته وسلامته. أما التركيز العاطفي فيحدد مستوى ذكاء الشخص من الناحية العاطفية، وقدرته على إدراك المشاعر والتعبير عنها بتصرفات مدروسة وصحيحة مع قدرة التأثير على الأشخاص المحيطين بطريقة إيجابية. فقد أثبتت الدراسات أن إدخال مهارة التركيز العاطفي إلى المدارس ساعد في تعديل سلوك التلاميذ وتحسن نتائجهم وتعاملهم مع محيطهم.
وأخيرًا، الكثير من الباحثين لم يؤيدوا فكرة اختبارات الذكاء والتركيز وأكدوا أنها تفاصيل تكتسب بالخبرة والمشاهدة. ولكن هذه الأفكار ساعدت في معرفة قدرات الكثير من الأشخاص وتشجيع الأخرين على معالجة نقاط الضعف وتطوير أنفسهم لتحقيق النجاح.