إدوارد سنودن، شخص تميز عن الكثير من الأشخاص بذكائه ودهائه. استطاع زلزلة العالم بأكمله وأثار جدلًا على مستوى العالم أجمع. غلب عليه حب المعرفة والاطلاع على أكثر الأمور خطورة. حيث اعتمد ذكاءه على إيجاد المعلومات غير المتوفرة والتي يصعب الوصول إليها. لكن في نفس الوقت كان هذا الذكاء لعنةً كبيرةً عليه أفقدته أغلى ما يملك. إلا أنه لم يبدي أية ملامح ضعف. فمن هو إدوارد سنودن؟ وما الذي كشفه للعالم؟ وما هي سيرته الذاتية. جميع هذه الأمور سنتكلم عنها في مقالنا التالي عبر موقع كيف.
شاهد أيضًا: علي شريعتي Ali Shariati سيرته الذاتية
سيرة إدوارد سنودن Edward Snowden الذاتية
ولد إدوارد سنودن Edward Snowden في 21 / تموز / 1983 في الولايات المتحدة الأمريكية، ولاية كارولينا الشمالية، منطقة إليزابيث سيتي. يدعى والده لوني سنودن ويعمل ضابطًا في خفر السواحل، ووالدته ويندي سنودن، وتعمل كاتبة في المحكمة الجزئية الأمريكية لمقاطعة ماريلاند، وله أخت واحدة تدعى جيسيكا سنودن وتعمل حاليًا محامية في المركز القضائي الفيدرالي في واشنطن. قررت عائلة سنودن تغيير مكان الإقامة والسكن في مقاطعة ماريلاند وهذا ما حصل بالفعل. درس سنودن في مدارس ماريلاند لكنه لم يكن من هواة العلم ولم يستطيع الحصول على شهادة الثانوية العامة لإصابته بمرض في كريات الدم البيضاء، سجل بعدها دورة كمبيوتر إلا أنه لم يفلح فيها أيضًا. فقرر العودة إلى العلم وحصل على شهادة تطوير التعليم العام بعد عناءٍ طويل. التحق بعدها بجامعة ليفربول وحصل على درجة الماجستير. وأتقن اللغة الصينية واليابانية لحبه الكبير للأنمي والتعرف على الثقافات.
شاهد أيضًا: ونستون تشرشل Winston Churchill سيرته الذاتية
بدايات إدوارد سنودن Edward Snowden
بعد أن أنهى إدوارد سنودن Edward Snowden تعليمه قرر الالتحاق بالجيش الأمريكي في 7 / أيار / 2004 لرغبته في الانضمام إلى القوات الخاصة، ليحرر الناس من الظلم والعبودية والقهر الذي يعيشونه. خلال عمليات التدريب تعرض سنودن لحادثة مؤلمة جدًا نتج عنها كسر كلًا من ساقيه، مما أدى إلى إعفاءه من الجيش في 28 / أيلول / 2004. بعد أن تعافى خرج باحثًا عن عمل ليجد شاغرًا في وكالة الأمن القومي، حيث عمل كحارث أمن لمرفق بجامعة ماريلاند، ثم عمل أمن تكنولوجيا المعلومات لوكالة المخابرات المركزية في أمريكا. في عام 2009 اتجه إلى اليابان ليعمل مع مقاول خاص في قاعدة عسكرية أمريكية في وكالة الأمن القومي. وفي عام 2013 عمل كمدير نظم في هاواي في وكالة الأمن القومي، وطرد بعدها لعدم تلتزامه بقواعد العمل، حيث كان إدوارد يعتبر نفسه يعيش حياةً مرفهة للغاية تسمح له بأن يعيش حرًا دون التقيد بقواعد ومبادئ محددة.
شاهد أيضًا: ويل ديورانت Will Durant سيرته الذاتية
حياة إدوارد سنودن Edward Snowden المهنية
خلال عمل إدوارد سنودن Edward Snowden في وكالة الأمن القومي قام بتسريب برنامج سري جدًا خاص بالوكالة يدعى برنامج التجسس بريسم. حيث توسع بالشرح عنه وإعطاء تفاصيله من خلال مجلتي كارديان وواشنطن بوست. وكانت الغاية من هذا الأمر هو فضح الحكومة الأمريكية بأنها قليلة الحرص على تفاصيلها الهامة، وأنها تحتاج إلى رقابة مشددة.
وجهت إلى إدوارد تهمة التجسس والسرقة، مما دفعه إلى الهروب من أمريكا إلى هونغ كونغ، ومن هناك أعطى أدق التفاصيل عن المعلومات التي سربها من الوكالة ونشرها. واتجه بعدها إلى روسيا. ألغت وزارة العدل الأمريكية جواز سفره لكن روسيا أعطته حق اللجوء والإقامة وسمحت له بالبقاء فيها. كان لهذا العمل الذي قام به سنودن عواقب كبيرة جعلت منه شخصًا فقيرًا بعد أن كان مليارديرًا. حن إدوارد إلى وطنه وعائلته، فأرسل الإعتذارات إلى الرئيس أوباما ليسمح له بالعودة كما تدخلت حقوق الإنسان أيضًا، وتواصلت مع الحكومة الأمريكية من أجله إلا أنه حتى هذه اللحظة لم يسمح له بالعودة.
زواج إدوارد سنودن Edward Snowden
عندما كان إدوارد سنودن Edward Snowden لا يزال في الولايات المتحدة الأمريكية، تعرف إلى شابة هناك تدعى ليندسي ميلس. تزوجها قبل أن يتورط في جميع هذه الأمور التي قام بها. لكنه عندما شعر أن ما سيقوم به سيصيبها بالأذى، تركها دون أن يشرح لها الأسباب وسافر إلى هونغ كونغ ونشر التسريبات. فعلمت ليندسي الدافع وراء ترك إدوارد لها لكنها قررت عدم التخلي عنه ولحقت به. سافر الزوجان معًا وعاشا في روسيا حياةً كريمة إلى أن عرفت ليندسي أنها حامل. قرر إدوارد أن يعود إلى بلاده ليلم شمل عائلته التي تشتتت نتيجة ما قام به، ولكي يأخذ ابنه الجنسية الأمريكية. لكن لم تسمح له الحكومة الأمريكية بالعودة، فقامت روسيا بإجراء استثناءٍ له حيث حصل على الجنسية الأمريكية والروسية والتي سيعطيها لطفله عند قدومه.
أهم إنجازات إدوارد سنودن Edward Snowden
إضافةً إلى جميع ما قام به إدوارد سنودن Edward Snowden من اختراقٍ وتسريبات. لمعت فكرة لديه في أن يكتب سيرة حياته كفيلم. وفعلًا قام بكتابتها وأسمى الفيلم سيتيزن فور، عرض فيه أدق التفاصيل التي عاشها. صور الفيلم في فندق في هونغ كونغ بمشاركة نخبةٍ من الممثلين داخل غرفة بيضاء في حزيران عام 2013. يوجد في هذه الغرفة شخصان واحد منهم يمثل إدوارد سنودن والآخر يمثل المدير السابق للنظم في وكالة المخابرات الأمريكية. ويجري حديث بينهما يستطيع من خلاله إدوارد عرض كل التفاصيل السرية التي استطاع الوصول إليها خلال حياته. وتارةً يظهر وهو يتحدث على الهاتف عارضًا معلومات مهمة من خلاله. أثار هذا العمل ضجة كبيرة على مستوى العالم. مما زرع في قلب سنودن الخوف في أن يتم القبض عليه. وأن يقضي طيلة حياته في زنزانةٍ معزولًا عن العالم الخارجي. لكن الإقبال والدعم الذي لاقاه من خلال هذا الفيلم، ووجود من وقف إلى جانبه من منظمات وشخصيات هامة أراحه وطمأنه.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي عرضنا فيه حياة إدوارد سنودن كاملةً حتى هذه اللحظة. لكن بقي في بالنا تساؤل واحد وهام وهو هل سيستطيع العودة إلى وطنه بعد جميع هذه الأحداث التي مر بها. وإلى متى سيبقى على هذا الحال. ضريبة عمله قاسية عليه لكنه حقق بذلك شهرة وكسب ثقة أبناء وطنه الذين ينتظرون عودته بفارغ الصبر.