أهم فوائد شرب المتة

“مشروب الصداقة”، من عربونٍ عن محبةِ الآلهة، إلى المشروب الأشهر والأكثر شعبيةً في أمريكا الجنوبية ودول البحر المتوسط شرق آسيا!
نعم إننّا نتحدث عن “المتة”. قديمًا كانت إحدى فرضيات العرب المتوارثة تقول “لكلِ امرئٍ من اسمهِ نصيب”. لكن في الحقيقة مشروب الصداقة اليوم أثبتَ أنّه ليس فقط للمرء من اسمه نصيب. بل يمكن أن نعمم الفرضية لكلِ شيء! بمعنًى آخر، إنّ اسم “مشروب الصداقة”، أي “المتة” حاليًّا كان له الدور الأكبر في شهرة وانتشار ذاك المشروب الأخضر!
وإذا أردنا الحديث عن أصل المتة، فهي شجرةٌ ضخمةٌ يتراوح طولها من 8 إلى 15 مترًا. تنمو في مناطق عديدةٍ من دول أمريكا الجنوبية وهو موطنها الأصلي. وتعد دولة البرازيل الأولى عالميًّا في إنتاجها، إذ إنّ أكثر من نصف الإنتاج يعود لها.

من ناحية أخرى تحظى المتة بشعبية كبيرة في الكثير البلدان العربية، وعلى وجه الخصوص سوريا ولبنان وبعض المناطق الأردنية. فهو مشروب الضيافة والجلسات العائلية، وحتى جمعات الأصدقاء! وحديثًا أصبح الجيل الجديد يستخدم بعض الإضافات للمتة، مثل قشور الليمون أو البرتقال، وبعض الأعشاب البرية كالمليسة، والزعتر الأخضر بالإضافة إلى الزهورات وغيرها. وبالتأكيد لا تخلو الطاولة من وجود بعض المكسرات والموالح تعبيرًا عن كرم الضيافة.
لكن ما أهم فوائد شرب المتة؟ وما حقيقة الأسطورة المتداولة حول الشهرة العريقة لمشروب الصداقة؟ وهل بالفعل يسبب أضرارًا عند الاحتساء الدائم له؟! هذا ما سوف نتعرف عليه في مقالنا فقط تابع.

أهم فوائد شرب المتة

لمشروب المتة فوائد عديدة ومنها:

  • تهدئة الأعصاب، لاحتوائها على مادة “الثيوبرومين” التي تزيد الرغبة في النوم، وتسهم في خفض التوتر.
  • تحتوي المتة على الزنك والمغنيزيوم، بالإضافة إلى فيتامين (ب)، فهي تساعد على الاسترخاء، وتخفف الشعور بالتعب والإجهاد.
  • تخفض نسب الكوليسترول في الدم. بالتالي فهي تقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
  • يوجد في المتة مضادات أكسدة عديدة، مثل مادة “البوليفينول”، وهي المادة المساعدة في مقاومة الالتهابات.
  • تساعد في تقليل الوزن، فهي تؤكسد الدهون، وتعمل على تقليل نسبة الشحوم الثلاثية في الدم. بالإضافة إلى ذلك فهي تكبح الشهية، وتسرّع عمليات الاستقلاب.
  • تحفز الجهاز العصبي المركزي.
  • تفيد في تعزيز الذاكرة والإدراك.
  • حماية الكبد، وتحفيز الهضم.
  • تقوي جهاز المناعة.
  • تقوية الدورة الدموية، وتقليل خطر الإصابة بفقر الدم.
  • تحتوي المتة على نسبة مقبولة من الكافيين. بالتالي فهي تساعد على حماية القلب وتحسن صحته بشكلٍ عام.
  • تقليل فرص الإصابة بهشاشة العظام، بسبب احتواء المتة على مجموعة معادن مهمة ومنها (الكالسيوم، والفوسفور، والحديد، والزنك).
  • تنظيم مستويات السكر في الدم.
  • تشير بعض الدراسات إلى أنّ شرب المتة قد يزيد الرغبة الجنسية لدى بعض الرجال.
  • زيادة نشاط الجسم، ورفع معدلات الطاقة.
  • قد تفيد في الوقاية من السرطان.
  • تقليل خطر الإصابة ببعض الأمراض العصبية مع التقدم في العمر، وذلك عند تناولها بشكلٍ منتظمٍ. على سبيل المثال (داء باركنسون، ومرض الزهايمر، والخرف).

أضرار شرب المتة

على الرغم من وجود الكثير من الفوائد لمشروب المتة، إلاّ أنّها تسبب بعض الأضرار عند تناوله بكمياتٍ كبيرةٍ، لكن تختلف مدى الخطورة من شخصٍ لآخرٍ تبعًا لعواملٍ كثيرةٍ أهمّها العمر والوضع الصحي. وفيما يلي مجموعةٌ من الأضرار الشائعة لمشروب المتة:

  • الأرق في حال تناولها بكمياتٍ كبيرة: كما ذكرنا سابقًا، تحتوي المتة على نسبة معقولة من “الكافيين”، (لكنها أقل من النسبة الموجودة في القهوة)، وهذه المادة تمنع نشاط الجزيئات المحفزة للنوم، وذلك لاحتوائها على “مضاد مستقبلات الأدينوزين”. وبالتالي فهي تكبح الشعور بالنعاس.
  • أضرار في المعدة: إذ لا ينصح بشربها لمن يعاني من مشاكل في المعدة (كالقرحة مثلًا).
  • قد يسبب تناولها بشكلٍ متكررٍ ولفتراتٍ طويلةٍ بعض المشاكل مثل: الشعور بالغثيان والقيء، الصداع، الهياج، الرنين في الأذنين، بالإضافة إلى عدم انتظام ضربات القلب. ومن المؤكد أنّ احتمالية الإصابة بهذه المضاعفات تزداد لدى المدخنين، وشاربي الكحول.
  • لا ينصح بشرب المتة للمرأة الحامل لأن محتوى الكافيين الموجود فيها، سينتقل عبر المشيمة إلى الجنين، ويمكن أن تسبب الجرعات العالية منه حدوث الإجهاض، أو الولادة المبكرة، أو قد يولد الطفل بوزنٍ قليلٍ.

بعض التحذيرات عند شرب المتة

من المحتمل حدوث بعض الآثار الجانبية لشاربي المتة من الفئات التالية:

  • مرضى اضطراب القلق: حيث تسبب الجرعات المتكررة من الكافيين الموجود في المتة تفاقم هذا الاضطراب.
  • المصابون بأمراض القلب: قد تسبب بعض الاضطرابات لمرضى القلب، ويختلف التأثير بحسب الحالة، لذا ينصح باستشارة الطبيب المختص.
  • المصابون بالإسهال: تتفاقم المشكلة لدى المصابين بالإسهال عند تناول المتة بكميات كبيرة.
  • المصابون بمتلازمة القولون العصبي.
  • المصابون بالزرق أو “Glaucoma”: وهو مرض يصيب العين، حيث يؤثر على البصر بسبب ارتفاع مستوى الضغط على العين. ومن المحتمل أنّ كافيين المتة (في حال تكرار تناولها لفتراتٍ طويلةٍ)، يؤدي إلى تفاقم أعراض المرض، لذا ينصح باستشارة الطبيب المختص.
  • المدخنون: يزداد خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطانات لدى المدخنين الذين يتناولون المتة بكميات كبيرة.

التداخلات الدوائية للمتة

يمكن تصنيفها إلى ثلاثة أقسام:

  • التداخلات الدوائية بدرجة كبيرة: تحدث عند تناول المتة مع الأدوية المنشطة، مثل “الأمفيتامين” و”الإفيدرين”، وهذه الأدوية تنشط الجهاز العصبي المركزي، وتسبب عدم انتظام في ضربات القلب. لذلك وبما أنّ المتة تحتوي على الكافيين قد تؤدي إلى حدوث بعض المشاكل أهمّها ارتفارع ضغط الدم.
  • التداخلات الدوائية بدرجة متوسطة: يُستحسن عدم شرب المتة في حال تناول أحد أنواع الأدوية التالية، وينصح باستشارة الطبيب لمنع حدوث أي أضرار:
    • الأدوية الخاصة باختبار إجهاد القلب: مثل “الأدينوزين” و”الديبيريدامول”.
    • المضادات الحيوية: مثل “السيبروفلوكساسين”، و”النورفلوكساسين”.
    • السيميتيدين: هذه المادة تبطئ التخلص من الكافيين، وبالتالي فإنّ تناولها مع المتة سيؤدي إلى ارتفاع مستوى الكافيين في الجسم، الأمر الذي يسبب الصداع، وقد يؤدي إلى تسريع ضربات القلب.
    • الكلوزابين، والديسلفيرام، والإستروجينات، والفلوفوكسامين، والليثيوم، وأدوية الربو، بالإضافة إلى أدوية الاكتئاب.
  • التداخلات الدوائية بدرجة بسيطة: قد تحدث في حال تناول المتة مع أحد الأدوية التالية:
    • حبوب منع الحمل.
    • فلوكونازول.
    • أدوية السكري.

أسطورة متداولة حول مشروب المتة

أول شعب شرب المتة هم ” الغوارانيّون” الذين سكنوا في “الباراغواي”، شمال الأرجنتين حاليًّا، وكان ذلك إيمانًا منهم بأسطورة متوارثة تقول: إنّ آلهة الغيوم والمطر نزلت من السماء إلى الأرض في زيارةٍ مفاجئة لهذه المنطقة، وبينما حاول الفلاحون أن يجدوها، هاجمها فهدٌ، وحاول افتراسها! لكن رجلًا عجوزًا حكيمًا أنقذها وساعدها على النجاة، وما كان من الآلهة إلا أن كافأته بمشروبٍ سُمي “مشروب الصداقة” أي المتة حاليًّا!

وختامًا، إنّ خيرَ المشروباتِ هو ما كان من الأعشاب الطبيعيّة، والنباتاتِ البرية، فقديمًا اعتمد الاستطباب بشكلٍ كبيرٍ على طب الأعشاب، وأظهر نتائجًا مذهلةً في العلاج، وخصوصًا فيما يتعلق بأمراض الكلى، أو الدم، وحتى الرشح والزكام. وهذا ما استطاع مشروب الصداقةِ إثباته، إذ كان وما زال خير صديقٍ لصحةِ شاربهِ.

Scroll to Top