أهمية موقع البحر الأحمر الاستراتيجية جعلته من أهم البحار في العالم.
هذا الشريان المائي العالمي الذي يعتبر حلقة وصل بين العديد من الدول في العالم العربي. إضافةً لما يتمتع به من تاريخٍ حافلٍ وتنوعٍ حيويٍ هائل، كل هذه الخصائص تزيد قلوبنا حبًا وشغفًا لمعرفة المزيد عن هذا البحر، وأهمية موقعه وسبب تسميته وأكثر.
سبب تسميته بالبحر الأحمر
تكثر الأقوال والفرضيات حول أسباب تسميته بهذا الاسم. يُرجع بعض المؤرخون السبب لسمات وخصائص البحر الطبيعية، حيث يحتوي على طحالب وعوالق نباتية لونها قريب من اللون الأحمر. كما أنها تغطي مساحةً كبيرةً منه، وعند الغروب يعطي منظرًا مميزًا وخلابًا ومائلًا للون الأحمر.
يرى البعض الآخر أنه إستمد اسمه من الجبال الحمراء التي تمتد على طول ساحله الغربي. والبعض الآخر يُرجع تسميته لحدوده مع الصحراء المصرية التي كانت تسمى سابقًا بالأرض الحمراء. ومنهم من يقول بأنه نسبةً لقبيلة حمير التي سكنت اليمن وكان ينسب لها.
أُطلق على هذا الممر اسماء عديدة أخرى على مر العصور وهي:
- بحر القلزم.
- بحر مكة.
- خليج العرب.
- بحر التهامى.
- بحر الحبشة.
أهمية موقع البحر الأحمر
يتميز البحر الأحمر بموقعه الجغرافي والاستراتيجي الهام جدًا، فهو يمتد في المنطقة التي تفصل قارة أفريقيا عن قارة آسيا وبشكلٍ خاص شبه الجزيرة العربية.
يمتد مسافة 1,930 كم من السويس بمصر وصولًا إلى مضيق باب المندب الذي يصل خليج عدن مع بحر العرب. وبذلك يكون النقطة الفاصلة بين سواحل مصر، وإريتريا، والسودان غربًا عن سواحل المملكة العربية السعودية، واليمن شرقًا. ويكوّن خليج العقبة وقناة السويس الامتداد الشمالي له.
ويزيده أهميةً بأنه أهم ممر مائي لثلاث قارات (آسيا، وأفريقيا، وأوروبا). ثم أنه حلقة وصل بين ثلاث مناطق إقليمية هامة هي: الشرق الأوسط والقارة الأفريقية والمحيط الهندي ومنطقة الخليج. بالإضافة إلى ذلك تطل عليه ثماني دول هم (المملكة العربية السعودية، ومصر، والسودان، واليمن، والأردن، وجيبوتي، وفلسطين، وإريتريا).
ويزيد أهميته بأنه صلة الوصل بين البحار والمحيطات المفتوحة. إضافةً لأنه الطريق الرئيسي والممر الأساسي لنفط الخليج العربي وإيران وصولًا للأسواق العالمية في أوروبا.
وللبحر الأحمر دورٌ كبيرٌ في التجارة الدولية بين آسيا وأوروبا، فـتمر من خلاله سنويًا أكثر من عشرين ألف سفينة. علاوةً على أنه يختصر المسافة بين الشرق والغرب.
الأهمية الاقتصادية للبحر الأحمر
تتمثّل الأهمية الاقتصاديّة لهذا البحر في التجارة والملاحة، حيث يعتبر من أكثر الممرات المائية استخدامًا وبشكلٍ خاص بعد افتتاح قناة السويس. حيث أنه الطريق الأقرب بين المحيطين الهندي والأطلسي، كما أنه أقصر الطرق بين أوروبا وآسيا.
بالإضافة إلى أهميته في الثروة السمكية، فيوجد فيه أكثر من 1200 نوع من الأسماك المختلفة الأشكال والألوان. علاوةً على ذلك يعد من أغنى مناطق العالم بالثروة المعدنية البحرية، حيث أن اللجنة السعودية السودانية توصلت للتنقيب على المعادن في عام 1970. إضافةً لوجود النفط في قاع البحر، حيث تُستغل ثروات النفط والغاز بدرجات متفاوتة من قبل الدول التي تجاوره. فحصلت شركات عالمية كثيرة على تصريح للتنقيب في المياه الإقليمية لكل من أريتريا واليمن.
وإنّ معظم الثروات البترولية تقع في مصر وبشكل خاص عند إلتقاء خليج السويس بالبحر الأحمر.
تاريخ تكوين البحر الأحمر
يرجع تاريخ تكوين البحر الأحمر لما يقارب 20-30 مليون سنة، حيث تشكّل من مياه المحيط الهادي. وتتصف مياهه بملوحتها الشديدة وتعتبر من أكثر المياه ملوحة في الأرض، يرجع السبب لعدم وجود أنهار تصبُّ فيه.
السياحة في البحر الأحمر
يعد البحر الأحمر مقصدًا للكثير من السياح من جميع أنحاء العالم، فإنه يعد وجهة سياحية هامة ومميزة للغوص. حيث أنه يتميز بمناطق الغوص الخلابة التي توجد في أعماقه، وكما يطلق عليها السياح بأنها جنة لايعرفها سوى السياح المحترفين في ارتياد الأعماق، ومن أشهر المناطق الجزيرة الصخرية ورأس محمد.
بناءً على ذلك أنشئت منتجعات سياحية كثيرة ومشهورة على سواحله مثل:
- الجونة، والغردقة، وسفاجا على الشاطئ الغربي للبحر الأحمر.
- شرم الشيخ، ودهب، وطابا في مصر.
- منطقة العقبة في الأردن.
- منطقة إيلات في فلسطين.
مع الأسف أغلق الشاطئ الموجود في شرم الشيخ أمام السباحين عام 2010، ويعود السبب للهجمات المستمرة لأسماك القرش. حيث أعاد العلماء الأسباب المحتملة لهجمات القرش وهي:
- الصيد االجائر
- رمي السفن الكبيرة للمماشية الميتة في البحر.
- ضيق البحر وعمقه الكبير.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، الذي تعرفنا من خلاله على أهمية موقع البحر الأحمر وسبب تسميته بهذا الاسم بالإضافة إلى الأهمية الاقتصادية له.