ألم العضلات الروماتزمي ويشار إليه أحيانًا باسم (PMR)، هو
موضوع مقالتنا لهذا اليوم. يبلغ متوسط العمر عند بدء الأعراض 70 عام تقريبًا، لذلك قد يكون الأشخاص الذين يعانون من PMR في الثمانينيات من العمر أو حتى أكبر. يسبب هذا الاضطراب آلامًا في العضلات وتيبسًا في الرقبة والكتف والورك أحيانًا. بينما تكون بقية الأعراض متنوعة ومختلفة الشدة بين جميع المرضى المصابين به. تقل أعراض عادة بعد عدة أيام من العلاج الفعال، بينما قد تستغرق سنوات عديدة حتى تختفي من تلقاء نفسها دون علاج. يعتبر هذا المرض شائعًا بشكل أكبر عند النساء من الرجال، كما يكثر عند أصحاب البشرة البيضاء عادة، لكنه يمكن أن يصيب جميع الأجناس بالPMR. سنعرض في مقالنا الطبي اليوم معلومات مميزة عن ألم العضلات الروماتزمي. كما سنوضح لكم طريقة التشخيص والعلاج المناسبة للمرض.
أسباب ألم العضلات الروماتزمي
إن السبب الدقيق ألم العضلات الروماتيزمي غير معروف تمامًا. ولكن انتشاره بشكل كبير بين الأوروبيين الشماليين، جعل العلماء يفكرون بوجود استعداد وراثي للمرض. كما من الممكن أن تؤدي الطريقة التي يستجيب بها الجهاز المناعي لبعض الفيروسات إلى حدوث المرض، أو قد يكون ناتجًا عن مجموعة من العوامل الوراثية والبيئية.
كما إن تقدم الإنسان بالعمر يزيد فرصة الإصابة بالمرض (خاصة عمر 50 سنة وما فوق). مع العلم أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة بمرتين إلى ثلاث مرات من الرجال. ويمكن أن يرتبط PMR بحالة أخرى تسمى (التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة أو التهاب الشرايين الصدغي).
أعراض ألم العضلات الروماتزمي
عادة يتطور PMR تدريجيًا عند معظم الناس، على الرغم من أن البعض يمكن أن تظهر لديه الأعراض بسرعة كبيرة. غالبًا تسوء الحالة في الصباح الباكر وخلال فترات عدم النشاط الطويلة. كما يمكن أن يؤدي الألم والتصلب إلى عدم استخدام بعض أجزاء الجسم، وبالتالي ضعف العضلات وضمورها مع مرور الزمن. سيعاني معظم الأشخاص الذين يعانون من PMR من ألم وتيبس في اثنين على الأقل من الأماكن التالية:
- الرقبة.
- الخاصرتين.
- الفخذين.
- الورك.
- الذراعين والكتفين.
قد يستمر الشعور بالتيبس مدة أربعة أسابيع على الأقل، وتكون الحالة المرضية عادة مصحوبة بالأعراض التالية:
- تعب ووهن.
- حمى.
- ضعف الشهية.
- فقدان الوزن.
من الممكن أن يترافق ال PMR أيضًا مع حالة خطيرة أخرى تسمى (التهاب الشرايين ذو الخلايا العملاقة، والمعروف أيضًا بالتهاب الشرايين الصدغي). تتميز بوجود تغيرات في الرؤية وألم في الفك عند تناول الطعام.
تشخيص مرض ألم العضلات الروماتزمي
قد يكون من الصعب تشخيص ألم العضلات الروماتيزمي على أي طبيب عام، لذلك تحتاج الحالة إلى خبرة أخصائي روماتيزم في أمراض المفاصل والعضلات والعظام. ومن جهة أخرى لا يوجد اختبار محدد لتشخيص ألم العضلات الروماتيزمي. لذا قد يعتمد الطبيب في تشخيص ال PMR على التاريخ الطبي للمريض، والعلامات والأعراض السريرية، والفحص البدني الكامل له. أضف إلى ذلك قد يطلب الطبيب أيضًا إجراء مجموعة من اختبارات الدم لتحديد المستويات المرتفعة لعلامات الالتهاب أو لاستبعاد الأنواع الأخرى من التهاب المفاصل. على سبيل المثال، يمكن إجراء احتبار معدل ترسيب كرات الدم الحمراء، ويسمى أيضًا (معدل الترسيب)، بالإضافة لاختبار آخر هو بروتين سي التفاعلي أو CRP. قد يكون كلا الاختبارين مرتفعين للغاية في ال PMR، لكن قد تكون النسبة طبيعية أو عالية قليلاً لدى بعض المرضى. هناك أشكال أخرى من فحوصات التصوير التي قد يطلبها طبيب الروماتيزم أحيانًا لاستبعاد الحالات الأخرة، وتشمل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
معايير تشخيص مرض ألم العضلات الروماتزمي
فمن المحتمل أن يقوم الطبيب بتشخيص ألم العضلات الروماتيزمي، إذا كان عمر المريض يزيد عن 50 سنة ولديه الأعراض والعلامات التالية:
- العمر 50 سنة أو أكثر.
- ألم جديد في الكتف أو الرقبة أو الورك أو الفخذ (على جانبي الجسم)، والذي قد يستمر لمدة أسبوعين على الأقل.
- ألم وتيبس في عضلات الكتفين أو الوركين أو الفخذين في الصباح الباكر، ويستمر لمدة 30 دقيقة على الأقل.
- لا يوجد دليل على التهاب المفاصل الروماتويدي، مثل تورم المفاصل (انتفاخ في المفاصل الصغيرة في اليدين والقدمين)، أو اختبارات الدم الإيجابية (على سبيل المثال، عامل الروماتويد أو الأجسام المضادة لـ CCP).
- تتحسن الأعراض بسرعة بعد البدء بالخطة العلاجية واستخدام الكورتيكوستيروئيدات.
علاج ألم العضلات الروماتزمي
يركز علاج PMR على تقليل الألم والالتهاب وتخفيف التصلب والألم والتعب والحمى. يشمل العلاج الأدوية المضادة للالتهابات وممارسة الرياضة، ومنها:
- الكورتيكوستيروئيدات (الستيروئيدات القشرية): تؤخذ عن طريق الفم، وتعتبر خط العلاج الأول هنا. حيث تعتبر الكورتيكوستيروئيدات من الأدوية القوية المضادة للالتهابات. ومن أهم الأمثلة على هذا الصنف هو (البريدنيزون). لهذا الدواء القدرة على الحد بشكل كبير من المظاهر الالتهابية. وعادة يستجيب الألم بسرعة للجرعات المنخفضة من الدواء، ومع ذلك قد يحتاج المرضى إلى فترة علاج تقدر بعدة أشهر وسنوات.
- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية (NSAIDs): عادة تعالج الحالات الخفيفة من ال PMR بهذا النوع من العقاقير. ومن الأدوية المستخدمة فيها لدينا (الأيبوبروفين والنابروكسين).
- الميتوتريكسات: من العوامل المثبطة للمناعة بالجرعات المنخفضة. آلية عملها غير معروفة تمامًا، لكنها تعمل على علاج الاضطرابات الالتهابية عن طريق تخفيف أعراض الالتهاب (مثل الألم والتورم والتصلب).
- الرياضة: يلعب كل من التمرين والراحة أدوارًا مهمة في علاج PMR. حيث أن التمرين المنتظم ضروري للحفاظ على مرونة المفاصل وقوة العضلات ووظيفتها. على سبيل المثال، لدينا مجموعة من التمارين المفيدة في هذه الحالة (كالمشي وركوب دراجة ثابتة وممارسة الرياضة في المسبح). كما أن الراحة ضرورية أيضًا لتمنح الجسم وقتًا للراحة والتعافي من التمارين والأنشطة الأخرى.
علاقة ألم العضلات الروماتزمي مع مرض التهاب الشريان الصدغي
ترتفع نسبة الإصابة بالتهاب الشرايين ذي الخلايا العملاقة (GCA)، أو ما يسمى بالتهاب الشريان الصدغي، مع وجود مرض ألم العضلات الروماتزمي. يحتاج هذا المرض إلى علاج عاجل لأنه من الممكن أن يسبب فقدان البصر بشكل دائم أو الإصابة بسكتة دماغية. وتتضمن الأعراض الشائعة لالتهاب الشرايين الصدغي ما يلي:
- صداع شديد وآلام في عضلات الرأس والفروة.
- ألم في الفك أو اللسان أو جانب الوجه عند المضغ.
- عدم وضوح الرؤية أو ازدواجها.
- حمى وأعراض شبيهة بالإنفلونزا.
- فقدان الوزن.
لا تهمل جسدك وتتجاهل الأعراض المتكررة لديك. لذلك لا بد من مراقبة وضعك الصحي بشكل دوري واتباع النصائح الطبية المتعلقة بتغيير نمط حياتك.