أأنتَ عداءٌ رياضي أو لاعب كرة قدم أو سلة؟ أتعاني من آلام شديدة في الركبة؟ ترى ما هي أهم أسباب ألم الركبة؟ وكيف يمكن أن نعالجها؟
يعتبر ألم الركبة من الشكاوى الصحية العامة التي تصيب الأشخاص في جميع الأعمار. وتتنوع أسبابها، فأحيانًا قد يحدث الألم نتيجة تمزق في الغضاريف. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن يؤدي تمزق الأربطة إلى حدوث آلام شديدة في منطقة الركبة.
من ناحية أخرى لا تعتبر جميع أنواع إصابات الركبة خطيرةً، وفي أغلب الأحيان يمكن أن تعالج منزليًّا باستخدام الأدوية المسكنة. لكن هناك أنواع معينة من إصابات الركبة التي لا يمكن أن يفيد فيها العلاج بالمسكنات، وقد يحتاج المريض أحيانًا إلى إجراء جراحة لترميم العطل. وأغلب المصابين بهذا النوع من الإصابات هم الرياضيون والذين يمارسون مهن شاقة كأعمال البناء مثلًا.
في هذا المقال سنتعرف بالتفصيل على أهم أسباب ألم ركبة، وما هي طرق علاجها، وكيف يمكن الوقاية من الإصابة بها.
أسباب ألم الركبة
يوجد الكثير من الأسباب المحتملة لآلام الركبة ومنها:
- تعرض الرباط الصليبي الأمامي لإصابة مفاجئة: تكثر هذه الحالة لدى الرياضيين (كلاعبي كرة السلة وكرة القدم مثلًا).
- تعرض الركبة لكسر: إذ من الممكن أن تتعرض عظام الركبة للكسور، بما في ذلك الرضفة، أثناء حادث سيارة مثلًا. أو أحيانًا يتعرض الأشخاص المصابون بهشاشة العظام إلى كسور في الركبة فور البدء بأي حركة خاطئة.
- تمزق في الغضروف الهلالي: وهو رباط مطاطي متين، يتمتع بقدرة على امتصاص الصدمات القوية التي تصيب عظمة الساق وعظمة الفخذ. ويحدث التمزق عند تعرضه للالتواء بشكل خاطئ أثناء حمل وزن ما.
- التهابات جراب الركبة: وهو كيس صغير بداخله سائل يحمي القسم الخارجي من مفصل الركبة، إذ يسهل إنزلاق الأوتار والأربطة على المفصل.
- التهاب الوتر الرضفي: الأوتار هي نسج ليفية سميكة تربط بين العظم والعضلات. ويحدث الألم بسبب التهيج المرافق للالتهاب. وأكثر المصابين به هم العدّاؤون، وراكبو الدراجات الهوائية، والمتزلجون.
- خلع الرضفة: نتيجة انزلاق العظم المثلثي عن موضعه، الأمر الذي يسبب آلامًا كبيرة في الركبة.
علاج آلام الركبة
تختلف العلاجات تبعًا للسبب الكامن وراء آلام الركبة. ويمكن تقسيمها إلى 3 أصناف:
- الأدوية: يمكن للطبيب أن يصف أدويةً لتخفيف الألم وعلاج بعض الحالات الالتهابية (التهاب المفاصل الروماتويدي أو النقّرس).
- الحقن: يقترح الطبيب أحيانًا أخذ الأدوية على شكل حقن تحقن مباشرةً في المفصل. على سبيل المثال:
- حمض الهيالورونيك: وهو سائل لزج سميك يشبه السائل الذي يملأ الغضاريف، وقد تؤثر حقنة واحدة منه في تحسين الحركة وتخفيف الآلام بحيث تستمر الراحة لما يقارب ستة أشهر.
- حقن بلازما الغنية بالصفائح الدموية: هذا النوع من الحقن يحتوي على تراكيز عالية من عوامل النمو والتي تقلل خطر الإصابة بالالتهابات ويمكن أن تساعد على الشفاء.
- الجراحة: توجد بعض الإصابات التي تتطلب جراحةً وأحيانًا قد لا يكون من الضروري إجراء العملية مباشرةً، وتشمل الجراحة ما يلي:
الجراحة بمنظار المفصل: وفقًا للإصابة التي يتعرض لها المريض، يمكن للطبيب أن يفحص المفصل ويعمل على ترميمه، حيث يستخدم كاميرا تعمل بالألياف الضوئية بالإضافة إلى أدوات خاصة طويلة ورفيعة يدخلها الطبيب داخل شقوق معينة يجريها في الركبة.
جراحة الاستبدال الجزئي للركبة: حيث يستبدل الطبيب الجزء التالف فقط من الركبة بأجزاء بلاستيكية ومعدنية خاصّة.
استبدال الركبة بالكامل: حيث يستبدل الجراح كل العظام والغضاريف التالفة بمفصل اصطناعي مصنوع إما من البلاستيك أو المعدن بالإضافة إلى بوليميرات عالية الجودة.
- عملية قطع العظم: في هذا الإجراء يزيل الطبيب جزءًا صغيرًا من عظم الفخذ أو عظم الساق وذلك لتحسين حركة الركبة.
عوامل تزيد خطر الإصابة بآلام الركبة
هناك العديد من الأسباب التي يمكن أن تزيد من احتمال الإصابة بآلام الركبة وهي:
- زيادة الوزن: تؤدي السمنة إلى زيادة الضغط على الركبتين وخصوصًا عند المشي أو صعود الدرج وهبوطه، كما أنّها تزيد من احتمال الإصابة “بالتهاب المفصل العظمي”، نتيجة تعرض الغضروف المفصلي للكسر.
- ضعف قوة العضلات أو انخفاض مرونتها: إذ إنّ العضلات الضعيفة تزيد من احتمالية إصابة الركبة بمشاكل عديدة، بينما تتمتع العضلات القوية بقدرة على تثبيت المفاصل وحمايتها.
بعض أنواع الرياضات أو مهن معينة: كالتزلج على الجبال بأحذية التزلج الصلبة، أو رياضة كرة السلة التي تحتاج إلى نوع من المراوغة وقفزات مفاجئة. أيضًا يمكن أن يسبب الجري أو الركض المتكرر ضغطًا على الركبتين. كما أنّ العمل في مجال البناء أو الزراعة يمكن أن يُعرض الركبة لإصابات متنوعة.
- التعرض لإصابة سابقة قديمة: يمكن أن يؤثر على الركبة في حال حدوث أي حركة خاطئة.
الوقاية من الإصابة بآلام الركبة
- حاول التخلص من السمنة والوزن الزائد لأنّ الاحتفاظ بالوزن الصحي يعتبر الحل الأمثل لحماية المفاصل وتخفيف العبء عليها.
- حافظ على اللياقة البدنية لجسدك من خلال ممارسة تمارين رياضيّة بشكلٍ منتظمٍ، إذ إن هذا الإجراء يحفز العضلات على تحمل المجهود البدني.
- ابتعد عن إجراء حركاتٍ غير ملائمة ولا تجهد نفسك في حال كنت تعمل في مهن تحتاج إلى الوقوف لوقتٍ طويلٍ.
مضاعفات آلام الركبة
بشكلٍ عامٍ لا تعتبر جميع أنواع آلام الركبة خطيرةً، لكن هناك حالات مثل هشاشة العظام تؤدي إلى زيادة الآلام ويمكن أن تسبب عجزًا في المفاصل في حال أُهملت وبقيت دون علاج، ففي مثل هذه الحالة إذا تعرضت الركبة لإصابةٍ طفيفةٍ، قد يرجح عدم القدرة على الحركة كالسابق.
وختامًا، إنّ الآلام الناجمة عن الإصابات والمشاكل العظمية كثيرة ومتنوعة، ويمكن أن تتفاقم أحيانًا حتى يصبح المريض غير قادر على الحركة أو ممارسة أي نشاطات اعتيادية، وأصعب أنواع هذه الآلام هو ما يتمركز في الركبة فيؤثر على القدم والساق. لذلك ننصح بالانتباه إلى سلامة العظام، باتباع نظام غذائي صحي متنوع، يحتوي على جميع العناصر الغذائية التي تحتاجها العظام وأهمّها الكالسيوم، وممارسة التمارين الرياضية المناسبة وبطريقة حذرة وصحيحة لتجنب حدوث أي إصابة للعظم.