من هو ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock. أحد أساطير الإبداع ممن نجحوا في تحويل الفن من المسرح إلى الشاشة بعدستهم الذهبية، موسيقارٌ من زمن جميل أطرب العالم بألحانه المرئية، رسامٌ استبدل فرشاته بكاميرته وصبغ عليها ألوان من التميز، فصنع لنا لوحات سينمائية مزجت بين الجمال والمهارة، مبدعٌ أغنى عالم السينما بتحفه الفنية، وراح يجول في هوليود ساحرًا جمهوره بروعة نتاجه، من مدينة الضباب شاع بريقه إلى مدينة السينما والأفلام زاد توهّجًا وأَلَقًا فاستحق لقب شكسبير السينما العالمية. إنه المخرج العظيم ألفريد هيتشكوك Alfred Hithcock عرّاب الإخراج الفني وأهم أعمدة الإنتاج السينمائي في العالم موضوع مقالنا لهذا اليوم. لكن من هو ألفريد هيتشكوك؟ وماهي سيرته الذاتية؟ للإجابة عن هذه التساؤلات تابع معنا عزيزي القارئ مقالنا هذا على موقع كيف. حيث سنتعرف على ألفريد هيتشكوك أحد أشهر صنّاع السينما في العالم. وسنتكلم عن مسيرته المهنية وحياته الشخصية، وأهم إنجازاته.
من هو ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock
ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock هو مخرج ومنتج أفلام سينمائي إنكليزي من مواليد 13 آب عام 1899 في مدينة لندن. ويعتبر هيتشكوك أيقونة في عالم الإخراج والإنتاج السينمائي، وأحد عمالقة صنّاع السينما في العالم. أسس ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock هيكلية جديدة في التصوير والإخراج. حيث عمل على تصوير انطباع الشخصية في الفيلم بطريقة مبتكرة، وتحريك الكاميرا حسب نظر الشخص، وتأطير اللقطات في إطار يضيف كل التشويق والإثارة. بما يجذب المشاهد بكامل حواسه لمتابعة المشهد. بأسلوبه المميز الذي ابتدعه في الإخراج، ظهر كمدرسة في التصوير وظاهرة كبرى في عالم الإخراج والإنتاج. قدم العديد من الأفلام المميزة والمثيرة بمواضيعها المختلفة التي صوّر فيها مشاهد العنف والجريمة والسرقة. بالإضافة إلى ذلك ركّز على الجوانب النفسية والتحليل النفسي والإيماءات الجنسية، بأسلوب فريد وكاميرته الخاطفة وخدعه البصرية. عمل هيتشكوك على محاكاة حس المشاهد في جو من الغموض والتشويق. وبالتالي عرف ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock بكونه سيّد الإنتاج والإخراج والتشويق في عالم السينما.
حقق ألفريد هيتشكوك نجاحًا باهرًا في السينما البريطانية بما قدمه من أعمال فنية صامتة وصوتية تصويرية لفتت نظر العالم إلى إبداعه. وفي عام 1939 انتقل ألفريد هيتشكوك إلى هوليود وبدأ مسيرة جديدة من التألق. وصنع أرشيفًا من ذهب بما قدمه من تحف سينمائية خالدة حقق من خلالها العديد من الجوائز والإنجازات.
بدايات ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock
بدأ ألفريد هيتشكوك حياته العملية في عام 1919 في لندن، وذلك ضمن مجال الأفلام الصامتة، ومن هنا كان قد صقل موهبته في المونتاج والتأليف. بعد ذلك عمل هيتشكوك على تصميم العناوين للأفلام الصامتة في استوديوهات إيسلنجتون. وبدأ العمل كمساعد مخرج في عام 1922، وظهرت له لمسات واضحة في التصوير والإخراج. وفي عام 1925 قدم فيلمه الأول “حديقة المسرات” والذي تم تصويره في ألمانيا. وسطع نجم ألفريد هيتشكوك. في عام 1927 من خلال فيلمه “النزيل” “The Lodger” الذي برز فيه إبداعه. بعد ذلك في عام 1934 قدم ألفريد هيتشكوك فيلمه المشوّق The Man Who Knew Too Much الذي استقطب أنظار المشاهدين. بالإضافة إلى ذلك قدم فيلم الإثارة والروعة ” The 39 Steps “، وخطف قلوب محبيه حول العالم.
بعد ذلك انتقل ألفريد هيتشكوك في عام 1939 إلى هوليود، وهناك قدم فيلمه الأول Rebecca والذي حمل اسمه إلى حفل الأوسكار، حيث ترشح لجائزة أفضل مخرج. وتوالت بعد ذلك أعماله السينمائية التي صاغ من خلالها اسمه بأحرف من ذهب في كتاب الإبداع، وتربع على عرش عظماء الإخراج والإنتاج السينمائي حول العالم.
حياة ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock المهنية
كان الخوف هو البطل الرئيسي لأي فيلم في سينما أفلام ألفريد هيتشكوك، صنع الرعب شهرته إلى درجة أن صورته واقفًا إلى جانب الكثير من الشقراوات المذعورات خوفًا والرجال المحنكين بأشكالهم المرعبة، تنافس أعظم أبطال الأفلام شهرة. ويتجلى الخوف في أعمال هيتشكوك، لابسًا آلاف الأقنعة.
وعمل ألفريد هيتشكوك في عام 1922 كمساعد مخرج في بداية مسيرته المهنية في عالم الإخراج والإنتاج السينمائي. وفي عالم الإخراج كان الظهور الأول لألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock بفيلم “حديقة المسرات”. وفي كل أعماله اعتمد هيتشكوك على رسم لوحاته السينمائية بألوان تجمع بين الإثارة والتشويق والرعب والمتعة. حقق فيلمه The Lodger الذي صدر في عام 1927 نجاحًا ملحوظًا. وظهر ألفريد هيتشكوك كنجم متألق في سماء الفن السينمائي.
في عام 1930 برز السيد ألفريد هيتشكوك كأحد أفضل المخرجين في بريطانيا. وفي هوليود قدم ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock فيلمه الأول Rebecca وترشح به لجائزة الأوسكار. كما قدم هيتشكوك فيلمه الرائع “Notorious” “سيء السمعة” في عام 1946. والذي ركز فيه على التفاصيل المشوّقة التي جذبت الجمهور حول العالم. بعد ذلك في عام 1954 قدم ألفريد هيتشكوك تحفته السينمائية الخالدة “Rear Window” “النافذة الخلفية” الذي حفر في أذهان محبيه وعلمهم فيه عاقبة التلصص على الجيران.
ومن أعماله الفريدة الأخرى فيلم “الدوار” “Vertigo” الذي صدر عام 1958 والذي يدور حول الخوف من المرتفعات، ثم قدم هيتشكوك فيلم “نفوس معقدة” “Psycho” عام 1960 والذي كان قمة في التشويق ولإثارة، حيث قُتلت البطلة في الجزء الأول من الفيلم على غير العادة التي تسير وفقها سائر الأفلام. بالإضافة إلى ذلك وضع المخرج العبقري ألفريد هيتشكوك حجر الأساس في تصوير أفلام المسوخ من خلال فيلمه “الطيور” 1963 “The Birds”. ومن أفلامه الأخرى التي لاقت رواجًا حول العالم: فيلم “خلف الستار الحديدي” وفيلم “الشمال من الشمال الغربي” وكذلك فيلم “توباز” وفيلم “جنون”. في عام 1976 قدم ألفريد هيتشكوك فيلمه الأخير “مؤامرة عائلية” “Family Plot” وكان ختامًا لسجله الفني المرصّع بالنجوم.
حياة ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock الشخصية
ولد ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock عام 1899 في لندن، في كنف عائلته الكاثوليكية الملتزمة، كما حظي بمعاملة قاسية من قبل والديه، فكانت طفولته تتسم بالوحدة والشدّة، وانعكس تأثير ذلك لاحقًا في أفلامه. لنجد الخوف هو رفيق ألفريد منذ طفولته الصارمة المليئة بالأوامر والموانع، وهو يصحبنا معه من خلال أفلامه طواعية في رحلة داخل عقله الباطن ليسرد أحداثًا استحقت أن تُرفع لها القبعة.
درس هيتشكوك في المدرسة اليسوعية الكلاسيكية، ثم التحق بعد ذلك بجامعة لندن للفنون وهناك تعلّم الرسم والتصميم. عمل ألفريد هيتشكوك لفترة وجيزة في مجال الهندسة، ثم انضم إلى عالم السينما عام 1920. تزوّج ألفريد هيتشكوك من ألما ريفيه عام 1926 وأنجب منها فتاة، وكانت زوجته ساعده الأيمن في الكثير من الأعمال.
جوائز ألفريد هيتشكوك
قدم ألفريد هيتشكوك خلال مشواره المهني الكثير من التحف السينمائية الخالدة، وحصل خلال مسيرته الفنية المتألقة على العديد من الجوائز منها:
- جائزتي غولدن غلوب.
- جوائز لوريال ثمان مرات.
- رُشّح لجائزة الأوسكار خمس مرات كأفضل مخرج.
- كما رُشّح لإحدى عشر مرة لجوائز الأوسكار عن أعماله.
- حقق فيلمه Rebecca جائزة الأوسكار.
- حصل على لقب فارس من نقابة الإمبراطورية البريطانية الملكية عالية الامتياز.
وفاة ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock
توفي ألفريد هيتشكوك في التاسع والعشرين من نيسان عام 1980 في ولاية كاليفورنيا، عن عمر ناهز الثمانين عاماً، متأثرًا بمرضه الكلوي المزمن. وبذلك ترجّل الفارس عن صهوة جواده، ورحل عن عالمنا بعد مسيرة ذهبية حافلة بالإنجازات قام خلالها بإخراج وتأليف قرابة الخمسين فيلم.
وهنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا، حيث تحدثنا عن السيرة الذاتية للمخرج العظيم ألفريد هيتشكوك Alfred Hitchcock الذي برز كمدرسة سينمائية بعبقريّته الإخراجية وأسلوبه التصويري المبدع، ونهض بالأعمال السينمائية إلى ذروة التألق والازدهار.