من منا لم يمر طيلة حياته بحالة تسرعٍ في نبضات القلب وارتعاش اليدين نتيجة الشعور بالخوف. ولكن تتفاوت نسبة الخوف من شخصٍ لآخرٍ ومن موقفٍ لآخرٍ أيضًا. وفي الواقع توجد حدود طبيعية لتلك المشاعر يجب ألا يتخطاها الإنسان حفاظًا على صحته. ومع ذلك فإن أي شخصٍ معرض لأن يفقد السيطرة على خوفه، حينها سيكون قد وصل لمرحلة الهلع. لكن لا تقلق يا عزيزي القارئ فالأمر ليس بهذه الخطورة، لهذا السبب عليك بقراءة مقالنا الذي سفيدك جدًا في هذا الموضوع. حيث ستتعرف على أعراض نوبات الهلع الجسدية وطرق الوقاية منها.
ما هي نوبة الهلع الجسدية
هي عبارةٌ عن تعرض الشخص لحالةٍ من الشعور الشديد بالخوف، والتي تأتي بشكلٍ مفاجئٍ دون سابق إنذار دون وجود أي خطرٍ على حياته. وعادةً ما يفقد المصاب بنوبة الهلع السيطرة على نفسه، نتيجة تفكيره بأنه يتعرض لنوبةٍ قلبيةٍ ستنهي حياته. وقد صرّحت أغلب الدراسات التي أجريت على هذا الموضوع، بأنه ليس من الضرورة أن يصاب الإنسان بالهلع ومع ذلك فالحد الطبيعي لحدوث النوبات هو مرة أو مرتين طيلة حياته.
وعندما يزيد عدد النوبات بشكلٍ متكررٍ في نفس الفترة، سيشخص الطب إصابة الإنسان بما يسمى مرض اضطرابات الهلع. وهذا الأمر يستدعي مراقبة طبية تتابع الحالة عنده.
أعراض نوبات الهلع الجسدية
يجب أن يتعرف الجميع على الأعراض التي تحدث في الجسد نتيجة الإصابة بنوبة الهلع. وذلك ليستطيع التعامل مع الأمر، ومحاولة تهدئة نفسه، والتخفيف من حدة الحالة. والتي عادةً ما تكون مدتها عدة دقائق لا أكثر. وتتمثل الأعراض بما يلي:
- حدوث الشعور بالخطر الشديد والوصول للموت.
- مشاعر الخوف من الموت وعدم التمكن من السيطرة على الجسد.
- زيادة عدد ضربات القلب بشكلٍ كبير.
- ارتعاش اليدين والقدمين وتعرقهما.
- الإصابة بضيق النفس مع الإحساس بوجود شيءٍ ما في الحلق.
- حدوث القشعريرة مع الشعور بهباتٍ ساخنة.
- الإحساس بالتقلصات والتشنجات في منطقة البطن.
- الآلام الصدرية.
- الصداع الشديد مع الإحساس بالدوار، كما يمكن الوصول لحالة الإغماء.
- تخدر الأطراف.
- الإصابة بحالةٍ من عدم الاتزان والانفصال عن الواقع.
ولكن يجب معرفة أن نوبة الهلع قد لا تأتي مترافقةً مع جميع الأعراض المذكورة في الوقت ذاته، إنما تحدث بنسبٍ متفاوتة.
طرق الوقاية من نوبات الهلع الجسدية
على الرغم من عدم وجود ما يمنع تعرض الإنسان لنوبة الهلع، إلّا أنه يستطيع اتباع عاداتٍ قد تجنبه الوصول لتلك الحالة. وتعتبر هذه العادات كطريقةٍ للوقاية من الهلع، وهي:
- يجب العمل على تخفيف التوتر والقلق المستمر من خلال ممارسة الأنشطة الجسدية.
- تجنب الإرهاق وتحمل الأعباء الزائدة في العمل.
- محاولة تطبيق نظام علاجي معين من الطبيب بعد التعرض للهلع، للوقاية من عودته قدر المستطاع.
أسباب الإصابة بالهلع الجسدي
حتى الآن لم يتمكن الطب من الوصول للأسباب التي تؤدي لنوبات الهلع، ولكنه يرجح وجود بعض الأمور التي قد تلعب دورًا في زيادة حدوث النوبات. ومنها ما يلي:
- من الممكن أن تكون الوراثة سببًا في حدوث الهلع.
- تعرض الإنسان لضغوطٍ كبيرةٍ تفوق طاقة تحمله.
- أن يكون الإنسان ذو طبعٍ حساسٍ ومزاجي، بالإضافة للتوتر الدائم.
- حدوث بعض التغييرات في كيميائية الدماغ، وبالتالي الخلل في عمل بعض أجزاءه.
- التعرض لمواقف تسبب صدمةً نفسيةً قوية كالتحرش الجنسي.
- الإكثار من تناول مادة الكافيين التي تزيد من نشاط الجسم وتحرمه من الراحة.
الإسعافات الأولية لنوبات الهلع الجسدية
من الأفضل لكل شخصٍ أن يتعلم التعليمات التي يجب تنفيذها عند الإصابة بنوبات الهلع أو حتى عند الإحساس بقربها. حيث أن هذه التعليمات تأتي بمثابة إسعافاتٍ أوليةٍ للسيطرة على النوبة، ومنها:
- التنفس بشكلٍ عميق: يؤدي أخذ النفس بعمقٍ وهدوء إلى إمكانية التحكم بالجسد، وتجنب حدوث تسرع ضربات القلب، وبالتالي عدم الشعور بضيق التنفس.
- الإدراك: أي يجب على الشخص استيعاب أن ما يحصل له ما هو إلا نوبة هلعٍ بسيطةٍ لن تسبب له الأذى، وليست نوبةً قلبية أو مرضًا خطيرًا يؤدي للموت.
- إغلاق العين: حيث تسبب رؤية بعض الأمور المخيفة للشخص مزيدًا من التوتر وبالتالي زيادة الهلع، لذلك يفضل في تلك الحالة إغلاق العينين.
- التخيل المُفرح: فقد يساعد تخيل المصاب لأشياء والأماكن الجميلة والمريحة في تهدئته، ومن الضروري أثناء التخيل التدقيق في التفاصيل جميعها. هذا الأمر يُلهي المصاب عن التفكير فيما يتعرض له جسده، وبالتالي تخفيف الأعراض.
- التمارين الرياضية البسيطة: تعمل الرياضة على زيادة الإندروفين في الجسم، وبالتالي تحسين المزاج وتخفيف التوتر. ومن التمارين البسيطة المشي أو السباحة.
وفي الختام لابد من التنويه إلى ضرورة مراجعة الطبيب والاطمئنان على صحة الجسم، نظرًا لتشابه أعراض النوبات القلبية ونوبات الهلع.