من المؤكد أن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يجنب ظهور أعراض نقص فيتامين B12 بشكل خاص، كما يؤمن حاجات الجسم الأساسية من الفيتامينات وغيرها من العناصر الغذائية المهمة. وينصح الأطباء وأخصائيو التغذية عدم اتباع نظام غذائي أو حمية لتخفيف الوزن بشكل عشوائي، دون الحصول على الاستشارة الغذائية الصحيحة. نظرًا لكون حاجات الجسم الأساسية من الفيتامينات والمغذيات كافةً لا يمكن حصرها بنمط غذائي معين، أو بالاقتصار على طعام معين دون الآخر. فإن هذا من شأنه أن يحرم الجسم من حاجياته الغذائية، كما أنه يعرضه لمشاكل صحية عديدة ناتجة عن الأعواز الغذائية ونقص الفيتامينات. لنتعرف معًا في مقالنا هذا على أحد أهم العناصر الغذائية التي يحتاجها الجسم، فيتامين B12، إضافةً إلى أهم مصادره، ومخاطر نقصه، والعلاج الأفضل لهذا النقص.
حاجة الجسم من فيتامين B12
تقدر حاجة الجسم اليومية من فيتامين B12 حوالي 3 ميكروغرام يوميًا. يمكن الحصول عليها من مصادر عديدة. على عكس معظم الفيتامينات الأخرى، تخزن كميةً كبيرةً من فيتامين B12 بشكل أساسي في الكبد حتى يحتاجها الجسم، وتستمر الإمدادات عادةً مدة 3 إلى 5 سنوات قبل أن تظهر أعراض نقص فيتامين B12.
ويحتاج الجسم فيتامين B12 لعمليات مختلفة، على سبيل المثال لوظيفة الأعصاب وانقسام الخلايا وتكوين الدم. لذلك فإن نقص فيتامين B12 تؤثر على العينين وكذلك الشعر والأعصاب والعضلات.
أعراض نقص فيتامين B12
نظرًا لفوائد فيتامين B12العديدة في الحفاظ على صحة الأعصاب، ووظائف الدماغ الطبيعية، كما في إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتكوين الحمض النووي. ويؤثر نقص الفيتامين بشكل كبير على الجسم ومختلف الوظائف التي يقوم بها.
ويظهر على المرضى المصابين بعوز فيتامين B12 العديد من الأعراض المميزة، كما تعتبر الأعراض العصبية أكثر الأعراض التي تميز نقص هذا الفيتامين. ومن أهم الأعراض:
- تساقط الشعر.
- ضعف الذاكرة.
- المزاج الاكتئابي.
- فقر الدم والشحوب.
- اضطرابات الحسية العميقة و الشلل.
- اضطرابات انقسام الخلايا في الجلد والأغشية المخاطية.
- ضعف العضلات.
- التعب وضعف التركيز.
- الصداع النصفي.
- تنكس العصب البصري، واضطراب الرؤيا.
- عدم تحمل الطعام والحساسية.
- اضطرابات النمو عند الأطفال.
- ضيق في التنفس ودوخة.
- إحساس وخز أو فقدان الإحساس في اليدين والقدمين.
- ضعف المنعكسات الوترية.
- صعوبة المشي.
مصادر فيتامين B12
فيتامين ب 12 من الفيتامينات التي توجد بشكل أساسي في الأطعمة من أصل حيواني، فأعراض نقصه بالتالي أكثر ظهورًا عند النباتيين. ومن أهم المصادر التي نحصل منها على فيتامين ب12:
- اللحوم (خاصة لحم البقر ولحم الخنزير والكبد ومخلفاته الأخرى).
- البيض.
- الحليب ومنتجات الألبان.
- منتجات الحبوب المدعمة.
- المأكولات البحرية، مثل: بلح البحر، والمحار، والسلمون، والتونة.
أسباب نقص فيتامين B12
يمكن أن يحدث نقص فيتامين ب12 إذا تم تناول كمية أقل من الفيتامين أو عند زيادة استهلاكه. فيما يلي أهم العوامل المسببة لنقص فيتامين ب 12:
- الوارد الغذائي غير الكاف من الفيتامين، ويحدث بشكل خاص عند اتباع نظام غذائي نباتي مع فقدان الشهية.
- الاستهلاك المتزايد أو فقدان فيتامين ب12 أيضًا يؤدي إلى انخفاض مستوى فيتامين ب 12 في الدم، على سبيل المثال في حالة أمراض الكلى أو الكبد المزمنة أو الإصابة بالديدان الشريطية.
- تناول بعض الأدوية يمكن أن يعزز نقص فيتامين ب12، وأهمها : الأوميبرازول (لحرقة المعدة وقرحة المعدة)، الميتفورمين (لمرض السكري).
- نقص في العامل الداخلي (وهو بروتين يتم إنتاجه في المعدة ضروري لعملية امتصاص فيتامين ب 12): يمكن أن يحدث هذا النقص بعد عمليات قطع المعدة أو مع التهاب المعدة الضموري المزمن (وهو شكل من أشكال التهاب الغشاء المخاطي المعدي).
- اضطراب امتصاص فيتامين ب 12 في الأمعاء، على سبيل المثال بسبب أمراض الأمعاء الالتهابية المزمنة (داء كرون والتهاب القولون التقرحي) أو عند الإزالة الجزئية للأمعاء.
المجموعات المعرضة لخطر نقص فيتامين ب 12
توجد فئة من الأشخاص تعتبر الأكثر عرضة لحدوث نقص فيتامين ب12 وهم:
- مدمني الكحول: إذ أن الكحول يؤثر على امتصاص الفيتامين، ويسبب مشاكل عديدة في الكبد.
- الحوامل والمرضعات: تحتاج الحوامل للعديد من الفيتاميات الضرورية لها. ويحدث النقص عند هذه الفئة بسبب زيادة الاستهلاك والحاجة لفيتامين ب12.
- كبار السن: بسبب عدم تلقي الوارد الكاف من الفيتامين.
- الأطفال الذين يرضعون من الثدي والذين تتبع أمهاتهم نظامًا غذائيًا نباتيًا أثناء الحمل والرضاعة.
تشخيص عوز الفيتامين ب12
يمكن أن تكون أعراض نقص فيتامين ب 12 واضحة وظاهرة، وتؤثر على الشخص المصاب حتى قبل تحديد نقص الفيتامين باستخدام طرق القياس الطبية. نظرًا لأن الأعراض العصبية لنقص فيتامين ب 12 (الاضطرابات الحسية، وفشل ردود الفعل، وما إلى ذلك) يمكن أن تكون لا رجعة فيها، فمن المهم تشخيص نقص الفيتامين في أقرب وقت ممكن.
ويعتمد تشخيص نقص فيتامين ب 12 على اختبارات الدم. ولفترة طويلة، كان معيار نقص فيتامين ب 12 هو قياس إجمالي فيتامين ب 12 في الدم. ومع ذلك، فهذه تعتبر علامة حيوية متأخرة وغير محددة، أي أن الاختبار ذو حساسية ضعيفة لنقص فيتامين ب 12.
ويعتبر قياس هولوترانسكوبالامين (Holo-TC) أكثر جدوى وفعالية في التشخيص، فهو يظهر حالة فيتامين ب 12 النشط في الدم. ولكنه يعتبر اختبارًا مكلفًا جدًا.
علاج نقص فيتامين ب 12
إذا شخص نقص فيتامين ب12 مبكرًا، فيمكن عادةً تعويضه عن طريق تغيير النظام الغذائي أو تناول مكملات فيتامين ب 12 بجرعات عالية، فتختفي الأعراض الناتجة عن فقر الدم.
ويمكن تناول مستحضرات فيتامين ب12 على شكل أقراص في الفم، كما يمكن إعطاؤها مباشرةً في مجرى الدم عن طريق الحقن.
ويستمر العلاج حتى عودة المخازن إلى الطبيعي، وزوال الأعراض. اما بالنسبة للأعراض العصبية والأعراض الناجمة عن تلف الأعصاب لدى كبار السن تستمر وتكون غالبًا غير قابلة للتراجع.
ختامًا، وبعد تعرفنا على أعراض نقص فيتامين ب12، وأهم أسبابه. نجد أنه من الضروري التأكيد على ضرورة تنويع المصادر الغذائية، وتناول مختلف الأطعمة النباتية والحيوانية والحبوب، لنضمن تزويد الجسم بوقوده الكاف لضمان أدائه بوظائفه بالشكل الأمثل.