“البيت الذي تدخله أشعة الشمس، لا يدخله طبيب” جملةٌ متعارف عليها من تراثنا القديم. فكما لهذه الأشعة دور في تطهير الجراثيم، فأحيانًا يكون القليل من التعرض لأشعة الشمس مفيدًا جدًا لصحتنا. حيث يقوم الجلد بمساعدة أشعة الشمس باصطناع فيتامين مهم جدًا لجسدنا وهو فيتامين د. إن نقصه وفقر مستوياته في الدم سيصاحبه طيف واسع من الاضطرابات، وأهمها الاضطرابات النفسية، لذلك سنتحدث في هذا المقال عن أعراض نقص فيتامين د النفسية.
تأثير فيتامين د على الجسم
عضلاتك الهيكلية، وقلبك، دماغك، وجهازك المناعي جميعهم يحتوون على مستقبلات لفيتامين د. يقوم الدوران الدموي داخل أجسادنا بنقل الفيتامين إلى الكليتين و الكبد، وهناك يتحول الفيتامين إلى شكله النشط. وبهذا الشكل يساهم في امتصاص الكالسيوم.
وبدايًة علينا ذكر أنه يتم اصطناع هذا الفيتامين في الجلد، وذلك بعد التعرض لأشعة الشمس. كما يوجد هذا الفيتامين ببعض أنواع الأطعمة، والمتممات الغذائية التي تعد مصدرًا له أيضًا.
ذوي البشرة الغامقة لديهم مستويات مرتفعة من الميلانين، والمعروف عن الميلانين أنه ما يعطي ويحدد لون البشرة. ويمنع هذا الصباغ البشرة من امتصاص فيتامين د بشكل صحيح.
أعراض نقص فيتامين د على صحتك النفسية
بشكل صادم، فيتامين د له دور بتنظيم المزاج. وتؤدي المستويات المنخفضة منه إلى الإصابة بالفصام عند البالغين، والاكتئاب، والاضطرابات المزاجية الموسمية. وغيرها من المشاكل الصحية التي يسببها عوز فيتامين د:
- انخفاض الكثافة العظمية.
- ترقق العظام.
- أمراض قلبية.
- الكساح عند الأطفال.
- السرطانات.
هناك رابطة مهمة بين الإصابة بالأمراض المزمنة، ونقص الفيتامين د في جسدنا، وذلك يجعله مؤشرًا على الصحة الجيدة بشكل عام.
نقص فيتامين د والاكتئاب
بدايًة من الجدير بالذكر أن الاكتئاب حالة صحية تؤثر على أفكار المريض ومشاعره، وتغير من سلوكه. وبالتالي أجرت العديد من الدراسات التي تربط بين حدوثه، وعوز فيتامين د. بسبب وجود مستقبلات لهذا الفيتامين في الدماغ، والتي تعد مسؤولة عن مزاج وسلوك الفرد. متضمنة المناطق من القشرة التي تؤدي للاكتئاب. كما يجدر الإشارة إلى أعراضه:
- يبدأ بفقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يمارسها المريض سابقًا.
- رغبة المريض بالعزلة والانسحاب من المجتمع والعائلة.
- نقص الانتباه وضعف التركيز.
- وصعوبة في النوم وفقدان الشهية.
- ميولٌ انتحارية، في الختام.
والأهم من ذلك أن المراهقين والأشخاص الذين يعانون من السمنة والمتقدمين بالعمر، بالإضافة إلى المصابين بأمراض مزمنة. هم أكثر عرضة للإصابة بنقص فيتامين د، وبالتالي أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب.
وللتوضيح إذا كان العامل المسبب للاكتئاب هو نقص فيتامين د، بالتالي من المحتمل أنه ستخف أعراضه بعد علاج النقص بالمتممات الغذائية. وبالجرعة الكافية بإراحة المريض.
أعراض نقص فيتامين د
لعوز فيتامين د أعراض مشابهة للاكتئاب منها:
- تغيرات مزاجية مصاحبة لمشاعر متزايدة من العجز والحزن وفقدان الأمل.
- التعب والإرهاق.
- النسيان واضطرابات الذاكرة.
- أفكار انتحارية.
- القلق.
- فقدان شهية.
- كسب أو فقدان وزن بشكل هائل.
- صعوبة في النوم.
في حال شعرت بأنك تمرين بأي من هذه الأعراض، افحصي مستوى فيتامين د، حيث سيطلب طبيبك القيام بفحص للكشف عن مستوياته في دمك.
ولتشخيص اللاكتئاب، عليكي إتمام عدة اختبارات شخصية، فالاختبارات المخبرية، لن تشخص الاكتئاب. ولكن يمكنها تقيس عدة أمراض قد تسبب أعراض الاكتئاب.
العلاج والوقاية نقص فيتامين د
الطريقة المثلى لعلاج عوز فيتامين هي من خلال:
- زيادة فترات التعرض لأشعة الشمس.
- اتباعك لحمية غذائية غنية بالفيتامينات الضرورية لصحتك.
- تناول المتممات الغذائية.
يمكن للطبيب أن يصف لكي مضادات اكتئاب لعلاج وتخفيف أعراض الاكتئاب. يمكنك تناولها بمفردها أو بالإضافة لمتمماتك الغذائية. انضمي لمجموعات دعم مساعدة، مارسي بعض التمارين الرياضية، استعملي طرق تساعدك على الاسترخاء والنوم الجيد.
وللوقاية من نقص فيتامين د، فتذكري أنه مركب حيوي ضروري لصحتك النفسية، كما لصحتك الجسدية. وهناك العديد من الدراسات التي تؤكد أن عدم الحصول على الفيتامين بالشكل الذي يحتاج إليه جسدك، سيجعلك تعانين من أعراض مشابهة للاكتئاب. والأشخاص الأعلى نسبة للإصابة بالاكتئاب هو المصابين بعوز فيتامين د. يمكنك منع حدوث هذه الأعراض بتناول طعام صحي غني بالفيتامينات، والتعرض بدرجة مناسبة لأشعة الشمس، بالإضافة لممارسة النشاطات الفيزيائية التي ستجعلك أكثر طاقة وحيوية وتزيل عنك أعراض الاكتئاب.