أعراض مرض الذهان وطرق علاجه

من بين النعم التي أنعم الله بها على الإنسان نعمة العقل، فهي من أجمل ما خص الله تعالى الإنسان به. فهو الباب الوحيد القادر على فهم ما يدور حولنا من ظواهر. ولكن عندما يحدث  اضطراب في الصحة العقلية، تظهر عند المريض مجموعة كبيرة من الأعراض التي تشير إلى الإصابة بأمراض نفسية مختلفة. كالذهان، والاكتئاب، واضطراب النوم،  فعلى سبيل المثال يضطرب المزاج والتفكير عند هؤلاء المرضى ويسيطر عليهم القلق والتوتر. مما يجعل المريض النفسي بائسًا، يتعرض لمشاكل كثيرة في حياته اليومية. ففي حقيقة الأمر المريض النفسي يجد صعوبة كبيرة في التعلم، والالتزام بعمل ما، وفي هذا المقال سنلقي الضوء على الذهان، فماهي أعراض الذهان؟ وأسبابه؟ وماهي طرق علاج مرض الذهان.

أعراض الذهان

عادة يشكو مريض الذهان من الأعراض التالية:

  • لا يستطيع مريض الذهان التركيز في أي موضوع، إذ ينتقل من موضوع إلى آخر دون وجود أي صلة بينهما.
  • ينام فترات طويلة.
  • يفقد التواصل مع الناس ولا يقترب من أحد.
  • تظهر لديه أعراض الاكتئاب، حيث نجد لديه تعب دائم، ويفقد المتعة بأشياء كان يستمتع بها سابقًا.
  • يعاني من القلق والتوتر بشكل دائم.
  • لا يهتم بنظافته الشخصية.
  • يصاب أيضًا باضطراب بالتفكير، فنجد لديه أوهام تتظاهر بأشكال مختلفة كأن يتخيل له بأنه شخصية مهمة، أو يتخيل أن لديه قوة خارقة. أو يشعر بسيطرة قوة خارجية عليه.
  • كذلك نجد أهلاس سمعية كأن يسمع أصوات تكلمه ويتكلم مع أشخاص غير موجودين. ونجد أهلاس بصرية إذ يرى أشكال حيوانات أو أشخاص لا يراها من حولهم، أو يشم روائح غير موجودة.
  • عدم ممارسة النشاطات اليومية.
  • كذلك يفقد مريض الذهان تعابير الوجه حيال المواقف المختلفة.

أسباب مرض الذهان

لا يوجدحتى وقتنا الحاضر سبب واضح للإصابة بالمرض، ولكن تتهم بعض العوامل أنها تساعد على على الإصابة بمرض الذهان. ومن هذه العوامل:

  • الأمراض التي تصيب الدماغ:  عندما يصاب الشخص بأورام المخ،، كذلك الإصابة بالشلل الرعاشي، قد يتظاهر بأعراض الذهان.
  • أسباب وراثية:يعد الذهان مرضًا وراثيًا، إصابة أحد أفراد العائلة بالذهان يزيد من احتمال الإصابة بمرض الذهان.
  • تناول العقاقير والمنشطات: تناول بعض أنواع الأدوية والمنشطات لفترات طويلة قد يسبب الإصابة بالذهان.
  • الاكتئاب: تتحول حالات الاكتئاب الشديدة في أغلب الأحيان إلى مرض الذهان، لذا يجب علاج الاكتئاب الخفيف والمتوسط قبل أن يتحول إلى اكتئاب شديد.
  • الصدمات العصبية: كما أن تعرض الأشخاص لصدمات عصبية وضغوط نفسية تفوق قدرتهم على التحمل قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الذهان.
  • الصرع: عند استمرار الصرع لفترة طويلة في حياة المصاب فمن المتوقع أن يكون من مضاعفات الصرع هو إصابة  الفرد بمرض الذهان.
  • تعاطي المخدرات: كما أن إدمان الخمور والمخدرات بمختلف أنواعها قد يؤدي إلى ظهور أعراض الذهان.

علاج مرض الذهان

يتم علاج مريض الذهان من قبل طبيب متخصص بالأمراض النفسية، وأحيانًا يتشارك في العلاج فريق طبي مكون من طبيب نفسي، وأخصائي اجتماعي، وممرض نفسي. ويشمل العلاج علاج نفسي، وعلاج سلوكي حتى تتم السيطرة على هذه الحالة المرضية. كما قد يتطلب العلاج بقاء المريض في المشفى.

العلاج الدوائي لمرض الذهان

حتى إذا تراجعت الأعراض فإن مريض الذهان يتطلب علاجًا مدى الحياة. حيث أن الهدف من وصف الأدوية لمريض الذهان هو السيطرة على الأعراض بأقل جرعة ممكنة تفاديًا للتأثيرات الجانبية والاختلاطات لهذه الأدوية.

مضادات الذهان من الجيل الثاني

عادة يفضل الأطباء وصف هذه الأدوية بسبب قلة تأثيراتها الجانبية مقارنةً بأدوية الجيل الأول، ومن هذه الأدوية:

  • أسيناباين.
  • أريبرازول.
  • كاريبرازين.
  • كلوزابين.
  • زيبراسيدون.
  • لوراسيدون

مضادات الذهان من الجيل الأول

هذه الأدوية تؤدي إلى أعراض جانبية غير قابلة للتراجع مثل عسر الحركة. ومن هذه الأدوية:

  • كلوبرومازين.
  • فلوفينازين.
  • هالوبيريدول.
  • بيرفينازين.

مضادات الذهان القابلة للحقن

عندما لا يستطيع المريض الالتزام بأخذ الدواء، أو عندما لا يفضل تناول الدواء عن طريق الفم، يمكن إعطاء الأدوية المضادة للذهان عن طريق الحقن العضلي أو تحت الجلد مثل:

  • الأريبرازول.
  • فلوفينازين ديكانوات.
  • هالوبيريدول ديكانوات.
  • ريسبيريدون.

العلاج السلوكي

بعد تراجع أعراض الذهان نتيجةً للعلاج الدوائي، يأتي دور العلاج السلوكي مع ضرورة الاستمرار بالعلاج الدوائي. ويتضمن العلاج السلوكي ما يلي:

  • العلاج الفردي حيث تتم مساعدة المريض على التكيف مع الضغوط. ومساعدته على التفكير المنطقي وبالتالي السيطرة على أعراض مرض الذهان.
  • التدريب على المهارات إذ يحسن مهارات التواصل لدى مريض الذهان كما يساعده على القيام بالأنشطة اليومية.
  • العلاج الأسري الذي يدرب أفراد العائلة على كيفية التعامل مع مريض الذهان ومساعدته.
  • الدعم الوظيفي حيث تتم مساعدة مريض الذهان في الحصول على عمل، كما يساعده على الاحتفاظ بهذا العمل.

،العلاج في المستشفى

في الأزمات الشديدة وعند حدوث نوبات الذهان الحادة يتطلب العلاج دخول المشفى وذلك:

  • حفاظًا على سلامة المريض.
  • وتأمين سبل  الراحة والنوم الكافي.
  • كذلك التغذية المناسبة.
  • والاعتناء بالنظافة الشخصية للمريض.

العلاج بالصدمة الكهربائية

يلجأ إلى هذا النوع من العلاج عندما لا تنجح طرق العلاج الأخرى في معالجة مرض الذهان ويجرى هذا العلاج تحت التخدير العام. حيث تمرر تيارات كهربائية خلال الدماغ بغية إثارة حدوث نوبة قصيرة. حيث أن العلاج بالصدمة الكهربائية قد يحدث تغيير في كيمياء الدماغ، وبالتالي يعالج أعراض الذهان. وبالرغم من أن العلاج بالصدمة الكهربائية آمنًا. إلا أنه توجد بعض المخاطر عند استخدامه مثل:

  • حدوث التشويش عند المريض بعد العلاج ويكون واضحًا عند البالغين وكبار السن.
  • فقدان الذاكرة حيث لا يستطيع المريض تذكر الأحداث التي حدثت قبل العلاج بأيام أو أسابيع أو سنوات. وغالبًا تتحسن خلال شهرين من العلاج.
  • كما قد يشكو المريض من آلام في العضلات وفي الفك، وغثيان وصداع.
  • كذلك قد يرتفع ضغط الدم وتزداد ضربات القلب وخاصة إذا كان المريض يعاني من اضطرابات قلبية.

وختامًا  لم تأخذ الأمراض النفسية حتى الوقت الراهن حقها في التشخيص المبكر والعلاج. خوفًا من الوصمة، وذلك بسبب نقص الوعي الصحي في بعض المجتمعات. لذا لا بد من تقديم النصح، لمراجعة طبيب الأسرة عند ملاحظة أي عرض غير طبيعي. حيث يقوم طبيب الأسرة بتقييم الحالة والتحويل إلى الطبيب المختص.

Scroll to Top