ما هي الغدة الدرقية؟ وماذا يعني فرط نشاط الدرق لدى النساء؟ وما هي أعراضه وطرق علاجه؟ توجد الغدة الدرقية في الجهة الأمامية من الرقبة، وشكلها يشبه الفراشة إلى حدِّ ما. وتعدّ هذه الغدة المسؤولة عن التحكم بضغط الدم، ودرجة حرارة الجسم، ومعدل نبضات القلب، والوزن وغيرها. بينما تفرز الغدة الدرقية ثلاثة هرمونات لكل منها دور معيّن. فهناك هرمون الثيروكسين الذي ينظم وظائف العضلات، والهضم، ونبضات القلب، ويعد مسؤولًا عن تطور المخ والحفاظ على الصحة العظمية. كذلك تفرز الغدة ثلاثي يود الثيرونين المنظّم لعمليات الهضم والاستقلاب، ونبضات القلب. وأخيرًا، هرمون الكالسيتون الذي ينظم مستوى الكالسيوم في الجسم.
الآن يمكن تعريف فرط نشاط الدرق (أو زيادة نشاط الغدة الدرقية) على أنه أحد أمراض الغدد التي يزداد فيها إنتاج هرمون الثيروكسين مسبّبًا أعراضًا متنوعة سنتعرف عليها في مقال اليوم. ومن الجدير بالذكر، أن معظم الأشخاص تستجيب لعلاج فرط نشاط الغدة الدرقية، وخاصةً إذا ما بدأ باكرًا لكن مع الأسف قد يزداد خطر هذا المرض عند النساء أكثر من الرجال، أو إذا كان المصاب له تاريخ مرضي بداء السكر مثلًا أو فقر الدم أو قصور الكظر الأولي. بالإضافة إلى كون عائلة المصاب لها تاريخ مع مرض الدراق الجحوظي (داء غريفز).
أسباب فرط نشاط الغدة الدرقية
غالبًا ما ينتج فرط نشاط الغدة الدرقية عن عدة أسباب قد يكون منها الإصابة بأمراض أخرى. تتمثل أهم الأسباب بما يلي:
- الإصابة بداء غريفز (الدراق الجحوظي): سمي بهذا الاسم لأنه يسبب جحوظ مقلتي العينين. وهو من أكثر الأسباب شيوعًا الذي يؤدي إلى فرط نشاط الدرق ولا سيّما عند النساء اللواتي يقل عمرهنّ عن الـ 40 عامًا.
- ظهور عقيدات في الغدة الدرقية: حيث توجد هذه العقيدات في الغدة لكنها تكون ساكنة عادةً، لكن عندما تنشط في بعض الأوقات فإنها تؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات.
- تناول كميات كبيرة من اليود (سبب أقل شيوعًا): سواء من الأغذية أو الأدوية التي تحتوي على يود.
- التهاب الغدة الدرقية: عند إصابتها ببكتيريا ما أو فيروس يضطرب عملها مما يؤدي إلى فرط في إفراز الهرمونات.
أعراض فرط نشاط الغدة الدرقية لدى النساء
عمومًا، فإن أعراض فرط نشاط الدرق لدى النساء هي نفسها عند الرجال حيث تتمثل أعراض هذا المرض بما يلي:
- فقدان الوزن على الرغم من زيادة الشهية وتناول الطعام بكثرة.
- تسارع نبضات قلب المريض حيث تصل عدد نبضاته إلى ما يزيد عن مئة نبضة في الدقيقة الواحدة.
- كما يتعرض المريض إلى اضطراب نَظم القلب، وخفقانه.
- من الأعراض النفسية لهذا المرض التقلبات المزاجية، وزيادة العصبية، والقلق، والتوتر.
- ارتعاش يصيب اليدين والأصابع.
- تورّم في منطقة الرقبة.
- الإصابة بالأرق (صعوبة النوم).
- ضعف بصلة الشعر، كما يصبح الشعر جافًّا.
- ترقق الجلد.
- فرط التعرّق.
- الحساسية الزائدة تجاه ارتفاع درجة الحرارة.
- اضطرابات الدورة الشهرية لدى المرأة (عدم انتظامها)، وصعوبة في الحمل.
- اضطرابات في عملية الإخراج.
عند الشعور بأي من هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب على الفور لإجراء التشخيص، والعلاج مبكرًا للحصول على الاستفادة المرجوّة. حيث يسأل الطبيب عن التاريخ الطبي للمريض وعائلته، كما ويقوم بالفحص السريري مع طلب تحاليل دم، وصورة للغدة الدرقية.
مضاعفات فرط نشاط الغدة الدرقية
في بعض الحالات، وخاصة تلك التي تتأخر بالعلاج أو لا تُعالج قد يعاني المريض من بعض المضاعفات تتمثل بـ:
- مشاكل قلبية: وهي الأخطر على الإطلاق لأنها تزيد من خطر السكتة الدماغية.
- هشاشة العظام: إذ أن فرط نشاط الغدة الدرقية يمنع العظام من امتصاص الكالسيوم في الجسم بالشكل المطلوب.
- مشاكل عينية: مثل الجحوظ، واحمرار العين وتورمها، وزيادة الحساسية للضوء.
- مشاكل جلدية: مثل احمرار تورم الجلد.
- التسمم الدرقي: أي زيادة حدّة وشدّة الأعراض مسببةً الهذيان، والحمّى، وزيادة النبض.
طرق علاج فرط نشاط الغدة الدرقية
يمكن علاج فرط نشاط الدرق بثلاثة طرق. تُوصَف من قبل الطبيب وفقًا لكلّ حالة، وحسب شدّتها. وهذه الطرق هي:
- الأدوية المثبطة لعمل الدرقية: بحيث تمنع هذه الأدوية الغدة الدرقية من إفراز الكميات المفرطة من الهرمونات. كما يوصف أيضًأ أدوية خاصة مسؤولة عن التحكم بالأعراض الجانبية. تدعى هذه الأدوية بحاصرات مستقبلات بيتا.
- استخدام اليود المشع: يعتمد مبدأ العلاج باليود المشع على إتلاف عدد من خلايا الغدة الدرقية. الأمر الذي يؤدي إلى توقفها عن زيادة إفراز الهرمونات.
الجراحة: حيث تحتاج بعض الحالات للأسف إلى عملية جراحية لاستئصال إما جزء أو كامل الغدة الدرقية. مع العلم أنه في حال اسئصال كامل الغدة سيضطر المريض حينها إلى تناول أدوية لكسل الغدة الدرقية بشكل دائم.
أنواع الأطعمة التي تقلل من فرط نشاط الغدة الدرقية
قد تؤثر طبيعة الأغذية أو نوع النظام الغذائي الذي يتبعه المريض على نشاط الغدة الدرقية. فيما يلي بعض الأغذية التي ينصح بها لتقليل نشاط الغدة:
- الأغذية قليلة اليود: مثل بياض البيض، والخضر، والعسل، وعصير الليمون، والفاكهة.
- الخضر الصليبية: كالفجل، واللفت، والجرجير، والبروكلي.
- الأغذية الحاوية للحديد: مثل الزبيب، والسمك، والدجاج، والسبانخ، والعدس.
- الأغذية الحاوية للكالسيوم: كالحليب، والجبن الأبيض، وعصير البرتقال.
- الأغذية الحاوية على فيتامين D: مثل سمك التونا، والحليب، وحليب الصويا.