كثيرًا ما نلاحظ منظرًا مخيفًا تحت الجلد في أماكن مختلفة من الجسم. وخصوصًا في منطقة الساقين. بحيث تظهر تحت الجلد على شكل شبكة عنكبوتية منتفخة أو متكتلة، لونها أزرق أو بنفسجي داكن. تعرف هذه الشبكة طبيًا بدوالي الساقين وتعد من الأمراض الشائعة التي تصيب الجهاز الوريدي. تحدث نتيجة حدوث خلل في نظام تصريف الدم الوريدي، مما يؤدي إلى تراكم الدم في أوردة الساق. الذي بدوره يسبب ارتفاع ضغط الدم الوريدي. وبالنتيجة تتوسع أوردة الساق السطحية، ولا بد من التنويه بأن دوالي الساقين في كثير من الأحيان تكون خفيفة، ولا تتعدى المشكلة التجميلية. وفي أحيانٍ أخرى يعاني المريض من آلام حادة في الساقين. ومع الوقت قد تتطور المشكلة لتسبب القروح الركودية الناجمة عن ركود الدم في الأوردة. وفي هذا المقال سنشرح أعراض دوالي الساقين وطرق علاجها بالإضافة للخيارات العلاجية المتاحة.
أسباب حدوث دوالي الساقين
تحدث الدوالي في مختلف أوردة الجسم ولكن الأكثر شيوعًا في أوردة الساقين. وذلك بسبب المشي والوقوف الطويل، وأيضًا بفعل الجاذبية الأرضية. ومن أهم أسباب الدوالي نذكر:
- خلل في عمل الصمامات الموجودة في أوردة الساقين. حيث تكمن وظيفة الصمامات في توجيه الدم باتجاه واحد فقط من الأوردة الفرعية إلى الأوردة الرئيسية ثم إلى القلب. وعند حدوث خلل في وظيفة هذه الصمامات يتراكم الدم في أوردة الساقين. وتنتفخ وتتورم ويصبح شكلها عنكبوتي.
- السمنة المفرطة حيث تعد البدانة أحد أهم الأسباب المؤدية لحدوث القصور في أوردة الساقين فالوزن الثقيل أو الزائد يؤدي لزيادة الضغط على الركبة وأوردة الساقين فيتجمع الدم فيها وتحدث الدولي لذلك يجب دائما العمل على تخفيف الوزن والحد من السمنة المفرطة.
- تعد النساء أكثر عرضة للإصابة بالقصور الوريدي وذلك بسبب التغيرات الهرمونية الحاصلة عندهم في تلك الفترة أو بسبب الحمل. حيث أن وزن البطن الزائد يضغط على الأوردة ويسبب حدوث الدوالي وخاصةً في الساقين.
- التركيب الجيني والوراثي للفرد يلعب دورا مهما في إمكانية إصابته بدوالي الساقين.
- المشي لمسافات طويلة جدا أو الوقوف لفترات طويلة يسبب ركود الدم في الساقين وحدوث دوالي الساقين.
- التقدم في العمر أو الشيخوخة.
- حدوث خثرات أو جلطات دموية تؤدي إلى الإصابة بمرض القصور الوريدي.
- تناول بعض الأدوية التي تلعب بالمستويات الهرمونية في الجسم فتزيد من خطر الإصابة بدوالي الساقين .
أعراض مرض دوالي الساقين
في الحالات الخفبفة قد تتظاهر الدوالي على شكل خيوط عنكبوتية صغيرة تكون قريبة من سطح الجلد وغير مؤلمة. ولكن عندما يزداد الخلل فإننا نجد الأعراض التالية:
- تورم وتضخم والتواء الأوردة الموجودة في الساقين.
- الشعور بألم حاد مع الشعور بثفل أسفل الساقين.
- كما يعاني المريض من حس حرق وتشنج واختلاج في عضلات الساق.
- آلام حادة وخاصة عند الجلوس أو المشي لمسافات طويلة.
- الحكة حول الوريد المتوسع.
- تقرحات جلدية ناتجة عن ركود الدم في القدمين.
تشخيص مرض دوالي الساقين
يشخص الطبيب الدوالي باتباع الطرق التالية:
الفحص السريري: يتم تشخيص مرض دوالي الساقين عن طريق الفحص السريري حيث يكشف الطبيب على أوردة الساقين ويعاين شكلها وتوضعها.
التصوير بالأمواج فوق الصوتية: ويفيد هذا الإجراء التشخيصي في معرفة فيما إذا كان الدم يسير بالاتجاه الطبيعي أو عكسها. كما يحدد منطقة وجود الخلل.
يتم التصوير بالأشعة السينية: حيث يتم حقن الأوردة السطحية في القدمين بمادة ظليلة ومن ثم تصوير االساقين فتبدو الأوردة بصورة أوضح وتحدد فيما إذا كان المريض مصاب بدوالي الساقين. وتظهر فائدة هذا النوع من التصوير في حال تكرر الإصابة بالدوالي.
طرق علاج دوالي الساقين
تتعدد الطرق العلاجية لمعالجة مرض دوالي الساقين ومن أشهر الطرق المتبعة لمعالجة المرض ما يلي:
المعالجة بالتصليب: حيث يتم علاج المريض المصاب بمرض دوالي الساقين ذو الأوردة المنتفخة العنكبوتية عن طريق حقن مادة كيميائية خاصة بالأوردة فتؤدي لضمورها وإزالتها.
المعالجة بالأشعة المتداخلة: حيث يتم تخدير المريض المصاب موضعيا وإدخال قسطرة رفيعة داخل أوردة الساقين بتوجيه من الأمواج الصوتية فتطلق هذه القسطرة تردد حراري حيث تؤدي إلى كي الوريد المصاب وعلاج المرض بسرعة.
وفي النهاية يجب على أي شخص يشعر بتورم في الكاحل أو انتفاخ في الأوعية الدموية أو ألم في القدمين مراجعة طبيب الأوعية المختص ليقرر فيما إذا كان المريض مصاب بدوالي الساقين أو لا ووصف العلاج المناسب في حال الإصابة بالمرض