أعراض الخجل الجسدية

هل سبق لك وأن تساءلت يومًا عن أعراض الخجل الجسدية؟! في الحقيقة يعد الخجل أحد أكثر الظواهر شيوعًا عند التواصل الاجتماعي بين مجموعة من الأشخاص. كذلك الأمر هنالك العديد من التشابهات بين ما يعرف بالرهاب الاجتماعي والخجل. كما وقد يتساءل البعض عن علاقة الخجل بالشخصية الانطوائية. وغالبًا ما يتم التمييز بين كلتا الحالتين بناءً على شدة وطبيعة الأعراض المرافقة للحالة. إذ تتصف الأعراض المرافقة للخجل بأنها على درجة أقل من الشدة والخطورة عند مقارنتها مع أعراض الرهاب الاجتماعي. وبرغم ذلك تبقى هذه الأعراض أحد أبرز الاهتمامات البحثية لدى مختلف الأشخاص. حيث يبادر عدد كبير منهم للاهتمام بالإشارات التي سيبديها الشخص الخجول عند تعرضه لأحد المواقف أو الصدف غير المتوقعة.

وليس الخجل في جميع درجاته حالة نفسية يجب التغلب عليها. إذ أنه من المحبب أن يتصف المرء بالقليل من الخجل في بعض المواقف. وفي المقابل قد يعاني البعض من الخجل بدرجات على مستوى أعلى من الخطورة، وتسمى الحالة المرضية عندئذ برهاب الخجل. حيث يواجه المريض في هذه الحالة أعراضًا أكثر خطورة وجدية من الخجل العادي سواء أكانت هذه الأعراض نفسية أم جسدية.

أعراض الخجل الجسدية

وعلى الرغم من التباين الملحوظ في طريقة إبداء الخجل بدرجاته المتنوعة من شخص لآخر. إلا أنه تتواجد بعض الأعراض والإشارات التي غالبًا ما تظهر لدى معظم الأشخاص عند شعورهم بالخجل. كما ومن الممكن تقسيم هذه الأعراض إلى أعراض جسدية وأخرى نفسية. وفي حين تتشابه الأعراض الجسدية، فإن الأعراض النفسية تتباين من شخص لآخر ومن حالة لأخرى. وبجميع الأحوال اتفق العديد من الباحثين في علم النفس على الاحتمال الكبير لظهور الأعراض الجسدية التالية عند الأشخاص الذين يعانون من حالة الخجل:

  • ارتعاش عضلي يحدث في أحد الأطراف كاليدين أو القدمين.
  • وضع اليدين بشكل لاإرادي على الفم أو تحريك اليدين بشكل تعسفي أمام الوجه.
  • احمرار ملحوظ في الوجه والأذنين.
  • ازدياد معدل ضربات القلب.
  • النظر بشكل دائم للأسفل.
  • تجنب ملاقاة العينين.
  • التظاهر بالانشغال بشيء ما.
  • انعدام المبادرة للبدء بحديث ما.
  • الانسحاب والهروب من أي تجمع أو موقف اجتماعي.
  • ازدياد حراري بسيط في الوجه وحتى الأذنين.
  • محاولة الاختباء أو إخفاء نفسه بشكل جزئي.
  • آلام خفيفة في المعدة.
  • جفاف الحلق والفم.
  • التشتت الفكري.
  • قلة الحديث.
  • التعرق.
  • التلبك.
  • التلعثم.

أسباب الخجل

وفي الوقت الذي يلاحظ فيه أحدهم أيًا من أعراض الخجل وهي تظهر على الشخص الذي أمامه، لابد من أن يتساءل عن السبب الكامن خلف هذا الخجل. ومن الممكن أن تعود أسباب هذه الحالة إلى عدة عوامل، أبرزها:

  • التفكير السلبي.
  • عدم قبول الذات.
  • القلق الدائم من طريقة تفكير الآخرين فيه.
  • تقييد النفس بمقارنات اجتماعية غير واقعية.
  • التقييم السلبي للأداء الذاتي.

كما وتعد المواقف الحياتية التي يجابهها الشخص بالأخص في سن المراهقة وطريقة تعامله معها أحد أكثر العوامل المحتملة لأن تكون سببًا لخجله. حيث تترسخ مشاعر الخوف أو الإحراج أو عدم القبول في ذاكرة وتصرفات الشخص على المدى الطويل.

كيفية التغلب على الخجل

وبالطبع سيود الشخص الذي يعاني من الخجل طرقًا مضمونة للتخلص منه. وهنا يهمنا أن نذكر بأنه لا يمكن التخلص من رهاب الخجل بين ليلة وضحاها. حيث سيتطلب الأمر الكثير من الصبر والشجاعة لمواجهة المواقف والتأقلم معها من أجل تجاوزها. وتتضمن الطرق التي ستقلل من حالة الخجل التي يعاني منها شخص ما السبل التالية:

  • الإدراك المنطقي للمواقف والذي يأتي كأحد أولى الطرق من أجل التخلص من الخجل. إذ إن الفهم المنطقي والاستعداد النفسي والعقلي لأي موقف محتمل سيقلل بالطبع من الخجل والقلق أثناء التعامل معه. ناهيك عن أنه سيضمن الاستجابة المثالية لأي فعل أو موقف من دون أي تسرع أو تردد.
  • الثقة الاجتماعية والتي تعد أحد أبرز المتطلبات من أجل التخلص من الخجل.
  • مواجهة التحديات الاجتماعية بصبر وثبات دون محاولة الانسحاب أو الهروب.
  • التوقع الإيجابي لحديث أو موقف ما الذي سيحفز حتمًا على تقليل شدة حالة الخجل.
  • الدعم النفسي المستمر لمن يحاول التغلب على حالة الخجل التي تلازمه يعد أحد أكثر الأمور أهمية لضمان التخلص من رهاب الخجل.

الفرق بين الخجل والرهاب الاجتماعي

وتعد التشابهات الكبيرة بين أعراض كل من الرهاب الاجتماعي ورهاب الخجل أحد أكثر الأمور المثيرة للجدل. إذ إنه كثيرًا ما يخلط الناس بين هاتين الحالتين. ولكن في الحقيقة وعلى عكس الاعتقاد السائد فإن الخجل ليس بأحد مؤشرات الرهاب الاجتماعي. كما وتشمل علامات الرهاب الاجتماعي الأعراض التالية:

  • الخوف والقلق الدائم.
  • العزلة.
  • التهرب من الأنشطة.
  • تجنب تلقي الاهتمام أثناء الحديث.
  • التوقع السلبي لنتائج أي حدث اجتماعي.
  • تعلق الأطفال بوالديهم بشكل مفرط.
  • التفكير الدائم بالعيوب أثناء التفاعل الاجتماعي مع شخص ما.
  • الغثيان في بعض مراحل الرهاب الاجتماعي المتقدمة.
  • تجنب بدء الحديث مع أي شخص.

الفرق بين الخجل والانطوائية

كما وتتواجد بعض الاعتقادات التي تتمحور حول أن الخجل قد يؤدي لاحقًا إلى الانطوائية. الأمر الذي يثير بعض المخاوف لدى كل من الأشخاص الذين يعانون من الخجل ومن يهتمون بأمره. وعلى الرغم من أن الخجل بمراحله المتقدمة قد يدفع للعزلة، إلا أنه لن يؤدي للانطوائية حتمًا. إذ إن الشخصية الانطوائية هي طبيعة شخص ما تتميز بالهدوء والتفكير العميق. وعلى عكس الاعتقاد السائد فإن الانطوائية ليست بمرض نفسي أو ما شابه. حيث أنها طبيعة بشرية لا تحب التفاعل البشري للغاية. لكنها في الوقت نفسه تتمتع بالتهذيب والحكمة بدرجة كبيرة. ومن الممكن ملاحظة الصفات التالية على الأشخاص الانطوائيين:

  • التهرب من الحديث قدر الإمكان.
  • حب البقاء بمنعزل عن التجمعات والصخب الاجتماعي.
  • استنفاد الأنشطة الاجتماعية للطاقة.
  • عدم إظهار السعادة بشكل واضح لدرجة قد يظنه الآخرون تعيسًا.

وفي الختام نأمل أن نكون قد أحسنا التعريف بأعراض الخجل الجسدية. إذ أنه وعلى الرغم من انتشار ظاهرة الخجل بشكل كبير، إلا أنه لا تزال هناك الكثير من الالتباسات والاعتقادات الخاطئة تدور حوله. الأمر الذي قد يزيد المخاوف غير المجدية المتعلقة بموضوع رهاب الخجل.

Scroll to Top