أعراض التهاب المرارة غالبًا ما تكون وصفية تعتمد على التشخيص، فهو يترافق بأعراض ظاهرة ومؤلمة لدى المريض. ويعتبر التهاب المرارة من الحالات المرضية الشائعة التي تحدث بشكل رئيسي بسبب تشكل الحصيات التي تسد القناة المرارية، وبالتالي تتراكم العصارة الصفراوية داخل المرارة مسببة حدوث الالتهاب. ويظهر عادةً على شكل ألم حاد مستمر في أعلى وأيمن البطن. ومن جهة أخرى، يمكن أن يسبب التهاب المرارة في حال عدم معالجته حدوث اختلاطات خطيرة وقد تكون مهددة للحياة. ويصنف التهاب المرارة ضمن نوعين: حاد أو مزمن. وتوصف المرارة بأنها عضو صغير يشبه شكل الكمثرى يتوضع في الجانب الأيمن من البطن أسفل الكبد. وتخزّن المرارة العصارة الصفراوية الهاضمة وتفرزها عبر قناتها إلى الأمعاء.
إذا أردت عزيزي القارئ معرفة المزيد من المعلومات عن أعراض التهاب المرارة إليك مقالتنا هذه على موقع كيف التي سنوضح بها أهم الأعراض والتظاهرات السريرية لالتهاب المرارة. بالإضافة إلى ذلك، سنوضح أسباب التهاب المرارة، وطرق تشخيصها، وعلاجها، ومضاعفاتها.
أعراض التهاب المرارة
غالباً ما يكون الألم هو العرض الأساسي في التهاب المرارة سواء كان حادًا أو مزمنًا.
- التهاب المرارة الحاد: يتظاهر التهاب المرارة الحاد بشكل نموذجي بألم شديد ومستمر في الربع العلوي الأيمن من البطن عادةً. وكذلك من الممكن أن يحدث في الناحية الشرسوفية أو في قمة الكتف الأيمن أو في المنطقة بين الكتفين. وتبلغ مدة الألم أكثر من 6 ساعات، حيث يصل لذروته بعد مرور 15ـ 60 دقيقة على بدايته ويبقى ثابتًا، كما إن استمرار الألم يشير إلى وجود مضاعفات قد تكون خطيرة. وعند الفحص السريري للمريض نلاحظ حدوث صلابة تزداد بالشهيق وألم بالجس في الجزء العلوي الأيمن من البطن. وهذا ما نطلق عليه طبّياً “علامة مورفي”، وكذلك قد تجس كتلة مرارية في بعض الحالات. ومن الشائع أن يترافق التهاب المرارة الحاد مع حدوث غثيان وإقياء. بالإضافة إلى ذلك، من الممكن حدوث اليرقان بسبب مرور الحصيات في القناة الجامعة عند أقل من 10% من المرضى. عادةً ما تحدث الحمى وقد تترافق مع القشعريرة. أما عند كبار السن قد لا تظهر الأعراض بشكل واضح، حيث يمكن أن نشاهد لديهم فقدان شهية مترافق مع تعب ووهن عام.
- التهاب المرارة المزمن: غالبًا ما يترافق مع وجود الحصيات، ويتظاهر بهجمات متكررة من الألم في الناحية العلوية للبطن خاصةً أثناء الليل. وكذلك قد تتحرض نوبات الألم بعد الوجبات الثقيلة. وتكون الأعراض مشابهة لأعراض التهاب المرارة الحاد، ولكنّها أخف حدّة ونادرًا ما تترافق مع ارتفاع الحرارة عكس التهاب المرارة الحاد، حيث تكون الحمّى شائعة.
تشخيص التهاب المرارة
- إن التظاهرات المرضية والفحص السريري يوجّه بشكل أساسي نحو التهاب المرارة.
- يعتبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية الوسيلة الرئيسية لتشخيص التهاب المرارة، حيث يظهر الحصيات في حال وجودها، وكذلك تسمّك جدار المرارة الناجم عن حدوث الالتهاب.
- صورة الصدر والبطن الشعاعية البسيطة: من الممكن مشاهدة حصيات ظليلة على الأشعة، ومن جهة أخرى تفيد في نفي حدوث ذات رئة قاعدية أو انثقاب حشا أجوف، وذلك عند الشك بالتشخيص.
- بالفحص المخبري وتحليل عناصر الدم نلاحظ ارتفاع في تعداد الكريات البيضاء بشكل شائع، وكذلك نجري اختبارات وظائف الكبد للتحري عن الوظيفة الكبدية.
- التصوير المقطعي المحوسب CT: يفيد في اكتشاف مضاعفات التهاب المرارة.
أسباب التهاب المرارة
في أغلب الحالات يكون التهاب المرارة ناجم عن الحصيات المرارية التي تسد عنق المرارة أو قناتها، مما يمنع مرور العصارة المرارية فتتراكم داخل المرارة مسببة التهاب، ومن جهة أخرى قد يحدث في حالات قليلة انغلاق للقناة المرارية ناجم عن الديدان الطفيلية أو الإصابة بورم ما؛ مما يسبب حدوث الالتهاب بنفس الآلية السابقة. ومن أهم الجراثيم المسببة لالتهاب المرارة: الإيشريكية القولونية، والعنقوديات والزائفة الزنجارية والكلبسيلة.
علاج التهاب المرارة
- علاج محافظ: يتم قبول مرضى التهاب المرارة الحاد أو المزمن في المستشفى، وتشمل الخطة العلاجية المحافظة على الراحة، وتسكين الألم، والمحافظة على توازن السوائل، حيث يمنع المريض من تناول الطعام أو الشراب، ويتم تسريب السوائل والشوارد عبر الوريد، وبالإضافة لذلك توصف الصادات الحيوية (كالميترونيدازول أو السيفوروكسيم) وريديًا.
- علاج جراحي: يتم إجراء جراحة استئصال المرارة بشكل عاجل في حال استمرت الأعراض رغم العلاج المحافظ أو في حال حدوث اختلاطات كالانثقاب أو التقيح أو الناسور. ويمكن تأخير الجراحة في حال كانت هناك اضطرابات خطيرة تجعل ظروف الجراحة غير مناسبة كالإصابات القلبية أو الرئوية أو الكلوية حتى تتم السيطرة عليها وتتحسن حالة المريض، وبعدها يتم إجراء جراحة انتخابية لاستئصال المرارة. كثيرًا ما يحدث النكس والمضاعفات في حال عدم استئصال المرارة.
مضاعفات جراحة استئصال المرارة
تحدث في حالات نادرة ومنها:
- التهاب أو نزيف يصيب مكان الجرح.
- تسرب الصفراء بسبب أذية الأقنية الصفراوية.
- اختلاطات ناجمة عن التخدير العام.
مضاعفات التهاب المرارة
هناك الكثير من المضاعفات التي تحدث بشكل شائع في حال التأخر في تدبير التهاب المرارة أو علاجها بشكل غير مناسب، ومنها:
- تقيّح المرارة.
- تمزق المرارة أو انثقابها.
- التهاب البنكرياس.
- التهاب البريتوان.
- ناسور بين المرارة والعفج أو القولون.
- تمّوت أنسجة المرارة وتخربها.
- انسداد الأمعاء والعلوص الحصوي الصفراوي.
- تشكل الحصيات في القناة الجامعة.
- سرطان المرارة والمرارة البورسلانية وتناذر ميريزي (الضغط على القناة الجامعة أو التهابها): تحدث هذه المضاعفات بشكل خاص في حال وجود الحصيات المرارية.
الوقاية من التهاب المرارة
تتم الوقاية من حدوث التهاب المرارة من خلال الوقاية من تشكل الحصيات المرارية، وذلك عبر:
- تناول الغذاء المتوازن: كالخضار والفواكه والحبوب مع ضرورة التقليل من تناول الأطعمة الدسمة الغنية بالدهون التي تؤهب من تشكل الحصيات.
- شرب المياه بكمية كافية وتجنب المشروبات الكحولية.
- ممارسة التمارين الرياضية اليومية للحفاظ على وزن مناسب.
- إنقاص الوزن بشكل تدريجي لأن الفقدان السريع للوزن يؤهب بشكل كبير لتشكل الحصيات المرارية، لذلك يجب أن يكون معدل خسارة الوزن أقل من 1 كغ في الأسبوع.
وبهذا نكون قد وصلنا لختام مقالتنا نرجو أن تكونوا قد استفدتم من هذه المعلومات عن أعراض التهاب المرارة وكيفية تشخيصه بالإضافة إلى طرق الوقاية منه. ولا بد من الإشارة إلى ضرورة المسارعة لزيارة طبيب عن الشعور بالأعراض السابقة، وذلك خوفًا من المضاعفات التي قد تحدث والتي من الممكن أن تهدد الحياة.