أضرار التدخين للحامل

يعتبر الحمل من أكثر التجارب حساسيًة في حياة كل أم. فهو تجربة مليئة بمشاعر الحب والترقب والانتظار. وعندما يحين موعد الولادة ترغب جميع السيدات بإنجاب طفل يتمتع بصحة جيدة وخالٍ من الأمراض. ولهذا تحرص جميع الحوامل على الاهتمام بصحتهن والابتعاد عن كل الممارسات التي من شأنها أن تؤذي جنينها أو تؤثر سلبًا عليه. ولأن التدخين واحدٌ من أكثر الممارسات الضارة انتشارًا ولأنه يضر بالحامل وجنينها بآليات مختلفة. سنخصص هذا المقال للحديث عن أضرار التدخين للحامل فتابعي معنا.

تأثير التدخين على صحة الحامل

يؤثر التدخين بشكل سلبي على صحة الحامل وجنينها. كما يؤدي إلى حدوث الكثير من المشاكل التوليدية بدءًا من مشاكل بحدوث الإخصاب والحمل وحتى الولادة ونمو الجنين. إذ يحتوي دخان السجائر على العديد من المواد الكيميائية السامة كالنيكوتين والقطران وأحادي أوكسيد الكربون. بالإضافة إلى تأثير التدخين المقبض للأوعية الدموية بالمشيمة ودوره بإنقاص إمداد الجنين بالأوكسجين.

ونذكر أيضًا تأثيره المباشر المخرب للأنسجة وترافقه مع الكثير من التشوهات الشكلية والمشاكل الجنينية. يزداد هذا التأثير الضار كلما ازداد عدد السجائر التي تدخنيها خلال فترة الحمل. وذلك من دون أن ننسى تأثير التدخين السلبي (عند وجودك بالقرب من شخص مدخن). الذي يعادل 30% من تأثيره على الشخص المدخن.

أضرار التدخين للحامل

يعرضك التدخين خلال الحمل للكثير من المضاعفات والمشاكل الصحية. وتشمل أضراره المحتملة عليكِ كلًا مما يلي:

  • يزيد التدخين من خطر حدوث الحمل الهاجر (الحمل خارج الرحم) وما يحمله هذا الحمل من مضاعفات خطيرة على صحة الأم والجنين.
  • من الممكن أن يتسبب التدخين بموت الجنين داخل الرحم في أشهر الحمل الأخيرة، يحمل هذا الاختلاط أثرًا مؤلمًا على نفسية الأم وقد يؤدي ذلك إلى إصابتها بالاكتئاب.
  • نذكر من المشاكل الطبية أيضًا أمراض المشيمة واعتلالاتها الخطيرة، مثل انفكاك المشيمية الباكر وارتكاز المشيمة المعيب (ارتكاز المشيمة بالقرب من فوهة عنق الرحم).
  • حدوث تمزق الأغشية الباكر والولادة المبكرة وما يرافقها من اختلاطات خطيرة على الأم والجنين.

أضرار التدخين على الجنين

بينما تقومين بتدخين سيجارتك اليومية، أنت تعرضين جنينيك لعشرات المواد السامة والتي يعتبر بعضها مسرطنًا. كما ينقص التدخين أيضًا من كمية الأوكسجين الذي يحصل عليه جنينك، مؤديًا إلى ظهور المشكلات الصحية التالية:

  • تأخر نمو الجنين ضمن الرحم نتيجة ضعف امداده بالأوكسجين والمغذيات.
  • زيادة خطر الإصابة بالتشوهات الخلقية كشفة الأرنب أو انشقاق سقف الحلق.
  • ضعف حركات الجنين داخل الرحم وخاصًة بعد التدخين.
  • مشاكل في تطور الدماغ والرئتين لدى الجنين.
  • تعرض الجنين لنقص الأكسجة أثناء الولادة.
  • زيادة خطر الولادة المبكرة ووفاة الرضيع خلال الأيام الأولى للولادة.
  • انخفاض وزن الجنين عند الولادة، الأمر الذي يضاعف خطر موت الرضيع المفاجئ غير المتوقع.

التدخين والرضاعة

إن كنت تفكرين باستئناف التدخين بعد الولادة مباشرة فعليك التفكير بقرارك جيدًا. إذ يترافق التدخين أثناء الإرضاع الطبيعي بالعديد من المشكلات الصحية نذكر منها:

  • تقليل إنتاج الحليب وعدم كفاية الإرضاع الطبيعي، أو فطام الطفل بعمر مبكر.
  • انتقال المواد الكيمائية الموجودة في دخان السجائر إلى الطفل عن طريق الحليب وتعريضه لخطر الإصابة بأمراض خطيرة في المستقبل كالربو والسكري.

الحمل والإقلاع عن التدخين

يجب على كل سيدة تخطط للحمل و الإنجاب الإقلاع عن التدخين بشكل كامل. هناك العديد من النصائح والتدابير العلاجية المصممة خصيصًا لمساعدتك في الإقلاع عن التدخين. ينصح دومًا بمحاولة الإقلاع عن التدخين من دون دواء في بداية الأمر، في حال الفشل يمكنك اللجوء إلى العلاجات البديلة وهي:

  • لصاقات النيكوتين الجلدية.
  • علكة النيكوتين.
  • بخاخات الفم  وأجهزة الانشاق الحاوية على النيكوتين.

يجب عليك سيدتي مراجعة الطبيب عند رغبتك باستخدام أحد هذه العلاجات أثناء فترة حملك. فعلى الرغم من اعتبارها أكثر أمانًا من التدخين إلا أنها لا تخلو من بعض المخاطر وتحتاج إلى مراقبة دائمة، مع مقارنة لفوائد ومخاطر استخدامها وخاصة في حالات الحمل ذات الخطورة المرتفعة.

تذكري دومًا أن جنينك أمانة بين يديك ومن حقه التمتع بصحة جيدة وحياة خالية من الأمراض. وكلنا ثقة بقدرتك على الإقلاع عن التدخين وعن كل ما يضر بطفلك.

Scroll to Top