أسباب وعواقب تشوهات الرحم الخلقية

الرحم هو العضو المسؤول عن العديد من الخطوات لإكمال عملية التكاثر، مثل زرع الجنين، وتغذيته ونموه، وصولًا للمرحلة الأخيرة وهي المخاض. لذا قد يكون لتشوهاته تأثير على العملية الإنجابية، فما هي أسباب وعواقب تشوهات الرحم الخلقية؟ بعض الإناث يتعرضن لتشوهات رحمية تؤثر على عملية الإنجاب، بعضها يكون خلقيًا، والبعض الآخر قد يتشكل خلال مرحلة البلوغ، كما تصيب تشوهات الرحم حوالي 6% من الإناث. فالتشوه الرحمي هو نوع من التشوهات الأنثوية الناجمة عن نمو غير طبيعي لقناة أو عدة قنوات مولرية أثناء مرحلة التخلق الجنيني.

في أغلب الحالات يكشف عن التشوه عبر الأمواج فوق الصوتية، لعدم وجود أعراض مؤلمة تنذر المرأة بذلك، وفي بعض الحالات يلاحظ عدم انتظام في فترة الحيض، بالإضافة إلى آلام شديدة. فالرحم غير الطبيعي هو واحد من العوامل المسببة للإجهاض المتكرر، فما هي أسباب وعواقب تشوهات الرحم الخلقية؟ سنقدم الإجابة الشافية في مقالنا التالي.

أنواع تشوهات الرحم الخلقية

لتشوهات الرحم أشكال متعددة، تختلف باختلاف الطريقة التي تندمج فيها قنوات مولر خلال الحمل، ومن أبرزها:

  • الرحم ذو الحاجز: هو من أكثر الحالات الشائعة بتشوهات الرحم الخلقية، وهو عبارة عن شريط أنسجة ليفية يقسم الرحم كليًا أو جزئيًا، كما يفتقد ذلك الحاجز لإمداد الدم، لذلك في حال زرعت البويضة المخصبة على الحاجز، فإن المشيمة تنمو بشكل خاطئ، ويحدث إجهاض. فالنساء اللواتي يمتلكن الرحم ذو الحاجز، تكون نسبة الإجهاض لديهن أعلى. بالإضافة إلى زيادة مخاطر الولادة المبكرة، حيث بلغت نسبة ولادة طفل بالحجم الطبيعي 25% فقط. لذا لا بد من العلاج، لازدياد فرص الحمل واستمراره بشكل صحيح، لولادة طفل سليم.
  • الرحم ذو القرنين: هو رحم على شكل قلب، وليس له أي مضاعفات، لكن قد يؤدي في بعض الحالات للولادة المبكرة، وبحسب الدراسات فإن الرحم ذو القرنين لا يزيد من خطر الإجهاض في الثلث الأول من الحمل، لكن قد يسبب الإجهاض في الثلث الثاني، لا يتطلب الرحم ذو القرنين المعالجة، لكن في بعض الحالات يخيط عنق الرحم للسيدات المعرضات لخطر الولادة المبكرة.
  •  أحادي القرن: في تلك الحالة يكون حجم الرحم أصغر من الطبيعي. كما تعاني النساء ممن يمتلكن رحمًا أحادي القرن من دورات حيض مؤلمة. ومن أبرز عيوبه أنه يسبب حمل خارج الرحم، والإجهاض، والولادة المبكرة. لذلك يعتبر الرحم أحادي القرن عالي الخطورة، ويحتاج لمراقبة دائمة.
  • الرحم المزدوج: في هذه الحالة قد يوجد رحمان، أو عنقان للرحم ومهبلان. وهي حالة نادرة جًدًا، حيث تعاني النساء من دورات حيض مؤلمة، وارتفاع نسبة الإجهاض، بالإضافة إلى الولادة المبكرة.
  • الرحم المقوس: يشبه الرحم العادي، لكن انحنائه أكثر، من عيوبه ازدياد خطر موت الجنين في الثلث الثاني. بالإضافة إلى استلقاء الجنين في وضع غير طبيعي.

أسباب تشوهات الرحم

أغلب تشوهات الرحم تكون أسبابها مجهولةً، لكن هناك بعض الأسباب المحتملة لحدوث التشوه، ومن أبرزها:

  • العيوب الخلقية: هي التي تنشأ منذ الولادة، أي خلال تشكل الأعضاء الأنثوية للجنين داخل رحم الأم، حيث يحدث التشوّه نتيجة خطأ تكون الرحم الذي يستلزم دمج أنبوبا مولر لتشكل الرحم الطبيعي، فعند عدم اندماجهما يتشكل التشوه الخلقي للرحم.
  • التعرض للأشعة الضارة: قد تتعرض الأم خلال فترة الحمل بنوع محدد من الإشعاعات الضارة، والتي قد تسبب تشوه الأجنة داخل الرحم.
  • الالتهابات: من الممكن أن تسبب الالتهابات داخل الرحم تشوهات، لذلك يجب معالجتها على الفور.
  • بعض الأدوية: يحدث تناول بعض الأدوية تشوهات رحمية، مثل دواء ثنائي إيثيل ستيلبيسترول، الذي يستخدم لمنع الإجهاض والولادة المبكرة.

أعراض تشوهات الرحم

أغلب حالات الإصابة بالتشوه الرحمي تكون بدون أعراض، لذلك أحيانًا لا يكشف عن التشوه لبعد الزواج وعند اتخاذ قرار الإنجاب، فالأعراض قبل الزواج تكون خفيفةً، لكن بعد الزواج تبدأ الآلام بالظهور، ومن أبرز الأعراض ما يلي:

  • أعراض تشوهات الرحم قبل الزواج: تتمثل الأعراض في تلك الفترة بعدم انتظام الدورة الشهرية، بالإضافة إلى عسرة الطمث.
  • بعد الزواج: يكون العارض الأساسي في تلك المرحلة هو الإجهاض المتكرر. ألم أثناء الجماع، فقد تعاني النساء اللواتي يعانين من تشوه رحمي، من ألم شديد خلال الجماع.

ويجري تشخيص تشوهات الرحم عبر التصوير بالأمواج فوق الصوتية أو بالرنين المغناطيسي.

علاج تشوهات الرحم

تعتمد أغلب علاجات تشوه الرحم على الجراحة، ومن أبرز طرق المعالجة نذكر:

  • علاج الحاجز الرحمي: تكون المعالجة عبر جراحة بسيطة، من خلال تنظير الرحم لإزالة الأنسجة غير الطبيعية، وهو من الحلول الجيدة التي تساهم في حصول الحمل لدى السيدة بعد تسعة أشهر من إجراء العملية بنجاح. يعطي العلاج الجراحي نتيجةً إيجابيةً في أغلب حالات التشوه، لكن يجب الانتباه لنقطة المحافظة على العملية الإنجابية بعد إجراء العملية، حيث يحدد الطبيب العلاج المناسب والعمل الجراحي تبعًا لمدى الخطورة على حياة الأم.
  • من أحدث الإجراءات الجراحية المتبعة هي تنظير الرحم والبطن، تجنبًا لفتح بطن المريضة، الأمر الذي يخفف من مضاعفات العمل الجراحي بشكل كبير.

تشوهات الرحم هي من الحالات المرضية الشائعة والمجهولة السبب، لكن ذلك لا يستدعي القلق، ولا يعني نهاية المطاف، فالكشف المبكر عن التشوه وبمتابعة الطبيب ومساعدته يجري التعامل مع المشكلة، والوصول لنتيجة إيجابية تفاديًا لحدوث المضاعفات.

Scroll to Top