يعتبر داء الكلب من الأمراض الخطيرة التي تنتقل إلى الإنسان عن طريق الحيوان. هناك العديد من الأشخاص من هواة المغامرة وحب الاستكشاف، يعشقون التعامل مع الحيوانات إما لمساعدتها، أو لتربيتها. لكن ليس من الضروري أن يكون هذا الحيوان سليمًا. إذ إنّ الأمراض التي تصيب الحيوانات، وخصوصًا الأنواع التي يمكن أن تنتقل بالعدوى إلى الإنسان، تعد شديدة الخطورة.
يعود ذلك إلى أنّه في أغلب الأحيان يكون المسبب الرئيسي لها فيروسي. ويمكن لهذا الفيروس أن يطور نفسه ويسبب الكثير من المضاعفات التي يصعب علاجها فيما بعد. كما أنّه من الممكن أن يسبب الموت. بالتأكيد هناك العديد من الأدوية العلاجية والوقائية التي يجب تناولها في حال كان عملك يتطلب الاحتكاك المباشر بالحيوانات. لكن من الضروري معرفة الآثار الجانبية لها، وما هي مدة فعاليتها.
في هذا المقال سنطرح الكثير من المعلومات حول أسباب داء الكلب، وماهي طرق علاجه والوقاية منه.
أسباب مرض الكلب
داء الكلب هو داء فيروسي، سببه فيروس ينتقل من حيوانٍ مصاب إلى آخر، أو من حيوانٍ مصاب إلى الإنسان، وذلك عن طريق اللعاب بعد التعرض لعضة من الحيوان المصاب. ويمكن أن ينتقل الفيروس من خلال الاتصال المباشر مع الجرح المفتوح.
أما انتقاله من إنسان لإنسان آخر تعتبر حالة نادرة الحدوث. في أغلب الأوقات يكون السبب المباشر للإصابة بالمرض هو التعرض لعضة من كلب مصاب، أو لم يأخذ لقاحًا من قبل. بالإضافة إلى ذلك يمكن للعديد من الحيوانات الأليفة والبرية أن تنقل الفيروس. على سبيل المثال الخفاش، القط، الأرنب، القندس، الخيل، الماعز، البقرة، الثعلب، الذئب، الراكون، الدب، القرد وغيرها.
أعراض داء الكلب
بشكلٍ عام تتراوح فترة حضانة الفيروس من شهر إلى ثلاثة أشهر. وفي بعض الأحيان يمكن أن تصل هذه الفترة إلى 6 سنوات. وخلال هذه الفترة لا يبدي الجسم أي أعراض تدل على الإصابة بالمرض. لكنها تظهر فور انتقال الفيروس عبر الجهاز العصبي المركزي وصولًا إلى الدماغ. في البداية تكون الأعراض مشابهة لأعراض الإنفلونزا، مثل:
- حمى.
- تعب.
- الشعور بالتنميل.
- وهن في العضلات.
- ألم وحرق ووخز مكان الجرح.
بعد انتشار الفيروس في الجهاز العصبي، ستزداد حدة الأعراض،حيث:
- سيشعر المريض بأرق ولن يقدر على النوم.
- الشعور بالغثيان والتقيؤ.
- شلل جزئي.
- الشعور بالارتباك والقلق.
- هلوسة.
- فرط نشاط.
- صعوبة في البلع، وسيلان للعاب أكثر من الحد الطبيعي.
كيفية تشخيص هذا المرض
لا يوجد اختبارات محددة تكشف عن المرض من بدايته. لكن بعد ظهور الأعراض، يجري الطبيب اختبارًا للدم وفحصًا للأنسجة لتأكيد إصابة الشخص بالمرض. بشكلٍ عام إذا تعرض شخص ما لعضة من حيوان وحشي، يعطي الأطباء المريض جرعة وقاية من داء الكلب قبل ظهور الأعراض.
علاج داء الكلب
في حال العثور على الحيوان الذي عض المريض، يمكن إجراء الفحوصات اللازمة له، فإذا تأكد الطبيب أنّ الحيوان سليم من الداء. سيوفر ذلك على الشخص المتعرض للعضة رحلة طويلة من اللقاحات الوقائية. أما بالنسبة لإجراءات العلاج فهي:
- يُغسل الجرح لمدة ربع ساعة بالمعقمات والماء والصابون، أو باليود.
- يُعطى المصاب تطعيم مناعي ضد الكلب. وهو عبارة عن سلسلة من 5 جرعات تعطى لمدة 14 يومًا.
والجدير بالذكر أنّ علاج داء الكلب، قد يتبعه عددًا من الآثار الجانبية مثل:
- ألم وحكة أو تورم مكان الحقن.
- صداع.
- غثيان.
- ألم في المعدة والعضلات.
- دوخة.
كيفية الوقاية من هذا المرض
في حال التعرض لعضة من حيوانٍ ما، يفضل أخذ تطعيم وقائي ضد الكلب في أقرب وقت، تجنبًا لحدوث العدوى. وفيما يلي بعض الإرشادات للوقاية من داء الكلب:
- خذ لقاحًا وقائيًّا ضد داء الكلب في حال السفر إلى بلدانٍ نامية.
- لقّح حيواناتك الأليفة.
- لا تقترب من أي حيوان أليف شارد.
- لا تلمس أي حيوان بري، وإن كان ليس حيًّا.
- بلّغ الجهات المختصة عن أي حيوانٍ مصاب.
لقاح داء الكلب
هناك نوعان من لقاح داء الكلب
1- التطعيم الفاعل: وفيه تستخدم جرعة من فيروس مضعف. ينتج هذا اللقاح في مزارع خلوية خاصّة، حيث يحصل عليه الباحثون من مصادر حيوانية. فور أخذ اللقاح، تبدأ عملية إنتاج الأجسام المضادة، الأمر الذي يمنع الإصابة بالمرض. ويستخدم هذا النوع من اللقاحات في الحالات التالية:
- قبل الإصابة بالمرض: وهو مخصص للفئة التي تتعامل مع الحيوانات بشكلٍ مباشر مثل الأطباء البيطريين، أو للأشخاص المسافرين.
- بعد التعرض لعضة أو ملامسة حيوان مصاب أو يشتبه في إصابته.
يعطى هذا اللقاح على شكل حقنة في العضلة الدالية الذراعية، وللأطفال يحقن في الفخذ. ويمنع الحقن في الردفين والوريد. يمنح اللقاح حصانة ضد المرض لمدة تصل إلى ما يقارب 5 سنوات. ويجب فحص نسبة الأجسام المضادة في الدم كل 6 أشهر. في حال إبداء الجسم أي رد فعل تحسسي تجاه التطعيم، يجب على المريض عدم أخذ الجرعة الثانية. يحدث رد الفعل هذا نتيجة حساسية بعض الأشخاص لدواء نيوماسين الداخل في تركيب اللقاح الفاعل.
2- التطعيم الخامل ضد داء الكلب: وفيه يستخدم الغلوبولين المناعي (مضاد البروتينات)، تنتج من بلازما دم أشخاص سبق وتناولوا لقاحًا ضد الداء. لا يعتبر هذا اللقاح علاجيًّا، كما أنّه لا يحمي المريض عند ظهور أعراض الداء. أحيانًا يعطى اللقاح الفاعل مدموجًا باللقاح الخامل وذلك للوقاية من ظهور أعراض المرض. وفي حال عدم توفر جرعة من اللقاح الخامل لدمجه مع الفاعل. يمكن معاودة أخذه بعد أسبوع كأقصى حد. ولا يجوز تجاوز هذه المدة، لأن الجسم سيبدي رد فعل عكسي تجاه الدواء. تبدأ فعالية هذا التطعيم خلال 24 ساعة من وقت أخذ التطعيم، وتستمر لما يقارب 3 أسابيع.
وختامًا، إنّ الأمراض التي يمكن أن تنتقل من الحيوان للإنسان نتيجة الاحتكاك المباشر بينهم عديدة، وخصوصًا إذا كان الحيوان بري وغير أليف. لذا ننصحكم بالحذر عند التعامل مع الحيوانات، لتجنب الإصابة