انتشرت الأمراض الفيروسية منذ زمنٍ بعيدٍ والتي تركت خلفها كثيرًا من الضحايا، نتيجة شح المعلومات الطبية عن تلك الكائنات آنذاك. ويعتبر مرض الجدري من ضمن الامراض الفيروسية المعدية، فقد احتل الاولوية في أبحاث الاطباء لفترةٍ من الزمن. وذلك من أجل معرفة أسباب مرض الجدري وطرق العلاج المتبعة للتخلص منه.
ومع تطور الأبحاث الطبية الخاصة بمرض الجدري وبقية الأمراض الفيروسية أنتج الأطباء اللقاحات التي تعطى للإنسان كي تمنع إصابته بالمرض أو تخفف شدتها. لذلك اعتبرت معظم الدول بأن هذا المرض لم يعد خطيرًا وأنها قضت عليه بشكلٍ شبه نهائيٍ. ولكن باستثناء تواجد الفيروس ضمن مختبرات الابحاث مما يعرض الباحثين لخطر الإصابة الشديدة بالجدري.
ما هي مسببات مرض الجدري
تتعدد الأسباب المؤدية للإصابة بمرض الجدري ولكن جميعها ترتبط بفكرة العدوى كونه مرضٌ فيروسيٌّ معدٍ. لهذا السبب يجب التعرف على أهم أسباب مرض الجدري وطرق العلاج أيضًا. وهي ما يلي:
- العدوى المباشرة: أي انتقال الفيروس المسبب للجدري من الشخص المصاب إلى السليم عند التماس المباشر بينهما. نتيجة دخوله للجسم عن طريق رذاذ المصاب سواءً أثناء العطاس أو السعال أو حتى التكلم.
- انتقال العدوى بشكلٍ غير مباشر: والتي عادةً ما تكون نادرةً فتأتي عن طريق انتقال الفيروس عبر الهواء لمسافاتٍ طويلة، وذلك بسبب وجود عوامل مساعدة لعملية الانتقال كأنظمة التهوية الموجودة في المباني.
- ملامسة الأشياء الملوثة: يوجد احتمالٌ لانتقال العدوى عن طريق استعمال الأشياء الحاملة لفيروس الجدري كملابس المريض أو أدواته أو فراشه.
كيفية علاج مرض الجدري
حين يصاب الإنسان بهذا المرض فتكون طريقة العلاج مقتصرةً على وصف المضادات الحيوية من قبل الطبيب. والتي تمنع أية عدوى بكتيرية ناتجة عن الجدري سواءً في الرئتين أم في الجلد. كما يصف الطبيب الأدوية التي تخفف من الأعراض الظاهرة نتيجة الإصابة بالفيروس. بالإضافة إلى تطبيق الطرق التي تمنع الجفاف.
ومؤخرًا أصبحت اللقاحات التي تعطيها المنظومة الصحية ضد هذا المرض تشكل علاجًا استباقيًّا له. وكون اللقاح قد أعطى نتيجةً جيدةً في الحد من انتشاره والقضاء عليه، فقد تم اعتماده كلقاحٍ من ضمن اللقاحات التي تعطى للإنسان بشكلٍ مبكر. إضافةً لذلك يعطى اللقاح للمصاب خلال الأيام الأولى من دخول الفيروس لجسمه كي يقضي على خطورة المرض.
الأعراض المصاحبة لمرض الجدري
يوجد لفيروس الجدري فترة حضانةٍ في جسم الإنسان والتي تمتد ما بين سبعةٍ إلى سبعة عشر يومًا، وخلالها لا تظهر أية أعراضٍ مرضية. ويلي تلك الفترة ظهور عدة أعراضٍ متمثلةٍ بما يلي:
- الإصابة بالحمى أي الارتفاع الشديد لدرجة حرارة الجسم.
- الشعور بعدم الراحة.
- الإحساس بالصداع.
- الوهن والتعب العام.
- آلام الظهر الشديدة.
- التقيؤ.
- ظهور بقعٍ جلديةٍ باللون الأحمر متوزعةٍ في الوجه واليدين وكذلك الساعدين مع قابلية انتشارها في أنحاء الجسم.
معلومات عامة عن مرض الجدري
توجد بعض الحقائق الهامة عن مرض الجدري والتي نذكر منها ما يلي:
- الجدري مرضُ فيروسيٌ معدٍ بشكلٍ كبير، وقد انتشر للمرة الأولى خلال العصور المصرية القديمة.
- اكتشف الأطباء اللقاح المضاد لفيروس الجدري في عام 1758 للمرة الأولى.
- لا يعطى لقاح الجدري للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحيةٍ كثيرة، كونه قد يسبب آثارًا جانبيةً شديدةً نوعًا ما.
- للجدري نوعان وهما (variola min) و(variola major)، أي النوع الخبيث والنوع النزفي.
- في الجدري الخبيث تبقى الحبوب الظاهرة على الجلد طريةً وذات شكلٍ مسطحٍ خلال فترة المرض.
- يؤدي الجدري من النوع النزفي إلى وصول الدم من أعضاء الجسم إلى الجلد.
- لقاح مرض الجدري يحوي فيروسًا حيًا مشابهًا لفيروس الجدري وليس نفسه، وهكذا سيتمكن الجسم من التعرف على الفيروس الحقيقي عند دخوله والقضاء عليه.
سبب ندبة لقاح مرض الجدري
عند إعطاء جرعة اللقاح عمن طريق الإبر فإنه أنسجة الجلد ستتعرض للأذية في مكان اللقاح. وكما هو معروفٌ بأن جلد الإنسان يمتلك خاصية التجدد التلقائي، وبالتالي ستنمو الأنسجة المتضررة بسرعةٍ لإصلاح مكان اللقاح. مما يؤدي إلى تشكل الندبة الجلدية نتيجة عدم نمو الانسجة في اتجاهٍ واحدٍ إنما بشكلٍ عشوائي.
وهكذا نصل إلى نهاية هذا المقال المخصص للحديث عن أهم أسباب مرض الجدري وطرق العلاج. فهو يمثل مرجعًا جيدًا لأهم المعلومات المتعلقة بهذا المرض، مع التنويه الشديد لضرورة مراجعة الطبيب في حالة الإصابة بالجدري. فغايتنا من هذا المقال هي تثقيف القارئ وزيادة معلوماته الطبية وليس علاج الحالات المرضية.