يعرف السائل الذي يحيط بالجنين أثناء الحمل بالسائل السلوي، ولهذا السائل دورٌ في غاية الأهمية، إذ يتولى مهمة حماية الجنين وتأمين الوسط الملائم له للنمو بشكل آمن. وانطلاقًا من أهميته في كشف اضطرابات الحمل المتعددة خصصنا هذا المقال للحديث عن أسباب قلة السائل السلوي وطرق علاجها والوقاية من حدوثها. وإذا كنتِ سيدتي مقبلةً على تجربة الحمل وترغبين بزيادة ثقافتك الطبية سيكون هذا المقال أيضًا عونًا لك فتابعي معنا.
يتكون السائل السلوي من الماء بنسبة 99%. كما أنه يحتوي على العديد من العناصر الغذائية الضرورية لنمو الجنين وتأمين احتياجته المختلفة. يتشكل في بداية الحمل من جسم الأم، ومع تقدم الحمل يصبح الجنين قادرًا على ابتلاع هذا السائل ومن ثم إطراحه على شكل بول، وفي هذا المرحلة من الحمل يشكل بول الجنين معظم مكونات السائل السلوي. يمتاز السائل السلوي بلونه الأصفر ومظهره الرائق ويدل لونه الأخضر العكر إلى أن الجنين قد بدأ بإطراح الفضلات الصلبة داخل الرحم وتعرف هذه الفضلات باسم العقي. يحيط السائل السلوي بالجنين من كافة الاتجاهات، ويغلفه من الخارج غشاء يدعى بالغشاء السلوي (كيس الحمل). وبذلك يعمل هذا السائل كالوسادة التي تحيط بالجنين وتحميه من الصدمات والإصابات. تقدر كمية السائل السلوي في نهاية الحمل بحوالي 1000 مل أي ما يعادل الليتر تقريبًا. ولهذه الكمية الكثير من الدلالات والمعاني. إذ تعكس قلة السائل السلوي أو زيادة حجمه العديد من المشاكل أو الاضطرابات المتعلقة بالجنين.
ما هي وظائف السائل السلوي
يتولى السائل السلوي العديد من الوظائف والتي يمكن اختصارها بما يلي:
- حماية الجنين: يسبح الجنين بحرية داخل هذا السائل ويعمل على حمايته من الصدمات والضغوط الخارجية.
- تأمين وقاية من الأمراض: تنتقل الأضداد الوالدية من الأم إلى السائل السلوي وتتكفل بتأمين وقاية عالية ضد العديد الأمراض.
- تأمين وسط ملائم للنمو: يحمي السائل السلوي الجنين من تغيرات درجة الحرارة الخارجية الشديدة ويحافظ على اعتدالها.
- مساعدة الجنين على النمو: يساعد السائل السلوي أجهزة الجنين على العمل بشكل صحيح، على سبيل المثال، يساعد ابتلاع السائل السلوي جهاز الهضم على التطور والنمو.
- تطور هيكل الجنين الخارجي: يتحرك الجنين بحرية بداخل هذا السائل، الأمر الذي يسمح لجهازه الحركي وعضلاته بالنمو ويزيد من قوة عظامه.
- يحمي الجنين من الالتصاقات والتشوهات الشكلية.
- يحمي الحبل السري ممن الانضغاط أو الالتفاف حول عنق الجنين.
ما أسباب قلة السائل السلوي
تخفي قلة السائل السلوي العديد من الاضطرابات والمشاكل المتعلقة بكل من الحامل وجنينها. يقدر حجم السائل السلوي بوساطة الأمواج فوق الصوتية، وتشمل الأسباب المحتمل لقلة هذا السائل كلًا مما يلي:
- القصور الرحمي المشيمي: نقصد بهذا المصطلح عدم قدرة المشيمة على القيام بعملها بالشكل الصحيح ويحدث هذا القصور بحالات متعددة كارتفاع الضغط الدموي للحامل أو الأمراض الوالدية الأخرى كاضطرابات التخثر والإصابة بالذئبة الحمامية الجهازية.
- قد تنتج قلة السائل السلوي عن تناول الأم لبعض الأدوية مثل الأدوية الخافضة للضغط مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.
- تشوهات السبيل البولي عند الجنين: تؤدي تشوهات السبيل البولي عند الجنين إلى قلة إطراح البول وبالتالي قلة السائل السلوي.
- تحدد النمو داخل الرحم: يختلط تحدد نمو الجنين داخل الرحم مع قلة السائل السلوي.
- موت الجنين.
- تمزق الأغشية الباكر: يؤدي تمزق الأغشية قبل الأوان إلى تسرب السائل السلوي.
- وفي حالات قليلة تكون قلة السائل السلوي مجهولة السبب.
ما هي مخاطر قلة السائل السلوي
تؤدي قلة السائل السلوي إلى العديد من المضاعفات، قد يكون بعضها خطيرًا وقد تؤدي في بعض الحالات إلى موت الجنين، ونذكر من أهمها:
- تحدد نمو الجنين داخل الرحم ونقص وزنه عند الولادة.
- تشوهات الأطراف وخاصة عند حدوثه في الأشهر الأولى من الحمل.
- متلازمة العسرة التنفسية عند الولادة الناتجة عن عدم اكتمال نضج رئتي الجنين.
- تعذر الولادة المهبلية واللجوء إلى الولادة القيصرية.
يعتمد ظهور هذه المضاعفات على مقدار النقص الحاصل وسببه ،وعلى العمر الحملي وقدرة الجنين على التحمل.
ما أعراض قلة السائل السلوي
قد تجهل الحامل المصابة بقلة السائل السلوي هذه المشكلة، ولا يترافق حدوثها بأعراض نوعية. وتقتصر أعراضه الوحيدة على قلة احساس الأم بحركات الجنين، وحجم الرحم الصغير بالمقارنة مع العمر الحملي. وتظهر في بقية الحالات أعراض الأمراض والأسباب التي أدت إلى قلة هذا السائل.
علاج قلة السائل السلوي
لا يمكن معالجة نقص السائل السلوي بشكل محدد، ولكن ظهوره يستلزم القيام بالعديد من الفحوصات والتحريات والبحث عن المشاكل والأمراض التي أدت لحدوثه ومحاولة علاجها. ويستلزم ذلك القيام بالفحوص التالية:
- مراقبة نمو الجنين بفواصل منتظمة ومتقاربة (كل أربع أسابيع) وإجراء تصوير بالأمواج فوق الصوتية بشكل متسلسل.
- إجراء الاختبارات الحيوية والفيزيائية على الجنين بشكل متكرر وتقييم استجابته.
تستلزم حالة الجنين غير المطمئنة المزيد من التداخلات والمراقبة الحاسمة، بينما تشير الاختبارات المطمئنة الى إمكانية استمرار الحمل بشكل آمن حتى اكتمال نضج الجنين ودون أن يشكل ذلك خطرًا على صحته. يحدد الوقت الملائم للولادة بالاعتماد على نتائج هذه الاختبارات، وغالبًا ما تستلزم معظم الحمول المختلطة بقلة السائل السلوي إلى تحريض المخاض وحدوث الولادة المبكرة.