أسباب قشرة الرأس البيضاء

هل تشكو من الحكة المزعجة والاحمرار في فروة رأسك؟ أسبق لك وأن لاحظت قشور صغيرة باللون الأبيض تتساقط بشكل مستمر من رأسك أيضًا؟ في الواقع تسمى تلك الحالة الطبية الشائعة وغير المعدية بقشرة الرأس البيضاء. وسجلت عدد حالات الإصابة بها بأكثر من نصف سكان العالم. حيث تظهر التقشرات الرقيقة الجافة في فروة الرأس وقد تمتد إلى الحاجب أو الجفن وحتى الأنف. ويتم تعريف هذه الحادثة طبيًا على أنها انسلاخ متسارع للخلايا القرنية الموجودة في فروة الرأس نتيجة قصور في تجدد تلك الخلايا أو فرط في تكاثرها. وتختلف أنواع وأسباب قشرة الرأس البيضاء. كذلك تمت ملاحظة ارتباط بين هذه الحالة والعوامل الهرمونية حيث تتزايد الإصابات لدى الذكور بنسبة أكبر من الإناث.

وعلى الرغم من أن قشرة الرأس البيضاء لا تمتلك آثار سلبية عميقة على الصحة. إلا أن مظهرها المزعج يدفع معظم الأشخاص للإسراع إلى معالجتها والتخلص منها. ولكن لمعرفة الطريقة المثلى للعلاج علينا معرفة السبب الكامن خلف هذا النوع من القشرة. لذلك تابعوا معنا في هذا المقال لتكتشفوا أبرز أسباب قشرة الرأس البيضاء.

الصدفية كأحد أسباب قشرة الرأس البيضاء

في البداية تعتبر الصدفية أحد الأمراض الجلدية والتي تتصف بكونها مزمنة. ومن الجدير الذكر بأن الإصابة بالصدفية تحدث نتيجة لعدة عوامل مثل العامل الوراثي أو التغيرات الهرمونية. كذلك تختلف درجة الإصابة بالصدفية من مريض لآخر. وبناءً على هذا تتدرج حدة الأعراض المرافقة لها. وعلى الرغم من أنه وحتى الآن لا يوجد علاج فعال. إلا أنه توجد سلسلة من الإجراءات التي تمكن الأطباء من السيطرة على تطور الأعراض وتخفيفها. وغالبًا ما تبدو على شكل بقع حمراء جافة تثير حكة مزعجة. ومع تطور الأعراض تزداد هذه البقع بروزًا وتظهر قشرة بيضاء في فروة الرأس. في واقع الأمر قد تمتد إلى باقي أنحاء الجسد عندما يزداد الوضع سوءًا. ويعود السبب في ذلك إلى السرعة الهائلة في تطور خلايا البشرة في فروة الرأس. حيث يتم تقصير المدة الزمنية اللازمة لتجدد خلايا فروة الرأس من 28 يوم إلى حوالي أسبوع على الأكثر.

جفاف فروة الرأس

ربما لن تصدق الأمر، ولكن التعرض لدرجات الحرارة المتفاوتة بشكل متتالي يزيد من احتمال ظهور قشرة بيضاء في فروة رأسك. حيث تواجه فروة الرأس في فصل الشتاء الاختلاف الكبير في الحرارة بين دفء الهواء وبرودته في مناطق متجاورة. الأمر الذي يؤدي إلى جفاف فروة الرأس وتيبس الجلد في تلك المنطقة. ثم ظهور قشرة بيضاء على هيئة رقاقات قليلة الدهنية تتساقط من حين لآخر. ومن الممكن أن يكون الجفاف في فروة الرأس أمر طبيعي يتعلق ببنية الجسم. حيث غالبًا ما يترافق جفاف جلد فروة الرأس مع البشرة الجافة. وكما تعتبر حالة الجفاف هذه أحد أهم الأسباب الشائعة وغير المؤذية لتساقط القشرة البيضاء من الرأس بشكل شبه دائم. إذ أنه ومن النادر أن يترافق ظهور قشرة بيضاء منبعثة من جلد فروة الرأس الجاف مع الالتهابات المؤذية أو الاحمرار الخطير في هذه المنطقة. لذلك في المرة القادمة التي تتجول فيها في أماكن تتفاوت في درجة الحرارة انتبه من أن تتحول فروة رأسك إلى صحراء قد يتساقط الشعر منها مستقبلًا.

قلة الاستحمام مسبب لقشرة الرأس البيضاء

ولعل عدم الحفاظ على النظافة الشخصية من أهم أسباب قشرة الرأس البيضاء. ومن الممكن أن تقل عدد مرات الاستحمام في الأسبوع الواحد بالعودة إلى عدة أسباب مثل الانشغال أو قلة التوتر. كما يدفعنا الشعور بالبرودة في أيام الشتاء إلى الانصراف عن الاستحمام. لكن تخفيض عدد مرات الاستحمام يؤثر بشكل سلبي على الجلد والبشرة. حيث تتراكم بقايا الجلد الميت في فروة الرأس على هيئة رقائق جافة قابلة للالتصاق بالشعر. أو قد تتساقط من الشعر وفروة الرأس بشكل قشرة بيضاء. كذلك قد يدفع عدم غسل الشعر أو تمشيطه بشكل كافي إلى نمو بعض الفطريات غير الضارة بشكل كبير والتي سوف تؤدي غالبًا إلى ظهور قشرة بيضاء في الرأس. بالإضافة إلى ذلك يجب تنظيف فروة الرأس بشكل كامل أثناء الاستحمام للتأكد من التخلص من خلايا الجلد الميت ومنع تساقط القشرة البيضاء من الرأس.

حساسية الجلد من الشامبو

في المقابل نشاهد العديد من الحالات التي تعاني فيه فروة الرأس من حساسية مفرطة. وقد تنشأ هذه الحساسية نتيجة استخدام أنواع محددة من غسول الشعر أو من إحدى المواد الكيميائية غير المناسبة للبشرة والمتواجدة فيه. ومن الجدير الذكر بأن هذه الحساسية تسمى بالتهاب الجلد التماسي. والذي ينتج عن عدم قدرة فروة الرأس على التأقلم مع بعض من منتجات العناية بالشعر أو الملونات المتواجدة في الصبغات. حيث يترافق مع الحساسية تهيج في البشرة يؤدي إلى تقشر فروة الرأس وظهور قشرة بيضاء متساقطة منه. وكما تتواجد بعض أنواع من الشامبو التي تزيد حساسية الشعر من عامل آخر. فعلى سبيل المثال يساهم الشامبو الحاوي على مادة القطران في جعل فروة الرأس أكثر حساسية اتجاه الشمس. علمًا أن مادة القطران بحد ذاتها تساعد في الحد من تقشر خلايا فروة الرأس عن طريق إبطاء سرعة تجددها.

ارتداء أغطية الرأس

من المعتاد ارتداء أغطية الرأس في معظم الأوقات. حيث يتم ارتداء أغطية الرأس السميكة في أيام الشتاء البارة طلبًا للدفء. بينما يسارع الناس إلى وضع الخفيفة منها في أيام الصيف للحد من أشعة الشمس الحارقة. لكن هل سمعت مسبقًا عن أضرارها المزعجة في تفاقم قشرة الرأس البيضاء عند ارتدائها لمدة طويلة؟

في الحقيقة تعمل أغطية الرأس الصوفية على منع دخول الهواء إلى الداخل في حال ارتدائها بإحكام لمدة طويلة. الأمر الذي يحجب وصول الأوكسجين إلى فروة الرأس. وينتج عن ذلك موت خلايا الجلد في تلك المنطقة. بالإضافة إلى أنها تزيد من طبقات خلايا الجلد الميتة في فروة الرأس. كل هذا يدفع إلى تساقط قشرة الرأس البيضاء بشكل متزايد عند نزع هذه الأغطية. في حين أن الأغطية القطنية الرقيقة تسمح للهواء بالدخول بحرية. وبالتالي لا تؤثر في ظهور قشرة الرأس البيضاء.

وفي الختام نأمل أن نكون قد أفدناكم بمعلوماتنا المتواضعة حول أهم أسباب قشرة الرأس البيضاء. إذ وعلى الرغم من كونها لا تعد مرضًا بحد ذاتها إلا أنها تضفي مظهرًا محرجًا وانطباعًا خاطئًا بأن الشعر غير نظيف أو صحي في الكثير من الأوقات.

Scroll to Top