يعتبر سرطان المبايض من أخطر أنواع الأمراض التي تصيب الأنثى. ويكتسب هذا المرض اسمه كونه يبدأ في المبيضين الواقعين على جانبي الرحم لدى المرأة. وهما مسؤولان عن تكوين البويضات الأنثوية. بالإضافة إلى ذلك ينتجان الهرمونات الأنثوية (الإستروجين والبروجسترون). من ناحية أخرى في كثيرٍ من الأحيان لا يكتشف سرطان المبايض إلا بعد إمتداده إلى الحوض والبطن. هذا يعني أنّ العلاج يصبح أصعب، باعتبار أنّ المرض قد استفحل في الجسم، ووصل لمراحله الأخيرة. وبالتالي فإن الكشف عن وجوده في فترة انتشاره ضمن المبيض فقط، سيؤدي إلى علاجه بشكلٍ كاملٍ.
حتى الآن لم تعرف أسباب سرطان المبايض. لكن من المؤكد أنّ التعرض للإشعاعات، أو العوامل الوراثية في العائلة تلعب دورًا مهمًّا في الإصابة به. يصاب بسرطان المبايض غالبًا النساء اللواتي تتراوح أعمارهن ما بين 55 إلى 75 عامًا. تظهر الأعراض في بداية الأمر على شكل نزيف في المهبل، تليه آلام شديدة في منطقة أسفل الظهر تشبه آلام الدورة الشهرية لدى الفتيات، الأمر الذي يؤخر الكشف عنه، كون أعراضه غير واضحة بشكلٍ كامل، وهي مشابهة لأعراض الدورة الشهرية.
من ناحية أخرى يزداد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطانات لدى النساء اللواتي لم يحملن أبدًا خلال حياتهن، أو اللواتي بلغن مبكرًا (بدأت الدورة الشهرية لديهن بعمرٍ مبكرٍ)، أو اللواتي تأخرت فترة الحيض لديهن، بمعنى أنهن تجاوزن سن اليأس الطبيعي ولم تنقطع لديهن الدورة الشهرية.
فإذا كنت سيدتي ممن ظهرت لديهن هذه الأعراض، أو أنك مهتمة بمعرفة المزيد من المعلومات حول أسباب هذا المرض، تابعي معنا في هذا المقال لتتعرفي أكثر على أسباب سرطان المبايض.
أسباب سرطان المبيض
حتى الآن لم يحدد سبب هذا المرض بشكلٍ دقيقٍ. لكن تحدث الإصابة بهذا النوع من الأمراض بشكلٍ عام عندما تبدأ الخلايا بتطوير طفرات في الحمض النووي الريبي المنقوص الأوكسجين (DNA)، ثم ترسل لها أوامر بالتكاثر والزيادة ليتكون ما يسمى (الورم). وهو عبارة عن خلايا خارجة عن الطبيعة تلتهم الخلايا السليمة لتحل محلّها، وتمتّد لتصيب الأنسجة المجاورة وتبدأ بالتهامها. وهناك بعض العوامل التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بهذا المرض:
- التدخين بشكلٍ مفرط.
- الإصابة بمتلازمة المبيض متعدد الكيسات.
- استعمال البودرة المعطرة عند المناطق الحساسة.
- استخدام الأدوية الهرمونية بجرعات كبيرة ولفترات طويلة مثل “الأستروجين”.
أعراض سرطان المبيض
- الشعور بالشبع بشكلٍ سريعٍ أثناء تناول الطعام.
- خسارة الوزن مع فقدان الشهية.
- اضطرابات في الدورة الشهرية.
- نزيف مهبلي.
- تورم مترافق مع ألم في منطقة البطن.
- عسر هضم.
- الشعور بالكسل مع وهن عام.
- ألم في المعدة.
- الشعور بعدم الراحة في منطقة الحوض.
- الشعور بحاجة للتبول بشكل مفاجئ ومتكرر.
- نمو الشعر بشكل متزايد في مناطق غير اعتيادية لدى الأنثى مثل الذقن.
- ألم في الكلى.
طرق تشخيص أعراض سرطان المبيض
- السونار المهبلي، الذي يكشف عن الورم في حال وجوده. وهو عبارة عن جهاز يعمل عن طريق الأمواج فوق الصوتية.
- التصوير من خلال الأشعة المقطعية، أو ما تسمى بأشعة (إكس) لكل من البطن والحوض.
- إجراء تنظير للقولون، وذلك للتأكد أنّ الأعراض ليست ناتجةً عن مشاكل في الأمعاء.
- أخذ خزعة من نسيج المبيضين، وإجراء الفحوص المخبرية اللازمة لها من قبل المختصين. وهذه الطريقة تعبتر الأفضل والأكثر دقةً في تأكيد الإصابة بالمرض، عند ظهور الأعراض المذكورة سابقًا لدى المريضة.
طرق علاج سرطان المبيض
- العلاج بالجراحة: ويلجأ الطبيب في هذه الحالة إلى:
- استئصال مبيض واحد، في حال كان المرض في بداية مبكرة جدًّا، كما تشمل الجراحة إزالة قناة فالوب الخاصة بالمبيض المُستأصل. وفي هذه الحالة تكون المرأة قد احتفظت بقدرتها على الإنجاب.
- استئصال المبيضين مع قناتي فالوب في حال امتداد الورم إلى كِلا المبيضن. وهنا تفقد الأنثى قدرتها على الإنجاب.
- في بعض الحالات قد يصل الورم إلى الرحم، وعندها سيلجأ الجرّاح لاستئصال المبيضين مع قناتي فالوب والرحم و العقد الموجودة في أنسجة البطن.
- العلاج الكيميائي:
وفي هذه الحالة تستخدم مواد كيميائية، لها مفعول مدمر لتكاثر الخلايا سريعة الانتشار. وتعطى هذه الأدوية بشكل حقن وريدية، أو عن طريق الفم، وفي بعض الحالات تحقن الأدوية مباشرةً إلى البطن.
أنواع سرطان المبيض
- ورم ظهاري: يبدأ في النسيج الخارجي الذي يغطي المبيض. وأغلب حالات سرطان المبيض تبدأ من النسيج الخارجي. ويشكل 90 بالمئة من الأورام التي تصيب المبيض.
- ورم سدودي: يصيب خلايا المبيض التي تنتج الهرمونات الأنثوية. ويشكل 7 بالمئة من الأورام التي تصيب المبيض.
- أورام سببها خلايا جرثومية: تصيب خلايا المبيض التي تنتج البويضات. وهو نادر الحدوث ويصيب النساء في عمر أقل من 50.
الوقاية من سرطان المبيض
- تناول أقراص منع الحمل: يقل خطر الإصابة بسرطان المبايض لدى النساء اللواتي يتناولن أقراص منع الحمل. إلّا أن لهذه الأقراص آثار جانبية تختلف بحسب المريضة، لذا ننصحك سيدتي باستشارة طبيبك المختص عند الرغبة في تناولها.
- مناقشة الطبيب فيما يتعلق بالتاريخ الوراثي للعائلة: فإذا كنتِ سيدتي ممن لديهن تاريخ عائلي في الإصابة بسرطان الثدي وسرطان المبيض، سيزداد خطر حدوث المرض. قد يتطلب الأمر أحيانًا استشارة طبيبٍ مختصٍ بعلم الوراثة، وفي حال وجود تشوه جيني وراثي، ربما سيكون من الأفضل إجراء عملية استئصال للمبيض وذلك لتفادي خطر الإصابة بالسرطان وامتداده.
وختامًا، يعتبر الجهاز التناسلي الأنثوي من أكثر الأجهزة الوظيفية حساسيةً لدى المرأة. وتزداد مخاطر إصابته بالكثير من الأمراض مع التقدم في العمر. لذلك ننصح جميع السيدات بإجراء فحوصات ومراجعات طبية دورية، لاكتشاف الأمراض من بدايتها ومعالجتها وتفادي تفاقمها.