ترغب كثير من الفتيات في معرفة أسباب انقطاع الدورة الشهرية كونه يشكل موضوعًا هامًا بالنسبة لهم. ولكن عمومًا لا يزال الحديث عن أيّ شيءٍ يخص الدورة الشهرية أمرًا مخجلًا بالنسبة إلى بعض الفتيات. لهذا السبب تلجأ الفتاة إلى البحث عبر شبكة الإنترنت عن هذه المواضيع لإيجاد المعلومات المرغوبة دون الاستعانة بأحد.
ويعتبر موضوع انقطاع الدورة الشهرية من الأمور الطبية التشعبية. حيث أنه يتضمن أكثر من حالةٍ بعضها طبيعي والبعض الآخر يحدث نتيجة وجود خللٍ ما في الجسم. لذلك سنقدم في هذا المقال أهم المعلومات عن أسباب انقطاع الدورة الشهرية بشكلٍ مفصل.
ما هو انقطاع الدورة
تعرف هذه الحالة بأنها عملية توقف نزول دم الحيض لدى الأنثى، وبالتالي عدم اكتمال فترة الدورة الشهرية. فكما هو معروفٌ بأن مدة الدورة الشهرية تصل لـ 28 يومًا لدى معظم الإناث، ويحدث خلالها تغييراتٌ هرمونية تسبب خروج الدم من الرحم خلال فترةٍ تتراوح بين الـ 3 أيام والـ 7.
ولكن تنقسم مسألة انقطاع الدورة إلى قسمين:
- الأول : وهو الطبيعي أي حين تصل الأنثى لعمر الـ 50 والذي يعرف بسن اليأس.
- أما الثاني: فهو الانقطاع خلال السنوات التي تأتي بعد البلوغ وقبل سن اليأس. والذي لا يعتبر مرضًا بحد ذاته بل يأتي على شكل عرضٍ لمرضٍ آخر يصيب الجسم.
الأسباب الطبيعية لانقطاع الدورة
تتعدد الأسباب الطبيعية المؤدية لانقطاع الطمث والتي لا تشكل أي خطرٍ على صحة الأنثى، وتأتي كما يلي:
- الوصول لسن اليأس: فخلال سن البلوغ تطرح المبايض شهريًّا لدى الأنثى البويضة المخزنة فيها منذ ولادتها، والتي تسبب الدورة الشهرية ونزول دم الطمث. ولكن حين تصل الأنثى لعمر الخمسين فإن المبايض تتوقف عن انتاج البويضات وبالتالي تنقطع الدورة الشهرية.
- الحمل: عندما تحدث عملية تلقيح البويضة ومن ثم تشكل الجنين، فهذا الأمر سيؤدي إلى الاحتفاظ ببطانة الرحم ومنعها من التمزق طيلة الحمل. وبالتالي عدم خروج الدم وانقطاع الدورة الشهرية.
- الإرضاع: في الحالة الطبيعية يتوقف خروج الدم خلال الإرضاع نتيجة زيادة مستوى هرمون البرولاكتين والذي يمنع عملية الإباضة مما يسبب انقطاع الطمث.
الأسباب غير الطبيعية لانقطاع الدورة الشهرية
تأتي أهم الحالات المرضية المسببة لتوقف الدورة الشهرية وفق ما يلي:
- الأمراض المناعية: عند إصابة الأنثى بأي مرضٍ مناعيٍ فإن الخلل الذي يصيب جهاز المناعة لديها، سيؤثر بشكلٍ سلبيٍّ على عملية الإباضة من خلال إطلاق أجسامٍ تهاجم المبيض وتوقف عمله.
- اضطراب الغدة الدرقية: ففي حالة حدوث قصورٍ في عمل هذه الغدة، ستتأثر مستويات الهرمونات الجنسية مما يسبب توقف عملية الإباضة.
- العلاج المتقدم للسرطان: أي في حالة استخدام المواد الكيميائية أو العلاج بالأشعة، وبالتالي التأثير السلبي على عمل المبايض.
- استئصال الرحم: سواءً كانت عملية الاستئصال بشكلٍ جزئيٍ أم كلي.
- التوتر المرضي: حينما تصاب الأنثى بحالةٍ مستمرةٍ من التوتر فإن غدتها النخامية ستتعطل عن العمل وبالتالي منع خروج البويضة كونها الغدة المسؤولة عن ذلك.
- حالة فشل الإباضة: أي انتهاء البويضات المخزنة في مبايض الأنثى وبالتالي توقف الدورة الشهرية.
علاج انقطاع الدورة الشهرية
توجد عدة أمورٍ هامةٍ تعمل على المساعدة في التخلص من مشكلة انقطاع الدورة حين تكون الحالة قابلةً للعلاج، ومنها:
- اعتماد النظام الغذائي الصحي بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية بشكلٍ يومي.
- التقليل من تناول الأغذية ذات نسب الدهون العالية والتي تؤثر على ضغط الدم وتعرف من فرصة الإصابة بأمراض القلب.
- المعالجة التعويضية للهرمونات الجنسية والتي تعمل على تواجدها بشكلٍ طبيعي وتعويض الخلل الحاصل في مستوياتها.
- اتباع نمط حياة هادئ أي تجنب الأنشطة المسببة للتوتر وبالتالي التخلص من الضغوط النفسية.
معلومات خاطئة عن الدورة الشهرية
- تجنب الحركة خلال أيام الطمث: تعتبر من النصائح الشائعة للأنثى ولكن الحقيقة تقول عكس ذلك، فحركة الجسم ضروريةٌ في هذه الفترة من أجل تنظيم تدفق الدورة الدموية والتخفيف من تقلص الرحم.
- عدم الاستحمام: إن الامتناع عن الاستحمام في تلك الأيام سيزيد من فرص تكاثر الأوساخ والجراثيم وبالتالي الإصابة بالفطريات، لذلك يجب الاستحمام للحفاظ على نظافة المهبل. بالإضافة إلى زوال التشنجات بسبب الماء الدافئ.
- الامتناع عن السباحة: فقد ثبت بأنه لا يوجد شيءٌ صحيٌ يعيق الأنثى من ممارسة السباحة خلال أيام الحيض، ولكن يجب عليها المحافظة على نظافتها جيدًا بعد الخروج من المياه.
- تجنب تناول النشويات: أثبتت الدراسات أن النشويات لا تؤثر نهائيًا على مسألة الدورة الشهرية، ولكن في المقابل يجب التركيز على تناول كمياتٍ كبيرةٍ من الخضروات والفواكه.
إلى هنا ينتهي مقالنا عن أسباب انقطاع الدورة الشهرية، ومع تمنياتنا بالصحة والسلامة للجميع نرجو أيضًا أن تقدم هذه المعلومات للقارئ المعرفة المطلوبة وتساعده في فهم الأمور بشكلٍ واضحٍ وبسيط. ولكن من الضروري علينا أن ننصح بوجوب مراجعة الطبيب عند التعرض لتلك الحالات تجنبًا للوصول إلى مشكلةٍ أعقد.