هل تتساءل ما هي أسباب الحمل المديد ومخاطره؟ عادةً تستقبل المرأة خبر حملها بفرح كبير، وتعد الأيام والأسابيع لاحتضان جنينها. ومع أن المتعارف عليه بأن مدة الحمل هي تسعة أشهر، ولكن بعض النساء قد يحدث معها اضطرابات تخل بهذا الموعد. فتجد بعض النساء يتعرضن لولادة مبكرة فيلدن وهنن لا يزلن في الشهر السابع أو الثامن وحتى أن بعضهم يلدن بالشهر السادس! وبالإضافة إلى ذلك تجد من تتأخر ولادتهن ويمتد حملهن لأكثر من تسعة أشهر وهو ما يسمى بالحمل المديد. فتتعرض الأم لخطر فقدان جنينها أو إصابته ببعض التشوهات. تعريف وأسباب الحمل المديد ومخاطره هي محور مقالنا لهذا اليوم، فتابعونا.
أسباب الحمل المديد ومخاطره
مدة الحمل الطبيعية لدى المرأة هي 280 يومًا بشكل وسطي، أي ما يعادل أربعين أسبوعًا. ولكن بعض الحمول تمتد لأكثر من ذلك ويبقى الجنين داخل رحم أمه مدةً تتجاوز الـ 41 أسبوعًا اعتبارًا من تاريخ آخر حيض. ويحدد عمر الجنين بشكل أكثر دقة عبر التصوير الشعاعي، الذي يعتمد على نقاط التعظم لتديد عمر الجنين أو مدة الحمل. وكذلك التصوير بالأمواج فوق الصوتية وبعض الفحوص المخبرية للسائل الأمينوسي طرق تساعد في تحديد عمر الجنين. وقد جمعنا لكم كل من أسباب حدوث هذه الحالة ومخاطرها فيما يلي:
أسباب الحمل المديد
لا تزال أسباب حالة امتداد الفترة الحملية غير محددة بدقة. ولكن لوحظ عدة عوامل مشتركة لدى السيدات اللواتي من بتجربة الحمل المديد. وهي:
- السيدة التي حدث لها حمل مديد معرضةً لتكرار الحالة في الحمول اللاحقة.
- كذلك قد تكون الإصابة بالقصور الخمائري في المشيمة هي السبب بحدوث الحمل المديد.
- وجود بعض التشوهات الجنينية قد تكون هي المسبب للحمل المديد. كغياب الجمجمة أو غياب نخامى الجنين أو نقص التنسج الكظري لدى الجنين.
- كما ولوحظ ان أغلب السيدات ذوات الحمل المديد كن يعتمدن على حبوب منع الحمل في كثير من الحمول.
مخاطر الحمل المديد
عندما يخبر الطبيب السيدة بأنها تعاني من حمل مديد، تزداد هواجسها ومخاوفها من آثار على ذلك على صحتها وصحة جنينها. وفي الحقيقة فإن الحمل المديد يعرض المرأة لاحتمالات كثيرة ومشاكل متعددة، وهي:
- إمكانية حدوث عسر ولادة كتفي، فينحشر كتف الجنين في قناة الولادة أثناء المخاض.
- إمكانية الاحتياج لإجراء عملية ولادة قيصرية أو عملية ولادة مهبلية جراحية بمساعدة الملقط.
- معاناة الجنين من حجم زائد عن الطبيعي.
- وجود كمية منخفضة من السائل المغذي المحيط بالجنين.
- عجز المشيمة من القيام بدورها ونقل الغذاء والأوكسجين بشكل كاف إلى الجنين.
- مرو البراز الأول للجنين قبل الولادة.
- وفاة الجنين في رحم أمه أو بعد والدته بفترة قصيرة.
- حدوث تمزق بين فتحة المهبل والشرج.
- نزف شديد اثناء أو بعد الولادة.
أهم المشاكل التي يتعرض لها الجنين أثناء الحمل المديد
- تألم الجنين خلال المخاض فيكثر حدوث اضطرابات في مخطط قلب الجنين، فيحدث تباطؤ وعودة إلى النظم الطبيعي، وتتكرر هذه العملية.
- استنشاق العقي أو البراز الأول للجنين هو حدث خطير يؤثر على صحة الجنين وحياته. فهو يدخل إلى رئتيه فيحتاج للأوكسجين فور ولادته او قد يوضع على المنفسة الصناعية. وفي حال نجاته يبقى معرضًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم الرئوي بشكل مزمن.
- إصابة الجنين برضوض خلال الولادة كمشكلة انعضال الكتفين الذي يؤدي إلى شلل الضفيرة العضدية أو كسر العضد أ الترقوة أو اختناق مع أذية عصبية. ومن الممكن حدوث أورام دموية رأسية أو كسور في الجمجمة.
- وفي حالات ليست قليلة يتعرض الجنين للوفاة في حالات الحمل المديد.
علاج الحمل المتأخر أو المديد
يعتمد الطبيب في تعامله مع حالة الحمل المديد او ما يعرف بالحمل المتأخر على عدة خطوات. نقدمها لكم فيما يلي:
- قبل كل شيء، يجرب التأكد من حساب الحمل بدقة اعتمادًا على تاريخ آخر طمث. فقد تكون هناك خطأ في تقدير مدة الحمل.
- مراقبة وضع الجنين باستمرار قبل المخاض كمراقبة حيويته ودقات قلبه وغير ذلك.
- كذلك يجب مراقبة وضع الأم وصحتها.
- في حالا استمرار الحمل لأكثر من 43 أسبوعًا، يضطر الطبيب لتحريض المخاض عن طريق بعض الأدوية مع استمرار مراقبة نبضات الجنين.
- إذا لم يستجب جسم الأم لتحريض المخاض خلال ثلاثة أيام، أو في حال حدوث اضطراب بنبض الجنين يلجأ الطبيب للولادة القيصرية.
حساب أسابيع الحمل المتأخر
استخدام الطبيب للفحص بالأمواج فوق الصوتية هو الطريقة الأكثر دقة لتحديد عمر الحمل. فيستطيع الطبيب قياس حجم الجنين منذ بداية تكونه داخل كيس الحمل، ويراقب النمو في الأشهر والمراحل التالية. وبقياس حجم الجنين يستطيع تحديد عمره والتنبؤ بموعد الولادة بناءً على ذلك. وتجدر الإشارة إلى أن الفحص المبكر في المراحل الأولى من الحمل تساعد الطبيب على تحديد عمر الجنين بدقة أكبر. وتعد هذه الطريقة الأصح في تحديد موعد الولادة خصوصًا إذا كانت الأم تعاني من دورة شهرية غير منتظمة أو نسيت تاريخ آخر طمث، فيتعذر عليها الحساب بالطرق التقليدية.
وفي الختام وبعد التعرف على أسباب الحمل المديد ومخاطره، نؤكد على ضرورة المراقبة الحثيثة مع الطبيب لتطور الحمل منذ بدايته بشكل دوري. ليتخذ الإجراءات المناسبة عند أي طارئ دون الانتظار حتى تتفاقم المشكلة.