الثعلبة أو الصلع البقعي مرض من أمراض المناعة أي أنّها تبدأ من جهاز المناعة. حيث يقوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بمهاجمة بصيلات الشّعر معتبرًا أنّها أجسام غربية عن الجسم ويجب القضاء عليها ويؤدي هذا الهجوم إلى ضعف البُصيلات وتصبح أصغر حجمًا وأبطأ نموًا أيضا وبالتّالي يتوقف نمو الشّعر، مما يتسبب بفقدان الشّعر وظهور بقع صلعاء في فروة الرأس بحجم العملة المعدنية تقريبًا. وقد يظهر المرض على شكل بقعة محددة خالية من الشّعر أو بشكل تساقط كامل لشعر الرأس ويسمى عندها بالثعلبة الكليّة، أو يشمل التّساقط جميع أنحاء الجسم فيسمى بالثعلبة الشّاملة. وفي أغلب الأحيان يعود الشّعر للنمو مرة أخرى. والجدير بالذّكر أنّ الثعلبة لا تصيب فروة الرّأس فقط فيمكن أن تصيب الثعلبة الرّموش أو الحواجب أو اللحية أو أي منطقة من مناطق الجسم. وتصيب النّساء والرّجال والأطفال على حد سواء. ولكن يبقى أسباب الثعلبة وطرق علاجها مجرد افتراض لأن السّبب الرّئيسي للإصابة بالثعلبة مازال مجهولًا. وقد يصاحب داء الثعلبة تغيرات في الأظافر وتغير بالعيون أو أمراض نفسية. ومرض الثعلبة غير معدي وسمي هذا المرض باسم الثعلبة لأن فرو الثعالب فيها مناطق ليس فيها شعر. فما هي أسباب الثعلبة وطرق علاجها.
أسباب الثعلبة
كما ذكرنا سابقًا فإن مرض الثعلبة غير معروف السّبب بشكل كامل ولكن يرجح العلماء إلى أنّه خلل في جهاز المناعة مما يؤدي إلى مهاجمة بصيلات الشّعر من قبل الكريّات البيضاء مما يؤدي إلى جفاف الشعر وضعف البصيلة وبالتّالي تساقط الشعر في تلك المنطقة. ويمكن ذكر عدة أسباب تساعد في الإصابة بمرض الثعلبة:
- اضطرابات الجهاز المناعي أو ضعفه، مما يؤدي إلى مهاجمة أنواع من البكتيريا فروة الرأس وتتسبب في تساقط الشّعر.
- التهاب المفاصل الروماتويدي.
- الضغوط النّفسيّة والتّوتر وبعض حالات الاكتئاب والتوتر النفسي والكبت.
- الإصابة بمرض الرّبو.
- الإصابة بمرض الأكزيما أو البهاق.
- وجود إصابات في العائلة فيحمل الشخص جينات حاملة للمرض.
- الإصابة بأمراض الغدة الدّرقيّة.
- بعض الدّراسات أثبتت وجود علاقة بين نقص عنصر الزّنك من الجسم وبين الإصابة بالمرض.
- كما أنّ النقص في بعض الفيتامينات قد يكون سببًا للإصابة كنقص فيتامين D وفيتامين B12.
أعراض الإصابة بالثعلبة
- ظهور شعر رمادي أو أبيض مكان البقع الداكنة.
- لعل العارض الأوضح والأكثر رواجًا هو تساقط الشّعر فيبدأ تساقط الشعر على شكل رقع متعددة بحجم القطع النّقدية، وتكون الإصابة بشكل رئيسي في الرأس لكن باقي أعضاء الجسم ليست بمنأى عن الإصابة كالرموش واللحية وباقي أعضاء الجسم ويكون تساقط الشّعر إما بشكل سريع أو قد يستغرق عدّة أسابيع، قد ينمو الشّعر مرةً أخرى ثم يتساقط في مناطق أخرى لينمو في المناطق السّابقة، وفي بعض الحالات لا يعود للنمو مرةً أخرى.
- تكسّر الشّعر داخل فروة الرأس قبل وصولها إلى سطح الجلد.
- نمو الشّعر على شكل إشارة تعجب فيكون قطر الشّعرة أقل ضيقًا في المكان القريب من البُصيلة، ويلاحظ هذا الشعر بشكل أوضح في الشعر الذي ينمو في بقعة تساقط الشّعر.
- ملاحظة وجود شعر على الوسادة أو تساقط كميات كبيرة منه أثناء الاستحمام.
- ويرافق تساقط الشّعر شعور بالاكتئاب والتّوتر والخوف بسبب القلق والحزن من تساقط الشعر، ولكن في بعض الحلات يظهر التّوتر والقلق قبل تشخيص الحالة.
- تغير في مظهر الأظافر فتصبح خشنة وتفقد لمعانها ويظهر عليها خطوط وبقع بيضاء وتصبح هشة رقيقة سهلة التّكسر.
طرق علاج مرض الثعلبة
لا يوجد حتى يومنا هذا علاج لمرض الثعلبة، ولكن يوجد بعض العلاجات التّي تقوم بإبطاء سقوط الشّعر، وأدوية أخرى تساعد على انبات شعر جديد نذكر منها:
- أدوية موضعيّة مثل (المينوكسيديل والأنثرالين) ويتم فرك فروة الرأس بها مما يؤدي إلى تحفيز نمو الشعر من جديد.
- الكورتيزون يستخدم أحيانًا في علاج الثعلبة ولكن يجب الحذر عند استخدامه بسبب آثاره الجانبية الكثيرة.
- مثبطات المناعة التّي تؤخذ عن طريق الفم، مثل الميثوتريكسات والسيكلوسبورين وتعمل على منع اسنجابة الجهاز المناعي ولكن يجب عدم استخدامها لفترات طويلة بسبب آثارها الجّانبية.
- الكريمات من فصيلة الستيروئيدات.
- حقن الستيرويد التّي تعمل على إنبات الشعر في الأماكن الصّلعاء.
- وأخيرًا يوجد بعض العلاجات الطبيعيّة مثل العلاج العطري والعلاج بالليزر وفرك عصير البصل على المنطقة المصابة.
عوامل من شأنها المساهمة في تطوّر الثعلبة
- العامل الجيني والوراثي: كما ذكرنا سابقًا أنّ سبب الإصابة بالثعلبة غير واضح، إلّا أنّ العلماء يرجحون سبب هذا الخلل المناعي من الجينات فقد تزداد احتمالية الإصابة بالثعلبة عندما يكون أحد أفراد عائلة الأم أو الأب مصابًا بهذا المرض. إلّا أنّهم أكّدوا أنّها تحتاج وجود جينات المرض لدى الأم والأب وهذا مغاير لنظرية انتقال الأمراض بالوراثة.
- العامل البيئي: لا يمكننا تحميل العالم الوراثي وحده مسؤولية الإصابة بمرض الثعلبة، فهناك العامل البيئيّ الذي لا يمكننا اغفاله، كالتعرض للمواد السّامة أو العدوى الفيروسية قد تكون سببًا للإصابة.
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة
- ذكرنا سابقًا أن العامل الوراثي يحمل الكثير من المسؤولية للإصابة بالمرض لذلك يظهر بشكل كبير لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب أصيبوا بالثعلبة.
- الأشخاص دون سن الثّلاثين: تعتبر الفئة العمرية بين مرحلة الطّفولة وسن المراهقة هي الفئة الأكثر إصابة بمرض الثعلبة.
- الأشخاص الذّين يعانون من أمراض تسبب في تخفيض مناعتهم نذكر من هذه الأمراض النّوع الأوّل من السّكري والرّبو وأمراض الغدة الدّرقيّة وحمّى القش ومتلازمة داون، كما أن نقص فيتامين د وفيتامين ب12 قد يكون سبب للإصابة.
- الأشخاص الذّين يتناولون دواء نيفولوماب المستخدم في علاج بعض أنواع مرض السّرطان وخاصّة سرطان الرّئة وسرطان الخلايا الصّبغية، فيبدأ تساقط الشعر بعد بضعة أشهر من تناول الدّواء، وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة بالثعلبة لا تشمل جميع الأشخاص الذين تناولوا الدّواء ولكن هذا النّوع من تساقط الشّعر يعتبر مؤقت ويعود الشّعر إلى وضعه الطّبيعي بعد التّوقف عن العلاج.
ويبقى هذا المرض يشوبه الغموض وعدم اليقين من أسبابه وطرق انتقاله وأساليب علاجه، لذلك يجب علينا الاهتمام برفع مناعة الجسم واستشارة الطبيب عند حدوث أحد الأعراض السّابقة، ودمتم بخير وسلامة.