أسباب التهاب المريء

قبل كل شيء تعتبر أمراض المريء من الاضطرابات الشائعة نوعًا ما فما أسباب التهاب المريء وأهم الأعراض الناتجة عنه، وهل هو مرض خطير وكيف نعالجه؟ سنجيب عن جميع هذه الأسئلة في مقالنا التالي. قبل كل شيء يعد المريء جزءًا رئيسيًا من الجهاز الهضمي، حيث يصل بين البلعوم والمعدة ويؤمن مرور الطعام بشكل طبيعي ضمن السبيل الهضمي. ويتكون المريء من طبقتين هما المخاطية والعضلية. كما يحدث التهاب المريء على حساب الطبقة الداخلية المخاطية، فتظهر التقرحات والجروح على كامل امتداد المريء، مما يؤدي لآلام شديدة وصارخة. وبالتالي يهرع المريض لزيارة الطبيب ليطمئن على نفسه أولًا ولتخفيف آلامه ثانيًا

أسباب التهاب المريء

هناك مجموعة من الأسباب التي تؤدي في النهاية إلى التهاب المريء وتقرّح طبقته الداخلية. ومن أهمها نذكر:

  • القلس المعدي المريئي: وهو عبارة عن صعود المواد التي تفرزها المعدة باتجاه المريء متجاوزةً بذلك الحاجز الموجود في أعلى المعدة. والذي يمنع ذلك في الحالة الطبيعية. وبما أن مخاطية المريء غير مجهّزة للتماس مع هذا النوع من الحموض ستتقرح وتنزف وتلتهب.
  • الالتهاب الفطري: يمكن أن تغزو الفطور الجهاز الهضمي عند المرضى ناقصي المناعة والمصابين بالأمراض الخطيرة المضعفة للجسم. يعد التهاب المريء من أهم الأمراض التي تنتج عن هذه العملية. ويمكن القول بأن المبيضات البيض هي أشيع أنواع الفطور المتهمة بهذه العملية.
  • المواد القلوية: تتفاعل المواد القلوية مع مخاطية المريء مؤديةً إلى تقرحات عميقة ومؤلمة جدًا. تعتبر المنظفات كماء الكلور من خير الأمثلة على هذه المواد. ولهذا ننصح دائمًا بإبعادها عن أيدي الأطفال ووضعها في عبوات خاصة تساعد على تمييزها من قبل سيدة المنزل.
  • المواد الحامضية: تتفاعل المواد الحامضية مع مخاطية المريء بطريقة مشابهة للمواد السابقة. ولكن تأثيرها يمكن أن يكون أخف شدةً وأقل خطورةً. ومن الأمثلة عليها نذكر الحموض الموجودة في المختبرات والتي تدخل في أغلب التجارب العملية والعملية.
  • أقراص الدواء الصلبة: يتم صنع هذه الأقراص لتنحل ضمن المعدة متأثرةً بحموضتها. وبالتالي فهي مخرّشة جدًا لمخاطية المريء وغير مناسبة لها، إذ أنها قد تسبب التهابهًا عند التماس الطويل معها. وهذا تمامًا ما يحدث عند تناول الدواء بدون شرب كمية مناسبة من الماء بعده.

أعراض التهاب المريء

يمكن القول بأن التهاب المريء من الأمراض الصارخة التي تعبر عن نفسها بكل وضوح، حيث يعاني المريض من مجموعة من الأعراض الشديدة التي تدفعه إلى مراجعة الطبيب على الفور.

ومن أهمما نذكر:

  • الألم الشديد في الصدر، حيث يقلد ألم النوبة القلبية والفارق الوحيد بينهما أن ألم التهاب المريء يشتد خلال تناول الطعام وبعده. ولكن هذا الفرق غير كافي لنفي الإصابة القلبية التي يجب على الطبيب أن يتحرى عنها.
  • البلع المؤلم إذ يعاني المريض من ازياد الألم عند تناول الطعام كما ذكرنا سابقًا، فتخف شهيته، ويحاول تجنب الطعام بشكل دائم. وينتج عن ذلك في النهاية فقدان الوزن والهيئة غير الصحيّة للمريض.
  • الشعور بحرقة مزعجة في منتصف الصدر تقلق راحة المريض، وتزداد هذه الحرقة بالانحناء للأمام والاستلقاء وتناول بعض الأطعمة كالشوكولا. كما تتفاقم بالتدخين والمشروبات الكحولية.
  • حالة نفسية غير مستقرة، حيث يشعر المريض بالقلق والخوف من الموت نظرًا لشدة الألم. وقد يفقد قدرته على الاستمتاع بالحياة.

طرق تشخيص التهاب المريء

يعتمد الطبيب على مجموعة من الطرق لتشخيص التهاب المريء، وهي:

  • شكوى المريض: يأتي المصاب بالتهاب المريء إلى الطبيب بأعراض مميزة تساعد على توجيه الطبيب نحو مرضه كالألم الصدري والحرقة وصعوبة البلع.
  • التنظير الهضمي العلوي: قد يلاحظ الطبيب علامات مشخصة عند قيامه بإجراء تنظير علوي للمريض. ولكن هذه العلامات لا تظهر عند جميع المرضى أي أن التنظير يمكن أن يكون طبيعيًا بالكامل.
  • العلاج التجريبي: يرتاح مرضى التهاب المريء عند تناول مضادات الحموضة، وهي علامة مهمة جدًا توجه الطبيب نحو التشخيص الصحيح.

علاج التهاب المريء بالأدوية

يعتمد العلاج على السبب فلكل داء دواء خاص به، ومن أهم الأدوية المستخدمة لعلاج التهاب المريء نذكر:

  • حاصرات مضحة البروتون: يعمل هذا الصنف الدوائي على تقليل الإفرازات الحمضية للمعدة، وذلك من خلال تعطيله لعمل مضخة البروتون المسؤولة عن إنتاج حمض كلور الماء، والذي يعد من أكثر العناصر المساهمة في حدوث التهاب المريء. ويعتبر الأوميبرازول من أهم أصنافها الموجودة في الأسواق.
  • معدلات الحموضة: تقوم هذه الأدوية بتعديل مفرزات المعدة وتخفيف حموضتها لتصبح أقل تأثيرًا على المريء. ومن أصنافها نذكر الرانيتدين.
  • المضادات الفطرية: تعتبر المضادات الفطرية هي الأدوية المختارة لعلاج التهاب المريء بالفطور كالمبيضات البيض. وهي فعالة جدًا إلا أنها تتطلب التزامًا لوقت طويل ومتابعة حثيثة. ومن أصنافها نذكر الفلوكونازول والإيتراكونازول والنيستاتين.
  • الستيروئيدات: يمكن القول بأن الستيروئيدات هي الحل المثالي لعلاج المراحل المتقدمة من التهاب المريء. ويعد تناول المواد القلوية والحامضية من أهم الحالات التي نستخدم فيها هذا الصنف الدوائي، حيث تساعد على ترميم المخاطية وتقي من الانثقاب.

علاقة التهاب المريء بسرطان المريء

هل يمكن أن يتطور التهاب المريء إلى سرطان خطير؟ نعم يمكن ولكن في حالات خاصة ونادرة جدًا، لذلك لا ينبغي على المرضى إهمال مرضهم، ويجب عليهم الالتزام بالعلاج وتعليمات الطبيب بشكل دقيق. كما يتطور سرطان المريء بسبب التخريش المستمر والمتكرر للمخاطية، ويمكن القول بأن حمض كلور الماء والتدخين من أهم الأسباب له. ويتسم سرطان المريء بدرجة خطورة كبيرة، فهو ينتشر بسرعة إلى الأعضاء المجاورة له في الصدر ويتسبب بعدد كبير من الوفيات إحصائيًا. وهذا سبب آخر لعدم إهمال مشاكل المريء وأمراضه.

وهكذا نكون قد تحدثنا عن أسباب التهاب المريء وذكرنا أهم أعراضه وطرق تشخيصه وعلاجه. كما وضحنا العلاقة بين التهاب المريء وسرطان المريء. نتمنى أن يكون مقالنا كافي ووافي بالمعلومات المفيدة.

Scroll to Top