هل سبق لك وأن عانيت من ألم أو حرقان عند التبول؟ ثم لاحظت تسريب كميات صغيرة من الدم مع البول بشكل شبه متكرر. بالإضافة إلى شعورك بالحاجة الملحة إلى التبول بشكل دائم والمترافق مع ألم في أسفل البطن. إذًا تكشف هذه الأعراض عن إصابتك بالتهاب المثانة. وفي حال أنك أصبت بالحيرة والارتباك حول أسباب التهاب المثانة وطرق علاجها ليس عليك أن تهلع. عزيزي القارئ تابع معنا المقال التالي سنتكلم فيه حول المزيد من أسباب التهاب المثانة وطرق علاجها.
التهاب المثانة
في البداية وجب التعريف بالمثانة وهي عبارة عن عضو عضلي مجوف يستقر في أسفل الحوض. وتظهر المثانة على هيئة كيس مرن قابل للتمدد يقع أعلى وخلف عظم العانة. ومن دون أن ننسى بأن الوظيفة الأساسية للمثانة هو احتواء البول الذي تلقته من الحالب ريثما تمتلئ. والأمر الذي يلي امتلائها هو الشعور بالحاجة إلى التبول وهي حالة يمكن السيطرة عليها عند معظم البالغين.
يتم تعريف التهاب المثانة في الأوساط العلمية على أنه انتفاخ في المثانة ناتج عن تهيج فيها. وهو مرض شائع الانتشار حول العالم ويصيب جميع الأعمار. وعلى الرغم من أنه يصيب الإناث والذكور على حد سواء إلا أن الفئة الأكبر من المصابين هم من النساء. وإن التفسير العلمي لذلك هو قصر الإحليل لدى الإناث، فهو لا يشكل درعًا كافيًا للحماية من مسببات الالتهاب. ومن الجدير بالذكر أن احتمال تحسن الحالات الخفيفة من هذا المرض كبير، ولكن معظم الناس سوف يعانون من التهابات متكررة في المثانة.
ومن دون أن ننسى أن التهاب المثانة يعد نوعًا من التهابات المسالك البولية. والأمر الذي يجعل من هذا المرض أكثر خطورة هو إمكانية تطوره في أي جزء آخر من المسلك البولي. وللكشف عن هذا المرض يمكن أن يعتمد بعض الأطباء على الأعراض. وفي معظم الحالات لا تظهر أعراض الالتهاب على الأشخاص المصابين بالتهاب المثانة. الأمر الذي يدفع بالبعض الآخر من الأطباء نحو اللجوء إلى فحص عينة من البول وإجراء المزيد من الفحوصات.
أعراض التهاب المثانة
هنالك العديد من الدلائل والمؤشرات التي تتيح للأطباء التحديد من خلالها عما إذا كان الشخص مصابًا بالتهاب المثانة أم لا. ففي البداية تتمثل الأعراض بحرقة شديدة تترافق مع التبول الذي يحدث بصورة شبه دائمة. ثم تتطور الأعراض إلى تسرب البول بطريقة لا إرادية ووجود الدم فيه. ومن دون أن ننسى الآلام غير المحتملة والتي يشعر بها المريض أسفل البطن وعند التبول. وكذلك أود التنويه إلى أن هذا النوع من الالتهابات لا يترافق بالضرورة مع ارتفاع في حرارة الجسم أو الإصابة بالحمى.
أسباب التهاب المثانة وطرق علاجها
عندما نسمع كلمة التهاب كل ما سوف يدور في ذهننا حول هذا المرض هو أنه ناتج عن عدوى بكتيرية وأن العلاج المناسب له سيكون حتمًا وبلا شك المضادات الحيوية. ولكن القصة لن تنتهي هنا إذ تتعدد أسباب التهاب المثانة وطرق علاجها. والتي سنحاول شرحها بالتفصيل قدر الإمكان.
أسباب التهاب المثانة
كما ذكرنا سابقًا فإن المسبب الرئيسي خلف هذا المرض هو البكتيريا التي تستطيع الوصول إلى المثانة من خلال عدة طرق. بالإضافة إلى المزيد من الأسباب والتي تتمثل بالآتي:
- في البداية قد يشكل الاتصال الجنسي أحد طرق وصول الجراثيم عند الإناث إلى الإحليل ومنه إلى المثانة.
- وكذلك من الممكن أن يؤثر الحمل عند النساء على تفريغ المثانة مما يؤدي إلى التهاب المثانة.
- بالإضافة إلى حالات انقطاع الطمث عند السيدات التي ينتج عنها انخفاض في إنتاج الهرمون الأنثوي الإستروجين. الأمر الذي يؤدي إلى التهابات في المهبل والإحليل والتي قد تتطور إلى التهابات في المثانة.
- وفي بعض الحالات يكون التهاب المثانة ناتج عن أمراض أخرى مثل الناسور المثاني المهبلي أو تدلي الرحم.
- في المقابل تشكل العدوى البكتيرية في البروستات السبب الأكثر شيوعًا عند الذكور.
- وكما يشكل التهاب الإحليل سببًا لا يجدر الاستهانة به للإصابة بمرض التهاب المثانة عند معظم الرجال.
- ومن دون أن ننسى الأثر الكيميائي أو الإشعاعي عند كلا الجنسين في إحداث التهابات في منطقة الحوض مثل التهاب المثانة.
- والأمر الأخير الذي يهمنا ذكره هو الاحتمالية الكبيرة للإصابة بهذا المرض بعد استخدام القسطرة البولية لفترة طويلة نتيجة تلف الأنسجة أو انتقال البكتيريا إلى المثانة.
طرق علاج التهاب المثانة
وكما ذكرنا مسبقًا فإن طريقة العلاج الأكثر اتباعًا هي باستخدام المضادات الحيوية. وبالاعتماد على صحة المريض ودرجة الالتهاب سيحدد الطبيب نوع المضادات الحيوية المستخدمة ومدة العلاج. ومن المهم التنويه إلى أهمية الالتزام بمدة العلاج للتأكد من القضاء على العدوى. ورغم ذلك سيحتاج المصاب بالتهاب المثانة إلى بعض الأدوية التي تسهم في تهدئة الأنسجة الملتهبة مثل مسكنات الألم المختلفة. ومن الجدير الذكر بأنه في حالة تدلي الرحم سيكون من الأفضل القيام بمعالجة جراحية لمنع حدوث العدوى المسببة لهذا المرض.
طرق الوقاية من التهاب المثانة
يهم الجميع أن يكون جسده صحيًا ويبعد نفسه عن كل ما قد يضر صحته للوقاية من الأمراض. وبالنسبة للإجراءات الوقائية حول مرض التهاب المثانة فهي متعددة. نذكر أهمها:
- الإكثار من شرب السوائل وبالأخص الماء، فهي تمنع تكاثر الجراثيم في المثانة والمسالك البولية الأخرى.
- عدم حبس البول في المثانة والتبول بشكل دائم.
- إبعاد المواد العطرية والكيميائية عن الأعضاء التناسلية.
- تجنب ارتداء الملابس الضيقة أو المصنوعة من النايلون.
وفي الختام نتمنى أن تكون معلوماتنا حول أسباب التهاب المثانة وطرق علاجها قد أفادتكم في التعرف على هذا المرض. إذ وعلى الرغم من أن التهاب المثانة لا يشكل تهديدًا خطيرًا على حياة المرء إلا أنه يؤثر بعمق على جودة الحياة التي يأملها في حياته.