التهاب الكبد الشبيه بالذئبة (AIH)، هو اضطراب كبدي مناعي ذاتي. ينتشر عند الإناث أكثر من الذكور، ويرتبط بارتفاع مستويات أنزيم ترانسأميناز الكبدي، والجلوبيولين المناعي. إذ تحدث تغيرات نسيجية بسبب الالتهاب في خلايا الكبد وأنسجة الكبد. يظهر عادةً عند الأطفال. وعادةً يعاني المريض من أعراض غير محددة، مثل الشعور بالضيق والخمول وآلام المفاصل دون التهاب المفاصل. كما يمكن أن يظهر بشكل حاد للغاية، إذ يتطور بسرعة ويؤدي إلى تليف الكبد في فترة زمنية قصيرة نسبيًا. وهو من الالتهابات الوبائية الشبيهة بفيروس B الكبدي. وفي سطور مقالنا التالي سنعرض أهم المعلومات عن هذا المرض.
العوامل تزيد الإصابة بالتهاب الكبد الشبيه بالذئبة
تتضمن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بالتهاب الكبد ما يلي:
- الإصابة بعدوى فيروسية أو جرثومية مسبقًا. قد يتطور التهاب الكبد المناعي الذاتي بعد إصابتك بالحصبة أو الهربس أو فيروس إبشتاين بار. كما يرتبط المرض أيضًا بعدوى التهاب الكبد A أو B أو C.
- العوامل الوراثية، إذ تشير بعض نتائج البحوث إلى أن الاستعداد للإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي قد يكون له منشأ وراثي عائلي.
- الإصابة بأمراض المناعة الذاتية. حيث قد يكون الأشخاص الذين يعانون بالفعل من أمراض المناعة الذاتية، مثل مرض الاضطرابات الهضمي والمعوية أو التهاب المفاصل الرثوي أو فرط نشاط الغدة الدرقية، أكثر عرضة للإصابة بالتهاب الكبد المناعي الذاتي.
أسباب التهاب الكبد الشبيه بالذئبة
يحدث التهاب الكبد المناعي الذاتي عندما يستهدف جهاز المناعة في الجسم الخلايا الكبدية. إذ يمكن أن تؤدي هذه الهجمات التهابًا مزمنًا في خلابا الكبد وتلفها. لم يتمكن العلماء من معرفة مسببات هجوم الجهاز المناعي لخلايا الكبد بعد. لكن يعتقد الباحثون أن التهاب الكبد المناعي الذاتي يمكن أن يكون ناجمًا عن العوامل الجينية، التي تتحكم في وظيفة الجهاز المناعي، أو التعرض لفيروسات أو أدوية معينة.
أعراض التهاب الكبد الشبيه بالذئبة
تختلف علامات التهاب الكبد وأعراضه بين الأشخاص المصابين، وقد تظهر تدريجيًا أو فجأةً. وقد يعاني البعض من مشاكل قليلة في المرحلة المبكرة من التشخيص، في حين قد يعاني البعض الآخر أعراض أخرى تشمل:
- الدوران والغثيان.
- مشاكل هضمية.
- أعراض شبيهة باليرقان مثل، إصفرار الجلد.
- تضخم في الكبد.
- فرط تنسج أوعية دموية على الجلد (الأورام الوعائية العنكبوتية).
- طفح جلدي.
- آلام مفصلية.
- قلة الدورة الشهرية عند النساء.
تشخيص التهاب الكبد الشبيه بالذئبة
إن الكشف عن التهاب الكبد الشبيه بالذئبة يكون عادةً بالصدفة. وذلك عن طريق فحص دم روتيني للمريض. أو خلال الفحوصات التي تُجرى عند التبرع بالدم. بالإضافة إلى ذلك، يشابه تشخيص التهاب الكبد الشبيه بالذئبةمع التهاب الكبد C الوبائي الجرثومي في زيادة نسبة الأنزيمات الكبدية في الدم عند المريض. وفي بعض الحالات المتقدمة من المرض قد يلجأ الطبيب لأخذ خزعة من نسيج الكبد عند المريض.
علاج التهاب الكبد الشبيه بالذئبة
مهما كان نوع التهاب الكبد المناعي الذي يعاني منه المريض، تهدف المعالجة إلى إبطاء أو إيقاف هجمات الجهاز المناعي على الخلايا الكبدية. في حين، يساعد العلاج في إبطاء تطور المرض ولكن قد يكون لبعض الأدوية آثار جانبية. حيث سيُعطى المريض أدوية تُضعف جهاز المناعة.
مع العلم أن خط العلاج الأول هو بريدنيزون، وهو أحد طلائع الكورتيزون. قد يصف الطبيب دواء آخر وهو الآزوثيوبرين، إضافةً إلى بريدنيزون. ولكن تسبب المعالجة طويلة الأمد بدواء البريدنيزون مضاعفات خطيرة، مثل مرض السكري الشبابي، وهشاشة العظام وارتفاع واضح في ضغط الدم، واحتباس السوائل، وزيادة الوزن. كما قد يساعد إضافة دواء الآزوثيوبرين أيضًا على تجنب الآثار الجانبية للبريدنيزون.
وعند تطور الحالة المرضية، قد يحدث تليف لخلايا الكبد، عندها لن تنفع الأدوية وقد يحتاج المريض إلى عملية زرع كبد.
حيث أثناء زراعة الكبد، يتم استئصال الكبد المصاب واستبداله بكبد سليم من متبرع متوافق نسيجيًا مع المريض. عادةً ما تستخدم عمليات زرع الكبد كبدًا من متبرعين قد توفوا. في بعض الحالات، يمكن استبدال الكبد من متبرع حي. إذ في حال كان المتبرع حيًا، يتم زراعة جزء من كبد سليم من متبرع حي. وبعدها يبدأ كلا الكبدين في تجديد خلايهما على الفور تقريبًا.
وفي الختام، نتمنى أن يكون مقالنا مصدرًا وافيًا للقارئ، مع التأكيد على ضرورة الاهتمام بصحة أجسامنا، وذلك باتباع العادات الصحية التي تحافظ على صحة الكبد، مما يضمن قيامه بوظائفه بالشكل الصحيح، ويحميه من الأمراض التي تهدده مثل التهاب الكبد شبيه بالذئبة.