هل تشكّين بأن طفلك يعاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؟ هل تريدين معرفة أسباب وأعراض هذا الاضطراب؟ لا بد إذن أنك تبحثين عن العلاجات المتاحة أيضا. سنجيب في هذا المقال عن كل هذه الأسئلة، كما سنبين شرحًا مفصلًا عن كل ما يخص هذا الاضطراب.
إن اضطراب نقص الانتباه هو من الحالات المزمنة التي تصيب ملايين الأطفال حول العالم، وأغلب هذه الحالات تستمر في مرحلة البلوغ أيضا. ويترافق هذا الاضطراب مع مجموعة من المشكلات الدائمة، مثل صعوبة الانتباه والتركيز لفترة طويلة، وفرط في الحركة، والنشاط الزائد، كما يترافق مع سلوك اندفاعي أيضا. بالإضافة إلى العديد من المشاكل الأخرى التي سنذكرها لاحقًا. تظهر أعراض الاضطراب لدى الأطفال قبل سن 12 عام، ويعطي أعراض ملحوظة في عمر 3 سنوات. كما أنه من الاضطرابات التي تصيب الذكور بنسب أعلى من الإناث، وترافق الطفل لفترة تمتد إلى ما بعد الطفولة. سنبين من خلال الفقرات التالية كل المعلومات التي تهمك عن باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط.
أسباب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
على الرغم من أن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء الإصابة باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط ما تزال غير واضحة. إلا أن الكثير من الدراسات ما تزال تبحث عن هذه الأسباب، إلا أن الكثير من الأبحاث ربطت الإصابة بهذا الاضطراب مع العديد من الأسباب والعوامل التي تشمل ما يلي:
- العامل الوراثي: حيث تزيد احتمالية الإصابة في حال وجود أقارب مصابين، مثل أحد الوالدين أو الأخوة.
- التعرض لأنواع من السموم البيئية: مثل الاحتكاك مع مادة الرصاص، والذي يتواجد بشكل أساسي في مواد الطلاء والأنابيب، كما يتواجد في المباني القديمة.
- تعاطي الأم للمخدرات، أو شربها المواد الكحولية، أو تدخينها التبغ أثناء الحمل.
- الولادة المبكرة من الأسباب المرتبطة بهذا الاضطراب أيضا.
- على الرغم من ارتباط تناول السكر بكميات كبيرة مع فرط النشاط، ولكن ليس هناك دليل موثوق على ذلك.
- كما تؤدي بعض المشكلات التي ترتبط بالجهاز العصبي المركزي إلى زيادة الاحتمالية الإصابة بهذا الاضطراب.
يجب أن نشير هنا إلى أن هناك العديد من المشاكل في مرحلة الطفولة التي تؤدي إلى صعوبة الحفاظ على الانتباه لدى الطفل، ولكن هذا لا يعني بالضرورة إصابة الطفل بهذا الاضطراب.
أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تختلف أعراض اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط باختلاف نوعه، وهناك ثلاثة أنواع أساسية هي:
- النوع الأول: عدم الاهتمام والإهمال معظم الأوقات.
- النوع الثاني: الإصابة بفرط النشاط والاندفاع أغلب الوقت.
- النوع الثالث: هو النوع المختلط. وهو مزيج من أعراض عدم الاهتمام وأعراض فرط النشاط والاندفاع.
أعراض النوع الأول من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تظهر أعراض النوع الأول من خلال نمط من عدم الاهتمام، وتتمثل بالتالي:
- فشل في إبداء الاهتمام بأية تفاصيل.
- مشاكل في القدرة على التركيز على المهمات أو اللعب.
- عدم الإنصات، حتى عند التحدث إلى الطفل بشكل مباشر.
- صعوبة في متابعة أية تعليمات تُطلب من الطفل.
- الفشل في إتمام الواجبات المدرسية أو المنزلية.
- يتجنب الطفل المهام التي تتطلب التركيز أو المجهود العقلي.
- تشتت الانتباه بسهولة.
- ضعف الذاكرة والنسيان المستمر. مثل نسيان القيام بالأعمال المنزلية.
- كما قد يرتكب الطفل الكثير من الأخطاء الطائشة في عمله المدرسي.
أعراض النوع الثاني من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
يعاني الطفل المصاب بهذا النوع من أعراض فرط النشاط والاندفاع، والتي تشمل ما يلي:
- التململ والتلوي أثناء الجلوس.
- صعوبة في الجلوس لوقت طويل في المدرسة أو البيت.
- الحركة المستمرة.
- الجري أو التسلق خلال مواقف لا تقتضي القيام بذلك.
- صعوبة في اللعب بهدوء.
- التحدث المستمر.
- التسرع بالإجابة ومقاطعة السائل.
- صعوبة في انتظار الدور.
- مقاطعة أحاديث الآخرين.
مضاعفات اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
يتسبب اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط في جعل حياة الطفل أصعب، حيث يترتب عن هذا الاضطراب المضاعفات التالية:
- الفشل الدراسي، مما يتسبب بالحكم على الطفل من قبل الآخرين.
- التعرض المستمر للحوادث والإصابات.
- الميل إلى عدم الثقة بالنفس، وعدم تقدير الذات.
- مشاكل في التفاعل مع الأطفال الآخرين والبالغين.
- زيادة خطر تعاطي الكحول والمخدرات.
علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تشمل العلاجات المتاحة لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط عند الأطفال نوعين من العلاجات هما الأدوية والعلاج السلوكي. حيث تساعد هذه العلاجات في التقليل من أعراض الاضطراب، لكنها لا تستطيع علاجه بشكل نهائي.
أدوية اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تُعتبر الأدوية المنشّطة أو المنبهات النفسية أكثر الأدوية استخدامًا لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. حيث تعزز هذه الأدوية مستويات الناقلات العصبية في الدماغ. مما يساعد على التقليل من أعراض نقص الانتباه وفرط النشاط. وتشمل هذه الأدوية الأمفيتامينات والميثيل فينيديت.
العلاج السلوكي لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تشمل هذه العلاجات ما يلي:
- العلاج السلوكي: مثل اتباع الأهل والمعلمين لنظام المكافآت الرمزية للتعامل مع المواقف الصعبة.
- تدريب الطفل على المهارات الاجتماعية: مساعدة الطفل على تعلم السلوك الاجتماعي المناسب.
- تدريب الأهل على مهارات الأبوة والأمومة: من خلال تعليم الأهل على الطرق المناسبة لفهم وتوجيه سلوكيات الطفل.
- العلاج النفسي: التحدث مع الأطفال الأكبر سنًا عن مشكلاتهم، وتعليميهم طرق التعامل مع أعراض الاضطراب.
- العلاج الأسري: يساعد هذا العلاج الأبوين والأخوة على التعامل مع ضغوط الحياة المترتبة عن وجود شخص مصاب بـاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط قريب منهم.
الوقاية من اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تستطيعين عزيزتي الأم أن تساعدي في تقليل خطر إصابة طفلكِ باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط من خلال اتباع الإجراءات الوقائية التالية:
- تجنبي تناول المشروبات الكحولية والتدخين أثناء فترة الحمل، كما يجب الابتعاد عن تعاطي المخدرات بجميع أنواعها.
- حماية الطفل من التعرض لأي نوع من التلوث والسموم، مثل دخان السجائر، والمواد الحاوية على الرصاص، مثل مواد الطلاء.
- تقليل فترات مشاهدة الطفل للتلفاز، لأنها مرتبطة بزيادة احتمالية إصابة الطفل باضطراب نقص الانتباه مع فرط الحركة.
تجدر الإشارة في نهاية المقال إلى أن الأطفال الذين يعانون من مشاكل في المدرسة، ولكنهم يحسنون التصرف في المنزل ومع أصدقائهم، هم غالبًا غير مصابين باضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط. وكذلك الأمر بالنسبة للأطفال الذين يعانون من فرط في النشاط أو عدم الانتباه في المنزل، مع بقاء أدائهم المدرسي جيد.