أحاديث شهر رمضان، منح الله سبحانه وتعالى المسلمين هدية عظيمة بحلول شهر رمضان المبارك، ففي هذا الشهر الكريم تهتدي النفوس العاصية إلى طاعة الله. كما تطمئن القلوب التي أثقلت كاهلها الذنوب والمعاصي، والتي تنتظر فتح أبواب السماء لطلب المغفرة. كما ينتظر المسلمون شهر رمضان بفارغ الصبر في كل بقاع العالم. وبحلول الشهر يمارس المسلمون العبادات، والطاعات، ويلتزمون بأحاديث شهر رمضان التي رويت عن رسولنا الكريم. ولا يوجد أفضل من آيات الله التي نبدأ بها مقالنا، حيث يقول الله سبحانه وتعالى {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}. فقد أمرنا الله تعالى باتباع سنة الرسول الكريم
أحاديث شهر رمضان عن الصيام
هناك الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي تضمنت ذكر شهر رمضان والأحكام الخاصة به. فقد حرص الأولياء الصالحون على تشجيع عامة المسلمين على فعل الخير والصالحات خلال شهر رمضان الفضيل. فنقلوا عن الرسول الكريم أحاديث قدسية عن شهر رمضان، ومن أهم هذه الأحاديث الصحيحة:
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إذا كان أول ليلة من شهر رمضان صفدت الشياطين، ومردة الجن، وغلقت أبواب النار، فلم يفتح منها باب. وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل. ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة”. (روى هذا الحديث الترمذي وصححه الألباني).
- كذلك الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه. تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم وتغل فيه مردة الشياطين لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم”. (روى هذا الحديث النسائي وصححه الألباني).
- كذلك الحديث التالي: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن أغمي عليكم فاقدروا له”. (رواه البخاري ومسلم).
- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. “لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين. إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم”، (رواه البخاري ومسلم).
- وأيضًا الحديث التالي عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد شهر رمضان شهر الله المحرم. وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”. (رواه النسائي وصححه الألباني).
- عن عمرو بن العاص رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “فصلُ ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب أكلةُ السَّحَر”. (رواه مسلم).
أحاديث الرسول عن فضل شهر رمضان
يعتبر شهر رمضان المبارك من أفضل أشهر السنة فقد فضله الله تعالى على بقية الشهور. حيث قال تعالى: “شهر رمضان خير من ألف شهر.” كما أنه من أفضل شهور السنة. لأن الله سبحانه يفتح فيه أبواب الجنة، ويغلق أبواب النار، ويكبل الشياطين. فلم تعد تستطيع أن تفسد صيام المسلمين، كما يفتح باب المغفرة للمسلمين. ومن أهم الأحاديث النبوية التي تبين فضل شهر رمضان:
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس. وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن. فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة” (رواه البخاري ومسلم).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث يومئذ ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله، يوم القيامة، من ريح المسك» (رواه البخاري ومسلم)
- كما روى عبد الله بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة، يقول الصيام: أي رب، منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفِّعني فيه، ويقول القرآن: منعته النوم بالليل فشفعني فيه، قال: فيُشفَّعان» (رواه أحمد وصححه الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً، غُفر له ما تقدم من ذنبه) رواه الشيخان.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه. أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغُلّقت أبواب النار، وصُفّدت الشياطين). رواه مسلم.
أحاديث شهر رمضان والعشر الأواخر من الشهر الفضيل
عندما نسأل أنفسنا لماذا فضل الله شهر رمضان على بقية أشهر السنة، فإننا سنجد كثير من الأحداث الجليلة حدثت في هذا الشهر. ففي هذا الشهر نزل القرآن الكريم على سيدنا محمد. كما انتصر المسلمون على الكفار في غزوة بدر. وكذلك فإن ليلة القدر تكون في العشر الأواخر من شهر رمضان، لذلك نقلت الكثير من الأحاديث النبوية عن الأيام العشرة الأخيرة من شهر رمضان وأهمها:
- عن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره”. (رواه مسلم).
- عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر من رمضان» (رواه البخاري، ورواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما).
- كما قالت عائشة رضي الله عنها: “قلت: يا رسول الله، أرأيتَ إن علمتُ أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟” قال: «قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» (رواه أحمد وأصحاب السنن وصححه الألباني).
- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنّة وحصن حصين من النار) رواه أحمد.
- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفاً تُرى ظهورها من بطونها، وبطونها من ظهورها)، فقام أعرابي فقال: لمن هي يا رسول الله؟ قال: (لمن أطاب الكلام، وأطعم الطعام، وأدام الصيام، وصلى لله بالليل والناس نيام) رواه الترمذي.
أجمل ما قيل عن شهر الصوم
يتم التركيز في شهر الخير والبركات، على المسلسلات الدينية وكذلك على البرامج الرمضانية. التي تتحدث عن قصص الأنبياء، وكذلك أجمل العبارات الرمضانية التي تقال عن هذا الشهر الفضيل. وأهم هذه العبارات:
- “تزيدنا نفحات رمضان فرحًا وأملًا بأنّ لنا ربّ عظيم، وقادر على أن يستبدل أحزاننا فرحًا، وآثامنا أعمال صالحة، وخَطايانا حسنات. طالما امتلكنا هذا القلب الأبيض الذي تطيب به الأيّام”.
- كذلك كثيرًا ما نسمع العبارة التالية “إن ذكرى رمضان مَغروسة في آخر أعماق الروح. فهو شهر الخير والرحمة الذي رافق سنوات الطّفولة وسنوات الشباب. وهو شهر الرحمة الذي فاضت به الأخلاق إلى رب العزة، فكل عام وأنتم بخير”
- وكذلك من العبارات التي تتردد كثيرًا في هذا الشهر المبارك “إن شهر رمضان هو شَهرنا العظيم، هو هويتنا الإسلامية التي نفتخر بها ونرفع الرؤوس عاليًا. فقد اختصّنا ربّ العزّة بالرّحمة، واختصّنا بالأجر المُضاعف، واختصّنا بالرّحمات، فاللهم لك الحمد على ما أنعمت”.
- “تطيب الذّكريات الرّمضانيّة التي تبعث على الفرحة مع كلّ عام. لأنه شهر الخير والمحبّة، شهر العائلة التي تصطفّ حول وجبة إيمانها بكلّ حب، كلّ عام وأنتم بخير بمناسبة الخير”.
وأخيرً وصلنا إلى نهاية مقالنا حيث ذكرنا بعضًا من أحاديث شهر رمضان المبارك. التي نقلت عن الرسول الكريم، لتكون منارةً للأجيال المتعاقبة حتى يسيروا على سنة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، ويقتدوا به ويعملوا بتعليماته وضرورة التخلّق بالأخلاق الكريمة الطيبة التي تتناسب مع فضيلة هذا الشهر.