مرض باركنسون أو الشّلل الرّعاشي هو اضطراب حركي عصبيّ يحدث نتيجة فقدان الخلايا العصبية المفرزة للدوبامين أو ما يسمى بهرمون السّعادة في منطقة المادة السّوداء داخل الدّماغ. ويؤدي إلى فقدان القدرة على التّحكم بالحركة. في البداية يعاني المريض من تصلّب بالعضلات ورجفة في اليدين والقدمين وصعوبة في المشي لعدم القدرة على تنسيق وتوازن حركات الجسم. ومع تفاقم المرض يواجه مشاكل في الذّاكرة والتّذكر قد تؤدي إلى الخرف واضطراب في النّوم. وتجدر الإشارة إلى أنّ المرض باركنسون يصيب الرّجال أكثر من النّساء، كما أنّه يصيب العرق الأبيض أكثر من العرق الأسود. لم يحدّد سبب واضح لتطوّر مرض باركنسون حتى اليوم. لكن يرجّح الخبراء أنّ سببه تغير في الجينات أو التّعرض لعوامل بيئيّة مثل المواد السّامة. فالنتعرف على مرض باركنسون الأعراض والأسباب.
أعراض مرض باركنسون
- الارتعاش: يبدأ في المراحل المبكرة للمرض يصيب جانب واحد من الذراعين أو القدمين أو الفكين ومع تقدم المرض ينتشر الارتعاش ليصيب الجهتين. غالبًا ما يختفي الارتعاش أثناء النّوم أو عند تحريك الجسم المصاب بالارتعاش.
- بطء الحركة: وسببه بطء الدّماغ في ارسال الأوامر إلى أعضاء الجسم للقيام بالحركات المناسبة.
- تصلب الأطراف: التّصلب هو عدم فقدان قدرة العضلات على الاسترخاء، ويسبب ذلك آلام في العضلات المصابة ويحدّ من حركتها.
- فقدان التّوازن والتّنسيق في الحركات: يواجه المريض صعوبة في بدء المشي وصعوبة عند الرّغبة في الوقوف.كما أنّه يعاني من ميل باتجاه الأمام مما يجعله أكثر عرضةّ للسقوط.
- مشاكل في الذراعين والقدمين: يشعر المريض أنّ قدميه عالقتان في الأرض أثناء محاولة اتخاذ خطوة، ولا يوجد تنسيق عضلي عصبي لليدين أثناء المشي أي أنّهما لا تتأرجحان بشكل طبيعي.
- تشنج العضلات: يصيب التّشنج القدمين والأصابع ويسبب آلام حادة والشّعور أن العضو مشدود.
- تغيير في طريقة الكلام: فيصبح الكلام مشوّشًا غير مفهومًا وقد يستمّ أحيانًا بالسرعة وأحيانًا أخرى بانخفاض الصّوت.
- تغير في خط الكتابة: نتيجة التّشنج الذّي يصيب اليدين والأصابع يصبح الخط صغيرًا وغير مقروء أغلب الأحيان.
- قلّة تعابير الوجه: تخف تعابير الوجه عند الإصابة فلا تظهر الابتسامة وتقل حركة العيون وعند تفاقم الإصابة يصبح المريض غير قادر على أن يرمش بعيونه.
- مشاكل في الذّاكرة: في المراحل المتقدّمة للمرض يعاني البعض من مشاكل في الذّاكرة قد تصل إلى مرحلة الخرف. وفي هذه الحالة قد تُساعدهم الأدوية المستخدمة لمعالج مرض الزهايمر على تخفيف بعض الأعراض إلى درجة أكثر اعتدالًا.
- صعوبة في البلع والمضغ مما يؤدي إلى سيلان اللعاب.
- قلق واكتئاب.
أسباب الإصابة بمرض باركنسون
- انخفاض مستوى الدوبامين في الدّماغ وهو المسؤول عن إرسال الرّسائل إلى الدّماغ للتحكم في حركة أعضاء الجسم والتّنسيق فيما بينها، ويؤدي هذا الانخفاض إلى حدوث صعوبة في التحكم بالحركة. ومع ازدياد هذا الانخفاض تزداد حدة الأعراض.
- وجود كتل من البروتين في الدّماغ أو ما يعرف بأجسام ليوي يؤدي تراكم هذه الأجسام إلى فقدان الخلايا العصبيّة، مما يؤثر على الحركة والسّلوك والتّفكير والمزاج العام وفي بعض الأحيان يسبب الخرف.
- تزيد نسبة الإصابة بمرض باركنسون لدى الأشخاص المصابين بأمراض المناعة الذاتية.
- التّعرض المستمر للمواد السّامة مثل مبيدات الآفات ومبيدات الأعشاب.
- التّقدم بالعمر.
- إصابة فرد من العائلة بالمرض يزيد من خطر نقله إلى الأبناء.
- كما أن الإصابة في الرّأس ترفع من خطر الإصابة بداء باركنسون.
مراحل تطوّر مرض باركنسون
يتصف مرض باركنسون بطبيعته التقدمية، أي أنه يزداد سوءًا مع مرور الزمن. حيث يمر مرض باركنسون بمراحل يبدأ بأعراض بسيطة وتبدأ هذه الأعراض بالتصاعد وسنتحدث بإيجاز عن هذه المراحل:
- المرحلة الأولى: مرحلة البداية تبدأ في هذه المرحلة ظهور أعراض المرض، وتدوم هذه المرحلة حوالي ثلاث سنين.
- المرحلة الثّانية: تبدأ أعراض المرض بالتّصاعد وينتشر المرض في جميع أعضاء الجسم، وتستمر لما يقارب الست سنوات.
- المرحلة الثّالثة: وهي مرحلة بطء الحركة وتستمر لمدة تقارب السبع سنوات.
- المرحلة الرّابعة: تبدأ صعوبات الحركة والمشي في هذه المرحلة، وتستمر هذه المرحلة لفترة تسع سنوات.
- المرحلة الخامسة: يفقد مريض الباركنسون في هذه المرحلة القدرة على الحركة وتبدأ العضلات بالتّصلب وتستمر لما يقارب العشر سنوات.
علاج مرض باركنسون
لا يوجد حاليًا أي علاج كامل لمرض باركنسون، ولكن هناك مجموعة العلاجات الطبيعيّة المتاحة للتّخفيف من أعراض المرض والآلام المرافقة له والحفاظ على حياة جيدة أطول فترة ممكنة. ومن هذه العلاجات بعض التمارين التي ينصح بممارستها، مثل تمارين التّوازن وتمارين التّمديد. كما قد تساعد العلاجات الفيزيائية على تحسين النطق والحركة. وهناك العديد من الأدوية التي قد يوصي الطبيب باستخدامها بهدف التخفيف من أعراض المرض، وأهم هذه الأدوية دواء ليفودوبا وهو مادة كيميائية طبيعية تساعد على تجديد الدوبامين في الدماغ. ودواء بروموكريبتين وبراميبيكسول وهي أدوية منبهة للدوبامين وتعمل على تقليد عمله في الدّماغ.
نصائح لمرضى باركنسون للمحافظة على التّوازن
- عدم حمل الأغراض باليدين بل الاعتماد على حقيبة ظهر تحمل على الظهر، لأنّ حمل الأغراض بيد واحدة قد يتسبب بفقدان الاتزان.
- تحريك اليدين أثناء المشي إلى الأمام والخلف سيساعد ذلك في المحافظة على التّوازن، لأن المرض يخفف من حركة اليدين أثناء المشي.
- رفع القدمين بوعي وهدوء أثناء المشي.
- عند الحاجة للانعطاف القيام بذلك بدورة عريضة على شكل U وتجنب الانعطاف بزاوية حادة.
- عدم انجاز مهمة أخرى أثناء المشي لأن ذلك سيؤدي إلى تشتيت الذهن وتعقيد مهمة المشي.
- ارتداء أحذية رياضية مريحة لتجنب السّقوط على الأرض.
- من الممكن الاستعانة بعصاة أثناء المشي وعند النّهوض.
- إبقاء الوجه باتجاه الأمام.
عند الشّعور بأي عارض غريب لا بدّ من استشارة طبيب مختص لمعرفة السّبب، لأنّ التّشخيص المبكر للمرض وخاصةً مرض باركنسون يساعد على تخفيف الأعراض المرافقة والتأخير من تطوّر المرض.