القوباء الوليدية هي التهاب بكتيري شائع، يصيب الأطفال الرضع لعدة أسباب. وتتسبب بها نوعين من البكتيريا هما المكورة العقدية، والمكورة العنقودية الذهبية. وتظهر القوباء على شكل بقع حمراء اللون وصغيرة الحجم، ثم تتطور بعدها لتصبح بثور. من الممكن أن تقوم هذه البثور بإفراز سوائل، وقد تؤدي إلى حدوث تقرحات في الجلد. تجف البثور بعد فترة، وتتكون قشور بنية اللون. وغالبًا ما تبدأ البثور بالظهور في المنطقة المحيطة بالفم والأنف. وتنتشر بعدها إلى أماكن أخرى من الجسم عن طريق الملابس أو الأصابع. لا يكون هذا النوع من القوباء مؤلمًا ولكنه يسبب الحكة. هناك نوع من القوباء تظهر فيه البثور في جذع الوليد وتكون كبيرة الحجم تُسمى في هذه الحالة القوباء الفقاعية. وهناك نوع خطير من القوباء هو الإكثيمة، حيث تخترق طبقات الجلد العميقة متسببة بظهور بثور مؤلمة ومملوءة بالسوائل والقيح. لكن أغلب حالات القوباء الوليدية هي من النوع البسيط ومن السهل علاجها، ولا تستدعي القلق أو الخوف. سنستعرض في هذا المقال كل ما يخص مرض القوباء الوليدية، كالأعراض والأسباب، والتشخيص والعلاج والوقاية.
ما هي أسباب الإصابة بالقوباء الوليدية
إن تعرض الوليد للبكتيريا المسببة للإصابة بمرض القوباء سيؤدي إلى إصابته بهذا المرض. ومن الممكن أن يتعرض الوليد لهذه البكتيريا بطرق متعددة، وأكثر الأسباب شيوعًا والتي تؤدي إلى الإصابة بالقوباء الوليدية هي:
- العامل الرئيسي والذي يعرض الطفل للإصابة بالتهاب القوباء الوليدي هو وجود تفشي لمرض الهربس التناسلي لدى الأم في وقت الولادة، في حالات الولادة الطبيعية. وهو من الأمراض المنقولة جنسيًا. لذلك من الجيد أن ينصح الطبيب الأم بإجراء عملية قيصرية، في حال دخولها في المخاض واكتشاف وجود تفشي لمرض الهربس في الأعضاء التناسلية الداخلية أو الخارجية لديها. لأن احتكاك الوليد مع التقرحات أثناء مروره في قناة الولادة سيتسبب بإصابته بالعدوى.
- تمزق الأغشية المحيطة بالجنين قبل الولادة بزمن طويل، حيث يصبح الجنين خلال هذه الفترة معرضًا للإصابة بأنواع مختلفة من البكتيريا.
- في حال إصابة الأم بالقوباء، وظهور بثور لديها في منطقة الثديين، فهناك احتمالية نقل المرض للرضيع أثناء عملية الإرضاع الطبيعي.
- كما أن ملامسة الوليد لأي شخص مصاب بالقوباء أو لأدواته سيتسبب بنقل العدوى إليه.
ما هي أعراض الإصابة بالقوباء الوليدية
تتميز القوباء الوليدية بظهور العديد من الأعراض ومنها:
- ظهور بقع حمراء اللون على الجلد، لا تلبث أن تتحول إلى بثور صغيرة تتمزق بسرعة، وتكوّن قشرة بنية اللون.
- تترافق القوباء الوليدية بحكة شديدة، وعند خدش هذه البثور تتشكل قروح في الجلد، وتزداد البثور والحكة في فصل الصيف، وفي الأجواء الحارة والرطبة.
- يصبح لون الجلد باهتًا في مكان شفائه من القروح، وهذا لا يستدعي القلق، لأن الجلد يستعيد لونه الطبيعي بعد فترة قصيرة.
مضاعفات مرض القوباء الوليدية
لا يعتبر مرض القوباء الوليدية من الأمراض الخطيرة، ولكن أكثر ما يثير القلق عند الإصابة بمرض القوباء الوليدية، هو بعض المضاعفات النادرة الحدوث وهي:
- التهاب النسيج الخلوي:حيث تؤثر البكتيريا في هذه الحالة على الأنسجة الواقعة تحت الجلد، وقد تنتشر عميقًا لتصل إلى العقد اللمفاوية ومجرى الدم، فتشكل تهديدًا لحياة الرضيع.
- التسبب بمشاكل للكليتين: يمكن أن يتسبب أحد أنواع البكتيريا المسببة للقوباء بحدوث التهاب في الكليتين يعرف باسم التهاب كبيبات الكلى، وهو التهاب خطير يؤدي إلى تغير في لون البول حيث يصبح مائلًا إلى البني الغامق.
- ظهور ندبات على سطح الجلد: حيث يترك أحد أنواع القوباء والمسمى الإكثيمة ندبات في مكان القروح بعد شفائها.
تشخيص مرض القوباء الوليدية
لتشخيص القوباء سيعاين الطبيب البثور والتقرحات المنتشرة على وجه وجسم الرضيع. لن يحتاج لإجراء أي اختبارات أو فحوصات مخبرية، إلا في حال عدم تجاوب البثور مع العلاج، فعندها سيأخذ الطبيب عينة من السائل الموجود داخل البثور والتقيحات، من أجل اختبارها ومعرفة أنواع المضادات الحيوية الواجب وصفها من أجل التخلص من هذه البثور.
علاج مرض القوباء الوليدية في المنزل
ينصح الأطباء في حالات الإصابة الطفيفة بالاكتفاء بالعلاج المنزلي للقوباء الوليدية، وبالأخص في حالات عدم انتشار البثور والتقرحات على مساحات كبيرة من الجلد. ويتم علاج القوباء الوليدية في المنزل من خلال القيام بالخطوات التالية:
- نقع التقرحات في الماء الفاتر حتى تسقط الأغشية المغطية لها.
- غسل التقرحات بالماء والصابون بعد سقوط الأغشية.
- دهن مكان التقرحات بمرهم يحتوي على مضادات حيوية، بهدف منع انتشار التقرحات إلى مساحات أكبر.
إذا لم يكن هذا العلاج فعالًا في تحسين حالة التقرحات، أو لم يحد من انتشارها، فيتوجب عندها التوجه إلى الطبيب.
علاج القوباء الوليدية بالأدوية
يصف الطبيب عادةً علاجًا باستخدام أنواع من المضادات الحيوية، التي يتم تناولها عن طريق الفم، وقد يصف مرهمًا يحوي على المضادات الحيوية، وتكون المادة الفعالة هي الميوبيروسين Mupiricin. قد يطلب الطبيب القيام بإجراء فحوصات للبول بهدف الكشف عن أي التهابات في الكليتين.
الوقاية من مرض القوباء الوليدية
تشمل نصائح الوقاية من القوباء الوليدية ما يأتي:
- الاهتمام بنظافة جلد الرضيع بشكل أساسي، عن طريق الاستحمام الدائم.
- استخدم الصابون أثناء الاستحمام.
- الحرص على قص أظافر الرضيع بشكل مستمر.
- عند تعرض الرضيع لأي خدوش أو جروح أو لدغات فيجب غسلها جيدًا وتعقيمها على الفور، كي لا تصاب بأي نوع من البكتيريا.
عند إصابة الرضيع بالقوباء الوليدية فيجب على الأم المواظبة على غسل ملابسه وأغطيته كل يوم بالماء الساخن، كما يجب ارتداء القفازات عند التعامل مع المنطقة المصابة بالبثور والتقرحات. ومن المهم أخيرًا إبقاء الطفل في المنزل أثناء إصابته بالمرض.