تعاني المرأة من الاضطرابات النفسية أكثر من الرجل فهي من الكائنات العاطفية الشديدة الحساسية، ويعود ذلك لتغير الهرمونات لديها خلال مراحل حياتها وخصوصًا فترة الحمل، هذه الاضطرابات النفسية لدى المرأة هل هي خطيرة وكيف نعالجها؟ تواجه المرأة العديد من الضغوطات الإضافية التي تشمل مسؤوليات المنزل والعمل، ورعاية الأطفال، كل ذلك يسهم بتشكل الاضطرابات النفسية لديها، والتي ثؤثر على مزاجها وتفكيرها وسلوكها في الحياة.
كما تشمل الاضطرابات النفسية، الاكتئاب، وعدم القدرة على التفكير، وعندئذ يجب عدم إهمال الحالة واستشارة الطبيب على الفور، حيث تتوفر الكثير من طرق العلاج التي من شأنها أن تحسن من مزاج المرأة، وذلك لأن الإهمال قد يؤدي إلى تدهور الحالة النفسية والوصول إلى ما لا يحمد عقباه. فالاضطرابات النفسية هي حالة شائعة، تسبب خللًا في شخصية المرأة مولدةً العديد من المشاعر السلبية لديها، لكن الاضطرابات النفسية هل هي خطيرة وكيف نعالجها، سنتناول ذلك مفصلًا في مقالنا.
الأمراض النفسية عند النساء
تعاني النساء من بعض الأمراض النفسية الشائعة، التي تسبب لها بعض المشاعر السلبية، ومن أبرز تلك الأمراض:
- الاكتئاب: وهو مرض حقيقي، يؤثر على مجرى الحياة اليومية للمرأة، ومن أبرز أعراضه:
- انعدام الأمل والشعور باليأس.
- الشعور بالحزن الدائم.
- الإحساس بالذنب.
- صعوبة في النوم، أو الإكثار منه.
- الإفراط في تناول الطعام، أو انعدام الشهية.
- الإصابة بعصبية شديدة، أو الهدوء غير الطبيعي.
- الوهن، وعدم امتلاك طاقة لإجراء أقل مجهود.
- الحركة والتكلم ببطء.
- التعرض لصداع غير مرضي، بالإضافة إلى الآلام الجسدية.
- انعدام الرغبة للقيام بأي نشاط.
- التفكير في الانتحار والموت.
- القلق المرضي عند النساء: حيث تشعر المرأة بالخوف الدائم والقلق دون سبب، ومن أبرز أعراضه:
- الشعور بالخوف الدائم.
- الإصابة باضطرابات النوم.
- الإحساس بالبرد والتعرق.
- عدم الاستقرار والهدوء.
- زيادة نبضات القلب.
- الصعوبة في التنفس.
- حدوث جفاف في الحلق.
- التعرض للغثيان والدوار في بعض الأحيان.
- اضطرابات الشخصية الهستيرية: وهي حالة مرضية، ترغب المرأة من خلالها للفت الانتباه، وأن تكون محط أنظار الجميع، حيث يمكن تشخيص الإصابة، إذا برزت خمسة من الأعراض التالية:
- الإحساس بعدم الراحة، إذا لم تكن محط الأنظار.
- الظهور بمظهر لافت، وإجراء بسلوك غير مناسب.
- تقلب المزاج بشكل مبالغ فيه.
- الاهتمام بالمظهر الخارجي بطريقة تفوق الحد الطبيعي.
- منح العلاقات حجم أكبر منها.
- التأثر السريع بآراء الآخرين.
- اعتماد أسلوب درامي مبالغ فيه، مثل التهديد بالانتحار.
العلاقة بين الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية
للهرمونات الأنثوية وبالأخص هرمون الإستروجين تأثير على مزاج المرأة، حيث ينخفض الهرمون في فترات ما قبل الحيض بأيام، وخلال فترة النفاس، وفي فترة سن اليأس، وسنتحدث مفصلًا عن تأثير هرمون الإستروجين في كل مرحلة:
الهرمونات الأنثوية والحالة النفسية ما قبل مرحلة الحيض
تصاب غالبية النساء بمتلازمة ما قبل الحيض بعدة أيام، حيث تعاني المرأة من أعراض عديدة نتيجة اضطراب الهرمونات الأنثوية، ومن أهم الأعراض النفسية السابقة لمتلازمة ما قبل الحيض مايلي:
- التوتر.
- العصبية.
- الاكتئاب.
- الأرق.
- تقلب المزاج.
- كما تتمثل الأعراض الجسدية التالي:
- زيادة قليلة في الوزن، بالإضافة إلى تورم بسيط في الأطراف.
- انتفاخ في البطن.
- ألم في الثدي.
لكن في بعض الحالات، تتكون أعراض نفسية شديدة، تؤثر سلبًا على الحياة العامة للمرأة، وقد تصيب هذه الحالة من 3 حتى 9% من النساء.
وقد تتطور الحالة النفسية في متلازمة ما قبل الحيض لتصبح خطرةً في حال الإصابة بالاكتئاب الحاد، والذي تكون أعراضه على الشكل التالي:
- انعدام السعادة.
- الحزن الشديد.
- الوهن والخمول.
- عدم القدرة على التفكير.
- الشعور الدائم بعدم الأهمية.
- خلل في النوم.
- انعدام الأمل.
- حدوث مشكلات ترتبط بالوزن والشهية.
- زيادة العصبية والتوتر.
- التفكير بالانتحار والموت.
أسباب الأمراض النفسية
تتعدد أسباب الأمراض النفسية التي تتعرض لها النساء، منها وراثي، ومنها تراكمي من أيام الطفولة، وفيما يلي بعض تلك الأسباب:
- التركيب الوراثي: حيث تلعب الجينات الوراثية في العائلة دورًا في الإصابة بالأمراض النفسية.
- اضطراب كيمياء المخ: تؤدي الاضطرابات في المواد الكيمائية بالمخ، إلى الإصابة ببعض الأمراض النفسية، مثل الاكتئاب.
- مشكلات الطفولة: التعرض للإساءة أثناء فترة الطفولة، قد يسبب بعض الأمراض النفسية عند الكبر.
- الضغوط الاجتماعية: كضغوط بيئة العمل والأمومة، التي تسبب الأمراض النفسية.
- التغيرات الهرمونية: عند تغير الهرمونات في مراحل المرأة، تظهر بعض الأمراض النفسية، مثل اكتئاب الحمل، واكتئاب الولادة، ومتلازمة ما قبل الحيض.
أسباب اضطراب الهرمونات
يعود اضطرابات الهرمونات إلى عدة أسباب، وفي مقدمتها:
- اتباع نظام غذائي غير متوازن، حيث أن قلة تناول الدهون الصحية تؤثر سلبيًا على إفراز الهرمونات الجنسية باعتبارها هرمونات ستيروئيدية، في المقابل فإن اتباع نظام غذائي نباتي يرفع نسبة هرمون الإستروجين لدى النساء، وبالتالي يقل هرمون البروجسترون.
- قلة النوم: حيث تؤثر قلة النوم على إفراز الكثير من الهرمونات.
- الإصابة بالأورام السرطانية: فوجود ورم في الغدد، كالغدة الدرقية أو النخامية، أو المبيض، يؤدي إلى اضطراب الهرمونات والتسبب في فرط نشاط الغدد أو قصورها.
- التقدم في العمر: مع التقدم في السن، يقل إنتاج الهرمونات، حيث تعاني النساء من نقص هرموني الإستروجين والبروجسترون.
- الحمل والولادة والرضاعة: حيث أن كل مرحلة من تلك المراحل، تتطلب نسبةً محددةً من الهرمونات، عند الحمل يرتفع هرمون البروجسترون كثيرًا لتقديم كل ما يحتاجه الجنين، وفي مرحلة الرضاعة يرتفع هرمون البرولاكتين لإنتاج الحليب.
تتعرض المرأة بطبيعتها العاطفية للأمراض النفسية، بالإضافة إلى ضغوط العمل والأمومة، كما أن تغير الهرمونات يلعب دورًا في حدوث الاضطرابات النفسية لها، لذلك لا بد من دعم طاقاتها وعدم هزم كيانها.