يعد اختيار مكان الدراسة في إحدى الجامعات في إسبانيا مغامرة مثيرة، تجعلك تقع في حالة من الحيرة والقلق أثناء محاولتك للوصول إلى القرار النهائي. لذا أولًا وقبل كل شيء، تهانينا على اختيار مقالنا المميز. سنسعى لإرضائك عزيزي القارئ ونقدم لك عرضًا عن أهم الكليات والجامعات المميزة في إسبانيا. في البداية علينا أن نعلم بأن أهم أسباب شعبية إسبانيا لدى الطلاب الدوليين هو أنها رخيصة نسبيًا. حيث أن تكلفة الخدمات فيها وأسعار السلع وقيمة الرسوم أيضًا منخفضة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى. كما ينجذب العديد من الطلاب إلى إسبانيا وذلك من أجل الاستمتاع بشواطئها الساحرة ومدنها النابضة بالحياة ومهرجاناتها الممتعة وهندستها المعمارية الجميلة. بالإضافة لذلك، يتواجد أكبر تجمع للجامعات في إسبانيا في العاصمة مدريد والمدينة الثانية برشلونة. لكل واحدة منها ميزاتها وموقعها الخاص ومناخها المختلف. لذا تابع معنا لتعرف أكثر، سيكون الأمر رائعًا وستملأ عقلك بمعرفة جديدة ومفيدة، ويمكن أن تسهل عليك الاختيار.
خصائص الدراسة في إحدى الجامعات في إسبانيا
- عادة تدرس الجامعات مناهجها باللغة الإسبانية، لكن توجد عدة جامعات تسمح باللغة الإنجليزية.
- تتميز بنظامها التعليمي عالي المستوى والجودة، والمشهور عالميًا.
- توفر عادة السكن والخدمات المعيشية لطلابها، مع راتب شهري يبلغ وسطيًا حوالي (1000 إلى 1200 يورو شهريًا). ويمكن أن تزداد قيمته حسب المدينة والجامعة والرسوم أو الخدمات التي ستمنحها الجامعة.
- بالنسبة للمواصلات فهي غير مكلفة عادة. عادة تكون التكلفة قليلة في المدن الصغيرة، حيث تقدر بـ 45 يورو شهريًا، بينما تبلغ التكلفة 50 يورو شهريًا في المدن الكبيرة.
جامعة برشلونة Universidad de Barcelona
تأسست جامعة برشلونة عام 1450. تقع في مدينة برشلونة، أحد المراكز العالمية الرئيسية في البحر الأبيض المتوسط وفي الواقع في أوروبا. تعتبر مؤسسة عامة وغير ربحية للتعليم العالي، كما تمتلك فرعًا جامعيًا في L’Hospitalet de Llobregat. ترحب الجامعة سنويًا بعدد كبير من الطلاب من كل من الجامعات الإسبانية ومن دول العالم كافة، وذلك لكونها واحدة من أكبر وأهم الجامعات في إسبانيا.
تقدم (UB) دورات متنوعة، وتقيم برامجًا عديدة تضم مختلف مجالات الدارسة. وذلك لتسهل للطالب الحصول على شهادات مختلفة مثل البكالوريوس والماجيستير والدكتوراه. هناك 73 دورة للحصول على درجة البكالوريوس، وأكثر من 140 دورة دراسية لدرجة الماجستير، وأكثر من 400 دورة للحصول على درجة الماجستير ودبلومات الدراسات العليا الخاصة بـ UB، و48 برنامج من أجل الدكتوراه.
إن اهتمام جامعة برشلونة بالبحث جعلها في المرتبة الأولى في إسبانيا من جهة التصنيف الدولي، وكواحدة من أعرق وأفضل الجامعات في العالم. تتبع مؤسسة التعليم الموجودة فيها سياسة قبول انتقائية للطلاب المتقدمين. حيث تعتمد على امتحانات القبول والسجل الأكاديمي السابق للطلاب بالإضافة إلى دراجتهم ومعدلهم الدراسي (نطاق معدل القبول هو 70-80٪).
جامعة سانتياغو دي كومبوستيلا Universidad de Santiago de Compostela
تأسست الجامعة عام 1495، وهي مؤسسة تعليمية حكومية. تمتلك هذه المؤسسة فرعًا جامعيًا في لوغو (Lugo). تعتمد على سياسة الانتقائية في قبول الطلبة كغيرها من الجامعات، لكن معدل القبول الجامعي فيها يكون من الدرجة المتوسطة (40-50 ٪).
مبدؤها الأساسي هو نشر الحرية وتعليم أسس المساواة ومبادئ العدالة والتعددية والالتزام الأخلاقي أيضًا. كما أن لها دورًا كبيرًا في الدفاع عن المساواة بين المرأة والرجل.
تشتهر هذه المؤسسة بمكانتها الأكاديمية وتميزها في البحث العلمي، فضلًا عن دورها المميز في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للمجتمع. كما تتمثل تهتم في مواكبة كل ما هو جديد ومتطور في شتى مجالات العلوم والتكنولوجيا. بالإضافة إلى استمرارها في القيام بأي نشاط بحثي مبتكر وإبداعي.
بالإضافة إلى الفصول الدراسية التي تقوم بها الجامعة من أجل طلابها، فهي تعمل على تطوير أنشطة تعليمية ومنتديات ثقافية تستهدف من خلالها بقية أفراد المجتمع (المعلمين والباحثين وموظفي إدارة الخدمة) بشكل عام. وذلك في سبيل تدريبهم وتعليمهم، وتعزيز الثقافة لديهم، وتعزيز العمل البحثي.
جامعة بومبيو فابرا universidad de pompeu fabra
تأسست جامعة بومبيو فابرا (UPF) عام 1990، وتقع في في برشلونة (العاصمة كاتالونيا). تصنف على أنها جامعة عامة حكومية (غير ربحية)، كما تعرف بالنشاط والحيوية الدائمة. سميت الجامعة باسم اللغوي بومبيو فابرا (خبير في اللغة الكاتالونية). حيث ينسب إليه الفضل في توحيد هذه اللغة التي كانت مهجورة من قبل، مما منحها هذه المكانة العالمية التي تحتلها اليوم.
أصبحت الدراسات في الجامعة قابلة للتخصيص بشكل متزايد. أما عن نقاط القوة الرئيسية للجامعة هي (العلوم الاجتماعية والإنسانية، وعلوم الصحة والحياة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات). كما كلف البرلمان الكتالوني المؤسسة التعليمية في الجامعة لتدريب المهنيين الشباب وتحسين مساهمات إسبانيا في الأبحاث العالمية.
للجامعة ثلاثة فروع في جميع أنحاء المدينة. تقسم المواد التعليمية بين فروعها المنتشرة، حيث تعطى العلوم الاجتماعية والإنسانية في Ciutadella، بينما تدرس علوم الصحة والحياة في Mar، أما تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في Poblenou.
جامعة مدريد المستقلة Universidad Autónoma de Madrid
تأسست الجامعة عام 1968، وهي مؤسسة حكومية لا تهدف للربح المادي. تقع الجامعة في حرم جامعي ريفي متصل بمدريد بواسطة قطار ركاب، وتتمتع بسمعة طيبة في كل من البحث والأوساط الأكاديمية. تعتبر واحدة من أفضل مؤسسات التعليم العالي في إسبانيا، كما احتلت مكانة مرموقة على مستوى أوروبا وخارجها أيضًا.
ساهمت جودة التدريس والبحث فيها في جعلها تنمو كجامعة عامة على أحدث طراز. تنعكس قيمتها الأكاديمية والاجتماعية الرئيسية في مشاريع التضامن والبيئة والصحة والتعاون، والتي توجه خدمتها المهمة للمجتمع من خلال الدعوة إلى الإنسانية.
تسعى الجامعة دائمًا للتغيير، لذلك تهتم في وضع خطة استراتيجية تتمثل في تحديث تعليمها وفقًا للتحديات التي يطرحها العالم الذي نعيش فيه. تتضمن الخطة تطوير نموذج تعليمي متعدد التخصصات موجه نحو إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بالبيئة، من خلال تعزيز المعرفة والقيم والمواقف والمهارات وأنماط السلوك الملتزمة بالتنمية المستدامة.
تنقسم الجامعة إلى ثماني كليات، وتضم حوالي 60 قسمًا وثمانية معاهد بحثية في الجامعة، تسمح للمتخصصين في مختلف المجالات بالالتقاء والتعاون في تطوير المشاريع وتطبيق أفكار إبداعية على مستوى عالمي. كما تقدم مؤهلات جامعية عديدة ومتنوعة ودراسات عليا، بالإضافة إلى دراسة مستوى الدكتوراه.
جامعة نافارا Universidad de Navarra
تأسست جامعة نافارا عام 1952، تقع في المناطق الحضرية لمدينة بامبلونا الصغيرة. تعتبر مؤسسة ذات إلهام مسيحي، روج لها القديس خوسيماريا إسكريفا دي بالاغير، كما أن نظامها التعليمي خاص، لكنها غير ربحية أبدًا. وتمتلك فروعًا جامعية في مواقع عديدة، مثل سان سيباستيان ومدريد وبرشلونة.
توفر UNAV العديد من التسهيلات والخدمات الأكاديمية وغير الأكاديمية للطلاب، بما في ذلك المكتبة والإسكان والمرافق الرياضية والمساعدات المالية والمنح الدراسية والدورات التعليمية والتدريبية عبر الإنترنت.
تدير الجامعة أيضًا مستشفى تعليميًا، حيث يتعامل حوالي 2000 متخصص مؤهل مع أكثر من 100000 مريض سنويًا. بالإضافة إلى إجراء أبحاث طبية رائدة على مستوى العالم تركز على أربعة مجالات رئيسية (علم الأورام وعلم الأعصاب وعلوم القلب والأوعية الدموية والعلاج الجيني وطب الكبد).
تتميز بتنوع أعضاء هيئة التدريس والبحث وتميزهم. بالإضافة إلى أن كل فصل فيها يضم مدرسًا واحًدا لكل ثمانية طلاب. كما أن 78٪ من أساتذتها أطباء و41٪ منهم يمارسون مهنتهم خارج الأكاديمية، و93٪ من طلابها يغادرونها للعمل بعد الانتهاء من دراستهم الجامعية.
تقدم الجامعة دورات متنوعة في مختلف مجالات الدراسة، والتي تساعد الطالب في الحصول على درجات علمية معترف بها رسميًا مثل درجات البكالوريوس والماجستير والدكتوراه. كما أن الجامعة تسعى منذ بدايتها إلى نشر هدفها والعمل على مهمتها الأساسية التي تأسست من أجلها، وهي تتضمن ما يلي:
- البحث عن الحقيقة ونقلها.
- المساهمة في التكوين الأكاديمي والثقافي والشخصي لطلابها.
- تعزيز البحث العلمي وأنشطة الرعاية الصحية.
- تقديم فرص تطوير مناسبة لمعلميها وموظفيها.
- القيام بعمل مكثف للإرشاد الثقافي والترويج الاجتماعي.
- تقديم المشورة الفردية حول تخصصات التدريس لخريجي الجامعات.
جامعة كارلوس الثالث Universidad Carlos III de Madrid
تأسست عام 1989 في مدريد، وهي جامعة بحثية مبتكرة تتمتع بمكانة دولية متميزة. تقدم مجموعة واسعة من برامج الماجستير والبكالوريوس في اللغة الإنجليزية، ويتكون 20٪ من طلابها من جنسيات مختلفة. إنها أول جامعة في إسبانيا والثالثة في أوروبا من حيث عدد طلابها المشاركين في برامج التبادل الطلابي إيراسموس. هدفها الأساسي هو تعزيز برامج التبادل الدولية غير الأوروبية مع الولايات المتحدة الأمريكية وآسيا.
تقدم الجامعة برامجًا عديدة في الاقتصاد والأعمال والهندسة والقانون والاتصالات والعلوم الاجتماعية والعلوم الإنسانية. علاوة على ذلك، فهي ملتزمة بشكل كبير في التعلم الرقمي، وتشكل جزءًا من المنصات التعليمية المرموقة edX وMiridiada X وOpencourseware.
تشجع جامعة UC3M على التدريب المستمر لمعلميها، وتحثهم على الابتكار في التدريس، وذلك لتقدم أفضل تعليم لطلابها. لهذا الغرض، تطلق العديد من البرامج مثل MOOCs (الدورات الجماعية المفتوحة عبر الإنترنت) على منصات دولية مرموقة مثل edX وmiriadaX وتوفر لمعلميها دعم UTEID (وحدة تكنولوجيا التعليم والابتكار التعليمي) لتطوير مشاريعهم. كما يستطيع طلاب الجامعة أيضًا تنفيذ دورات تدريبية من خلال اتفاقيات تعاونية وقعتها الجامعة مع شركات ومؤسسات مختلفة.
ويمكن للطلاب الوصول إلى مجموعة واسعة من الأنشطة الثقافية والرياضية، فضلاً عن العديد من المراكز الرياضية. كما توفر الجامعة أيضًا إسكانًا طلابيًا من الدرجة الأولى.
جامعة غرناطة universidad de granada
تأسست عام 1531 من قبل الإمبراطور تشارلز الخامس. تعود جذورها إلى المدارس الدينية في المملكة النصرية. تستوعب ما يقرب من 80.000 طالب، حيث تحتل المرتبة الرابعة في إسبانيا من جهة المساحة.
تقع فروعها الخمسة في غرناطة، حيث تتواجد جميعها داخل الجزء القديم من المدينة. لذلك يضفي تدريس الطلاب في هذه المباني التاريخية، على دراستهم إحساسًا غنيًا بالتراث والتقاليد.
وتتكون الجامعة من خمس كليات (هندسة البناء، والهندسة المعمارية، والهندسة المدنية، والمعلوماتية، والاتصالات). لديها أقسام عديدة من أجل التدريس والتعلم (22 كلية و 116 قسمًا). كما يبلغ عدد المواد التعليمية التي تقدمها حوالي 75 مؤهلًا مختلفًا، بما في ذلك 68 دورة ماجستير و 116 برنامج دكتوراه.
ومع وجود 12 معهدًا بحثيًا منفصلاً، تفتخر الجامعة بوجود تركيز بحثي قوي. بالإضافة إلى أنها مشارك نشط في برنامج البحث الإسباني. كما تدعم الجامعة أكثر من 150 مشروعًا بحثيًا، ومنحت وزارة الابتكار والعلوم والأعمال بالدولة دعمًا ماليًا لـ 78 من مشاريعها المتميزة.
جامعة إشبيلية Universidad de Sevilla
في عام 1505، تأسست الجامعة من قبل الملوك الكاثوليك باسم Colegio Santa María de Jesús. مع مرور عدة قرون من الخبرة في التدريس، تعمل الجامعة على تطويرها لتلبية المعايير الحديثة لمنظمة التعليم العالي الأوروبية (EHEA). حيث تعد جامعة إشبيلية مؤسسة تعليمية كبيرة جدًا، تقدم خدمة عامة للتعليم العالي من خلال الدراسة والتعليم والبحث، فضلًا عن توليد المعرفة وتطويرها ونشرها في خدمة المجتمع والمواطنة.
لدى الجامعة سياسة ثقافية مبتكرة تعتمد على أحدث الأفكار لتطوير الفن بجميع أشكاله. إنها تنمي العلاقات مع العديد من المؤسسات الفنية في المدينة، لتقدم عروضًا رائعة بالتعاون معها. كما تسعى لتكون أكاديمية أكثر انفتاحًا وحداثة وذكاء، لذلك تضع خطة استراتيجية للتطوير من جودة وطرق التعليم فيها، وتهتم في نشر الأبحاث العلمية المفيدة بشكل مستمر. حيث نشرت أربعة دراسات في مجلة Nature وأربعة أخرى في مجلة Science.
وأخيرًل، إسبانيا دولة نابضة بالحياة وواحدة من أفضل المواقع السياحية في أوروبا، بمحيطها الأزرق، وشواطئها الرملية، والمتاحف التاريخية الموجودة فيها. ومن جهة أخرى لديها نظام تعليمي مرموق وعلى مستوى عالمي أيضًا. لذلك تعد جامعاتها خيارًا ممتازًا للدراسة.